يحتفل العالم في الواحد والعشرين من مايو كل عام ب"اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية"، والتي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة فى قرارها رقم 57/249، بعد اعتماد ال "يونسكو" الإعلان العالمى للتنوع الثقافي عام 2001. ولا شك أن التنوع والاختلاف بين الأمم والشعوب سنة من سنن الحياة، وقانون من قوانين الوجود، ومدعاة للتآلف والتعاون والحوار والتعارف الذي حث عليه القرآن الكريم في قوله تعالى "يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ". (الحجرات: 13). ومن هنا ندرك أن التنوع لا ينبغي أبدًا أن يكون مبررًا للنزاع والشقاق بين الأمم والشعوب. ولقد أدرك الأزهر الشريف قيمة التنوع الثقافي والتكامل بين الشعوب والأمم، وسعى إلى ترسيخها، فعقد مؤتمرًا دوليًا تحت عنوان "الحرية والمواطنة... التنوع والتكامل" في فبراير 2017، بحضور وفود من أكثر من 50 دولة من دول العالم، من مختلف العرقيات والأديان. كما عقد الأزهر مؤتمر "الإسلام والغرب... تنوع وتكامل" في أكتوبر 2018، بحضور قيادات دينية وسياسية بارزة من مختلف قارات العالم. وكان الهدف من هذه المؤتمرات التأكيد على الرابطة الإنسانية التي تربط بني البشر رغم تنوع ثقافاتهم واختلاف ألوانهم وألسنتهم، وكذلك ردع الفتق وإصلاح البين، ومناهضة الآراء المتشددة التي لا تقبل الآخر بل وتحرض عليه. ويرى مرصد الأزهر أن من أهم ملامح الشخصية المتطرفة عدم قبول الآخر، وعدم احترام التنوع الثقاقي والحضاري له، فجل الجماعات المتطرفة تؤمن بأنها على الحق المطلق، وغيرها على الباطل.