تشكل المقتنيات الخاصة بالجماعة الفنية، التى يحتفظ بها متحف المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، إرثا فنيا ضخما، نظرا لما يحفظه من تاريخ يمثل حركة وتطور الفنون المسرحية والموسيقية والغنائية بشكل كبير. أرسل عميد المسرح العربى الفنان يوسف وهبي، خطابًا للمخرج نبيل الألفى، مدير عام المسرح القومى فى 31 أكتوبر 1972، ويعد هذا الخطاب أحد المقتنيات الخاصة والنادرة المدونة بخط اليد وتوقيعه الشخصى، قائلًا فى خطابه: «عزيزى الأستاذ نبيل الألفى، مدير عام المسرح القومي، اتصل بى الأستاذ توفيق الحكيم، وطلب منى إعادة النظر فى قيمة المكافأة لحقوق فريق مسرحية «الأيدى الناعمة» من تأليفه، أو كتب قد حددت له جلال إدارتى للفرقة مكافأة رمزية قدرها 100 جنيه، وهو يرى أن ترتفع قيمة المكافأة نظرًا لإعادتها بنجاح، لذلك أكتب هذا الخطاب لكم راجيًا إعادة النظر فى الموضوع، منوهًا فى ملاحظته اسمح لى أن ألفت نظر سيادتكم إلى أن المسرحية كانت باللغة الفصحى، وقد أعدت صياغتها أولًا بالدارج، ثم إعدادها وإضافة عدة مشاهد، وقمت بإعداد الحوار أيضا، وإن كان منى الإنصاف قدر أجر الإعداد والحوار أكون شاكرا، راجيا ألا يمس تقدير الإعداد مكافأة للكاتب الكبير أو اقتطاعها منه، فأنا أحرص من يحافظ على إرضائه وتقديره». أسس وهبى أول استوديو بعنوان مدينة رمسيس فى 1930، وكانت هذه المدينة تحوى السينما، والمسرح، والاستعراضات، والإذاعة، حيث بدأ مشواره الفنى فى السينما من خلال مشاركة المخرج محمد كريم فى إعداد فيلم روائى طويل بعنوان «زينب» فى 1930، وشاركته البطولة الفنانة بهيجة حافظ، ثم اتفق معه بعد ذلك على صناعة أول فيلم سينمائى ناطق بعنوان «أولاد الذوات» فى 1932، وتم تصوير بعض مشاهده فى القاهرة، وسافر مع المخرج محمد كريم إلى باريس لحضور مجموعة من الفنانين والفنانات، وتم إخراجه على أكمل وجه، وحقق نجاحا كبيرا، وقد أثار هذا الفيلم ضجة كبيرة بين الأجانب؛ لأنه يرصد بعض الصور فى العائلات الثرية وتقديمها فى صورة النقيض لهذه الشخصية، لدرجة وصول كمية كبيرة من الرسائل النقدية لهذا العمل. بعد النجاح الذى حققه الفيلم مما دفعه إلى كتابة فيلمه الثانى بعنوان «الدفاع» فى 1935، وشاركه فى إخراجه نيازى مصطفى، وشارك فى كتابة وتمثيل وإنتاج وإخراج فيلم «المجد الخالد» فى 1937، وتوالى بعد ذلك العديد من الأعمال السينمائية المتميزة من بينها «ليلة ممطرة» 1939، «ليلى بنت الريف»، «ليلى بنت المدارس» فى 1941 وغيرها، ولم ينشغل لحظة عن أعماله فى المسرح، حيث قدم مجموعة كبيرة من المسرحيات فى 1939، من بينها «ناكر ونكير»، «الشبح»، «العدو الحبيب»، «ابن الفلاح»، «يد الله»، «ألف ضحكة وضحكة» وغيرها. أخرج وهبى مسرحية «الأيدى الناعمة» فى 1954، من تأليف الكاتب الكبير توفيق الحكيم، وشارك البطولة يوسف وهبي، سميحة أيوب، فاخر فاخر، حسن البارودي، كما قدم فى العام نفسه مسرحيتين محولتين عن فيلمين له، هما «سفير جهنم»، أما «أولاد الفقراء»، كانت من إخراجه وتأليفه وبطولته بالاشتراك مع أمينة رزق، علوية جميل، فاخر فاخر، زهرة العلا، وقدم واحدة من أهم مسرحياته وهى «راسبوتين» فى 1960، من تأليفه وإخراج مشترك بينه وبين حمدى غيث، وشارك بطولتها يوسف وهبي، أمينة رزق، علوية جميل، فاخر فاخر، سلوى محمود، عبد البديع العربي، نظيم شعراوى وآخرون.