تعتبر السياحة الدينية بسيناء كنزا كبيرا، حيث تتميز وتنفرد سيناء بمفردات سياحة دينية روحية لها طابع خاص، وتعد مشروعات إحياء هذا النمط من السياحة هى العمود الفقرى للمقومات السياحية الأخرى بسيناء. وهناك مجموعة من التصورات والمشاريع لإحياء السياحة الدينية الروحية بسيناء قائمة على مبدأ تلاقى وتعانق الأديان المتمثل فى الوادى المقدس طوى، وهناك 3 طرق تاريخية دينية لها محطات مكتشفة تجسّد هذا التلاقى، وهى طريق خروج بنى إسرائيل، وطريق الحج المسيحى القديم، وطريق الحج عبر وسط سيناء إلى مكةالمكرمة. والطريق الأول، حسب التسلسل التاريخى هو طريق خروج بنى إسرائيل الذى يحكى قصة نبى الله موسى والمناجاة عند الشجرة المقدسة، حيث تجلى سبحانه وتعالى مرتين، وتمثل هذه القصة قيمة لكل الأديان حيث وردت قصة نبى الله موسى، وبنى إسرائيل فى عدة سور بالقرآن الكريم، ولقد كرّم الله سبحانه وتعالى جبل الطور، وجعله فى منزلة مكة والقدس، بدليل قوله تعالى «والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين». ولهذا الطريق مكانة خاصة فى المسيحية حيث إن المبانى الدينية المسيحية بسيناء كالأديرة والكنائس بنيت فى محطات هذا الطريق تبركًا بهذه الأماكن، وخصوصًا أشهر هذه الأماكن، وهو دير سانت كاترين أهم الأديرة على مستوى العالم، والذى أخذ شهرته من موقعه الفريد فى البقعة الطاهرة التى تجسدت فيها روح التسامح والتلاقى بين الأديان لبنائه فى حضن الشجرة المقدسة (شجرة العليقة)، وهو نبات خاص لم يوجد فى أى بقعة بسيناء وفشلت محاولة إنباته فى أى مكان بالعالم كما بنى المسلمون مسجدًا داخل الدير فى العصر الفاطمى تبركًا بهذا المكان المقدس فتلاقت الأديان فى بقعة واحدة. وإختلفت الآراء حول تحديد محطات طريق خروج بنى إسرائيل فى سيناء، ولكن هناك بعض الشواهد الباقية حتى الآن تتفق مع ما ذكر فى القرآن الكريم والعهد القديم ومنها منطقة عيون موسى 35كم جنوب شرق السويس، وأثبتت الدراسات الحديثة التى قام بها فيليب مايرسون، أن المنطقة من السويس حتى عيون موسى منطقة قاحلة جدًا وجافة، مما يؤكد أن بنى إسرائيل استبد بهم العطش بعد مرورهم كل هذه المنطقة حتى تفجرت لهم العيون، وكان عددها 12 عينا بعدد أسباط بنى إسرائيل، ولقد وصف الرّحالة الذين زاروا سيناء فى القرن 18، 19م هذه العيون ومنهم ريتشارد بوكوك. والمحطة الثانية، بعد عيون موسى هى منطقة معبد سرابيت الخادم 138كم جنوب شرق السويس الذى مر عليها بنو إسرائيل، وهى المنطقة الوحيدة النى تقع فى طريقهم من عيون موسى بها تماثيل. والمحطة الثالثة، هى طور سيناء 280كم جنوبالسويس، وهى مدينة ساحلية عبدوا فيها العجل الذى صنعه السامرى وكانت هذه المنطقة تشرف على بحر. والمحطة الرابعة، هى منطقة الجبل المقدس (سانت كاترين حاليًا)، وهى المنطقة الوحيدة بسيناء التى يتجمع فيها عدة جبال مرتفعة مثل جبل موسى 2242م فوق مستوى سطح البحر وجبل كاترين 2642م وجبل المناجاة. والمحطة الخامسة، هى منطقة حضيروت (عين حضرة) 70كم فى الطريق من سانت كاترين إلى نويبع وهى عين ماء طبيعية مشهورة بسيناء.
