واجهتهما الحياة بالظروف الصعبة والقاسية، فكان عليهما البحث عن مخرج لمواجهة قسوة الظروف، بعض النساء يذهبن للعمل فى مهن تقليدية، ولكن على غير العادة انتصرت نشوى ونورا على الظروف المادية بفكرة خارج الصندوق، وهى عمل سندوتشات للرنجة والفسيخ، حيث وقفتا وسط مدينة ساحلية على طاولة لإعداد الوجبات والسندوتشات، تساعدهما فتاة صغيرة تنادى لجذب الزبائن. «نورا» التى بدأت قصتها كأول سيدة تبتكر عمل طاولة لبيع سندوتشات الفسيخ والرنجة تقول: «فى البداية كنت أقوم بعمل وجبات بحرية بالمنزل طوال عامين، ثم بدأت فى تجربة عمل الفسيخ بشراء 3 كيلو؛ لأقوم ببيعها بجانب البحريات كتجربة، فقمت بتمليحها فوجدت إقبالا كبيرا وإشادة بالجودة، وأصبحت أبيع «فسيخ» أكثر من المأكولات البحرية». واستطردت: «أختى نشوي رأت فى البداية صعوبة تنفيذ الفكرة، إحنا ستات وهنقف نبيع حاجة غريبة ونعملها فى سندوتشات، فترددت فى البداية خوفا من صعوبة الفكرة، وربما يصل الأمر للسخرية؛ ولكن بعد ذلك استجبت لفكرة أختى وبدأت أتحمس لها، وعلى غير المتوقع الناس بدأوا فى تشجعينا والتعاطف مع الفكرة، ومع أول الأيام ازداد حماسنا مع الإقبال الكبير الذى لم نكن نتخيله، الأمر الذى دفعنا أن نستيقظ مبكرا صباح كل يوم لنجهز سلطة الرنجة والبطارخ ونخلى الفسيخ ونتوكل على الله لنبدأ العمل». «نشوي» تحدثت قائلة: «بداية كانت أختى تعمل بمفردها من المنزل، بعد الفكرة ما نجحت شغلنا ولادنا معانا على الطاولة، لأنهم كانوا يبحثون عن عمل، فعرضت على أختى فكرة افتتاح مطعم للفسيخ واستغلال موهبتها فى تجهيزه، وفى نفس الوقت تشغيل أولادنا معنا، ولكنها ترددت فى البداية، إلا أنها الأن أكثرنا حماسة، وتوكلنا على الله وأصبح الإقبال كبيرا». ابتسامتها لم تفارق وجهها «سلمي» ابنة «نشوي»، التى تحدثت بفخر قائلة: «الشغل مش عيب والبنت معروفة بجدعنتها».