تشهد مدينة المحمودية بالبحيرة حالة من الذعر والخوف الشديد نتيجة انقطاع مياه الشرب لليوم الرابع على التوالي، ما أثار حالة من الفوضي العارمة لدى الأهالي بالمدينة وتوابعها. كما ظهر أيضا نفوق كميات كبيرة من الأسماك على سطح مياه نهر النيل وظهور كميات كبيرة من البقع البيضاء تغطي نهر النيل، أشبه بالثلوج، ما دفع الأهالي إلى الامتناع عن شرب المياه واللجوء إلى شرب المياه المعدنية. كاميرا "البوابة نيوز" رصدت الظاهرة عن قرب والتقت الأهالي والصيادين بالمحمودية لمعرفة أسباب المشكلة. في البداية يقول زغلول إسماعيل، 30 سنة، صياد، أننا فوجئنا منذ 5 أيام بظهور كميات كبيرة من الرغاوي على سطح مياه نهر النيل بالمنطقة، على هيئة ثلوج كثيفة على سطح المياه، تسببت في تلوث مياه الشرب ونفوق الأسماك بنهر النيل. وأضاف أن تلوث المياه تسبب أدي إلى نفوق جميع الأسماك وطفحها على سطح مياه نهر النيل، وهذا الأمر يحدث كل عام، مما يتسبب في خسائر فادحة للصيادين، فهم لا يعرفون غيرها وهي مصدر رزقهم الوحيد. وأضاف حسن عبد الحميد غانم، صياد بالمحمودية، أن المياه ملوثة، ونحن نقوم الآن بشراء المياه المعدنية في ظل المياه الملوثة، ودائما ما تؤكد الحكومة عكس ذلك. و أكد محمد مصطفى أمين صياد أن مهنة تعتمد على كل يوم بيومه وليس بها ادخار مثل باقي الوظائف، مطالبا المسئولين بوزارة الري والثروة السمكية والدكتور حازم الببلاوي رئيس الوزراء والدكتور مصطفى هدهود بحل المشكلة وإنقاذ عائلات من التشرد والضياع. ومن جانبه قال نبيه على الصالحي شيخ الصيادين بمركز المحمودية أن تلك المشكلة تحدث كل عام في نفس الميعاد نتيجة إطلاق مصانع كفر الزيات والجيزة في نهر النيل، مما أدي لنفوق الاسماك، مشيرا إلى هناك 1500 صياد بالمحمودية، إضافة 1500 عامل معرضون للتشرد. وأكد الصالحي على أن الصياد لا يتقاضي معاش عند بلوغه سن المعاش، رغم الالتزامات التي تقع على عاتقه، وتزداد الأمور سوء بتلوث مياه نهر النيل. وطالب الصالحي الهيئة العامة للثروة السمكية بالإسراع بإطلاق زريعة الاسماك وإنقاذ الصيادين من التشرد. وقال جمال خطاب المحامي ورئيس لجنة الحريات بنقابة المحامين بالبحيرة أنه تقدم ببلاغ للمحامي العام لنيابات دمنهور برئاسة المستشار محمد خطاب حمل رقم 178 إداري دمنهور لسنة 2014، ضد وزير الري والموارد المائية والدكتور مصطفى هدهود محافظ البحيرة، مسئولي الصحة بالبحيرة، بشأن تلوث مياه نهر النيل ونفوق كميات كبيرة من الاسماك. وأضاف خطاب أن المحامي العام قرر انتداب لجنة خماسية يكون أعضائها من جهاز حماية البيئة وجهاز حماية الصحة والهيئة العامة للصرف الصحي والهيئة العامة الثروة السمكية والصحة والانتقال لمحل الواقعة لإجراء المعاينة اللازمة على الطبيعة لبيان عما إذا كان هناك تسرب لأي مواد سائلة أو صلبة لنهر النيل أو من عدمه. وتابع خطاب أن المحامي العام كلف إسماعيل ريحان مدير نيابة المحمودية لمباشرة التحقيقات.
