أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، استعداد مصر التام، لاستضافة المؤتمر العالمى للاتصالات الراديوية لعام 2019، المقرر أن تستضيفه مدينة السلام، شرم الشيخ، فى شهر أكتوبر من العام المقبل؛ مشيرًا إلى أن القناعة بأهمية المؤتمر كانت الدافع الرئيسى لاستضافته، إذ يتناول العديد من الموضوعات المهمة، منها إدارة وتنسيق الطيف الترددي، وكيفية وضع الأطر الدولية، المعززة لاستثمار الطيف، علاوة على وضع السياسات، التى من شأنها تحجيم ومنع التداخلات. ودعا الوزير، فى كلمة مصر التى ألقاها فى مؤتمر المندوبين المفوضين للاتحاد الدولى للاتصالات، الذى يعقد فى مدينة دبي، بحضور هولين زاو، أمين عام الاتحاد الدولى للاتصالات، ورؤساء القطاعات بالاتحاد، وعدد من وزراء الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وكبار المسئولين المعنيين، وممثلين من الدول أعضاء الاتحاد، الحضور للمشاركة فى فعاليات المؤتمر العالمى للاتصالات الراديوية لعام 2019. وأشار «طلعت»، إلى أن هذا الحدث يعكس ثقة المجتمع الدولى فى «مصر الناهضة»، التى تشهد طفرة نوعية على الأصعدة كافة، وتبنى عاصمة جديدة، تقع فى القلب منها «مدينة للمعرفة»، وتتمحور رؤيتها، حول بناء إنسان مصرى جديد من خلال تطوير مهاراته الرقمية ليكون «متمكنًا» وقادرًا على العمل الابتكارى والفكر الخلاق، وريادة الأعمال لمواجهة تحولات الحياة الرقمية. وأوضح الوزير، أن مصر كانت وستظل دوما داعمة لرسالة الاتحاد الدولى للاتصالات، ودوره المحورى فى ظل الثورة التكنولوجية ومتغيراتها، ما يستدعى الاتفاق على أطر تنظيمية حاكمة ومرنة وخلاقة ترشد كل أطراف المنظومة الدولية للاتصالات. وأشار، إلى أن مصر تولى اهتمامًا كبيرًا لأنشطة الاتحاد، وتؤمن أن نجاحه فى تحقيق أهدافه لن يتأتى إلا بتكاتف وتعاون الدول الأعضاء، حيث أوفدت مصر خلال الفترة المنقضية، أكثر من أربعين خبيرًا متخصصًا للعمل ضمن مجموعات ولجان عمل الاتحاد الفنية والتقنية، وتولى المصريون ما يزيد على أحد عشر منصبًا قياديًا فى مختلف هذه اللجان. وأسهم الخبراء المصريون، بما يزيد على خمسين ورقة عمل متخصصة نوقشت ودرِست فى اللجان الفنية المتعددة، وتناولت موضوعات محورية مهمة، منها تأمين إنترنت الأشياء، والشمول المالى الرقمى والأمن السيبرانى وغيرها. وأكد حرص مصر، منذ صدور «أجندة توصيل 2020» (Connect 2020 Agenda)، التى تبناها مؤتمر المفوضين الدائمين عام 2014 وفى ضوء الخطة الاستراتيجية المقترحة للاتحاد «2020- 2023»، ليس فقط على الاندماج النشط فى مجموعات عمل الاتحاد الدولى للاتصالات ولكن أيضا فى تحقيق أهداف هذه الأجندة. وأضاف وزير الاتصالات: «كما تم استلهام ملامح الاستراتيجية الوطنية للقطاع والتى اتخذت من «التحول والشمول الرقميين» شعارًا لها؛ مستهدفين تحسين الحياة الرقمية للمواطنين، وتلبية احتياجات قطاع الأعمال، من خلال توفير بنية تحتية للاتصالات فعالة، و«مؤمنة» تتيح النفاذ للجميع وتغطى كل أرجاء القطر المصرى وتحقق شمولًا رقميًا، نسعى بجد لاكتماله، وكذلك توفير قواعد البيانات المتكاملة تطبيقًا لمبادئ الحوكمة ولتحقيق الشفافية والكفاءة، والتوسع فى بناء المناطق التكنولوجية، ليس فقط لتحقيق منطق العدالة فى التوزيع، ولكن أيضًا لتحقيق مبادئ الاستدامة فضلًا عن تعزيز الابتكار وتطوير الشراكة لكل الأطراف ذات الصلة. وأوضح «طلعت»، أنه اتساقًا مع أهداف الأممالمتحدة للتنمية المستدامة 2030، تم تكريس «رؤية مصر 2030»، التى تمثل رؤية لدولة حديثة ناهضة تؤمن بمحورية دور قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى تنفيذها، كما تسعى لأن تكون مساهمًا فاعلًا فى مجتمع الاتصالات العالمى تطرح رؤيتها وتصوراتها. وتابع، أنها «تعتمد الحوار البناء منهجًا وتسعى إلى استثمار كل فرص التعاون المتاحة من هذا المنطلق فإن مصر تؤمن بأهمية التحول والشمول الرقميين من أجل دعم خطط الدولة للتنمية وترشيد استخدام مواردها ورفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين وتقديم الخدمات الحكومية الرقمية كبداية تساعد على التحول وتضافر جهود قطاعات الدولة كافة نحو مجتمع رقمى متكامل». وأعرب الوزير عن سعادته بأن تحتضن دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، فعاليات مؤتمر المندوبين المفوضين، والتى تعد اليوم أحد النماذج الرائدة فى المنطقة العربية، بل وفى العالم بأسره، إذ نجحت قيادتها الرشيدة فى بناء دولة مدنية حديثة واعدة. يشار إلى أن مصر تولت منصب نائب رئيس مجلس الاتحاد لعام 2018، كما تمت استضافة أعمال المنتدى العالمى لمنظمى الاتصالات GSR-16 بمدينة شرم الشيخ، واجتماعات مجموعة العمل الدراسية العشرين الخاصة بإنترنت الأشياء بقطاع التقييس، خلال العام الحالي، وتجرى حاليا التحضيرات لاستضافة المبادرة العالمية للشمول المالى FIGI فى يناير 2019، كما تعد مصر واحدة من أوائل الدول، التى انضمت للاتحاد عام 1876 بعد سنوات قليلة من تأسيسه تحت مسمى «الاتحاد الدولى للبرق». وكذلك اضطلعت مصر بدور فعال فى مجلس الاتحاد الحالي، منذ تأسيسه عام 1973، حيث انتخبت مصر لعضوية المجلس عن المجموعة الأفريقية لإحدى عشرة دورة متتالية، من أصل ثلاث عشرة دورة، كما سعدت مصر باستضافة عدد من المؤتمرات، وورش العمل التابعة للاتحاد، ومنها «تيليكوم الاتحاد لأفريقيا» بنجاح ثلاث مرات، فضلًا عن استضافة المكتب الإقليمى العربى للاتحاد الدولى للاتصالات فى القاهرة منذ عام 1991.