ألقى اليوم الدكتور/ عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كلمة مصر في مؤتمر المندوبين المفوضين للاتحاد الدولي للاتصالات الذي يعقد في مدينة دبي بحضور هولين زاو أمين عام الاتحاد الدولي للاتصالات، ورؤساء القطاعات بالاتحاد، وعدد من وزراء الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وكبار المسئولين المعنيين وممثلين من الدول أعضاء الاتحاد. وقال، إنه من دواعي اعتزازي أن أشارك اليوم في هذا المؤتمر الهام المعني ببلورة سياسات الاتحاد الدولي للاتصالات ممثلاً لجمهورية مصر العربية التي تعد واحدة من أوائل الدول التي انضمت للاتحاد عام 1876 بعد سنوات قليلة من تأسيسه تحت مسمى "الاتحاد الدولي للبرق" وكذلك اضطلعت مصر بدور فعال في مجلس الاتحاد الحالي منذ تأسيسه عام 1973 حيث انتخبت مصر لعضوية المجلس عن المجموعة الإفريقية لإحدى عشرة دورة متتالية من أصل ثلاث عشرة دورة كما سعدت مصر باستضافة عدد من المؤتمرات وورش العمل التابعة للاتحاد ومنها "تيليكوم الاتحاد لإفريقيا" بنجاح ثلاث مرات فضلاً عن استضافة المكتب الإقليمي العربي للاتحاد الدولي للاتصالات في القاهرة منذ عام 1991. وأضاف الوزير إن مصر كانت وستظل دوماً داعمة لرسالة الاتحاد ودوره المحوري في ظل ثورة تكنولوجية تلاحقنا بالمتغيرات وتستدعي منا الاتفاق على أطر تنظيمية حاكمة ومرنة وخلاقة ترشد كل أطراف المنظومة الدولية للاتصالات.
واكد ، ان مصر تولي اهتماماً كبيراً لأنشطة الاتحاد وتؤمن أن نجاحه في تحقيق أهدافه لن يتأتى إلا بتكاتف وتعاون الدول الأعضاء ولذا أوفدت مصر خلال الفترة المنقضية أكثر من أربعين خبيراً متخصصاً للعمل ضمن مجموعات ولجان عمل الاتحاد الفنية والتقنية وتولى المصريون ما يزيد عن أحد عشر منصب قيادي في مختلف هذه اللجان وأسهم الخبراء المصريون بما يزيد عن خمسين ورقة عمل متخصصة نوقِشت ودُرِست في اللجان الفنية المتعددة وتناولت موضوعات محورية مهمة تأمين إنترنت الأشياء والشمول المالي الرقمي والأمن السيبراني وغيرها الكثير. كما سعدت مصر بأن تتولى منصب نائب رئيس مجلس الاتحاد لعام 2018 كذلك قمنا باستضافة أعمال المنتدى العالمي لمنظمي الاتصالاتGSR-16 بمدينة شرم الشيخ واجتماعات مجموعة العمل الدراسية العشرين الخاصة بإنترنت الأشياء بقطاع التقييس خلال العام الحالي وتجري حالياً التحضيرات لاستضافة المبادرة العالمية للشمول الماليFIGI في يناير 2019 فضلاً عن الحدث الأبرز والأكبر وهو المؤتمر العالمي للاتصالات الراديويةWRC19 الذي سينعقد بإذن الله في أكتوبر 2019 هذا الحدث المهم الذي تتطلع مصر لاستضافته. واوضح طلعت ، إن قناعة المصريين بأهمية المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية كانت الدافع الرئيسي لاستضافته، إذ يتولى المؤتمر العديد من الموضوعات المهمة منها: إدارة وتنسيق الطيف الترددي وكيفية وضع الأطر الدولية المعززة لاستثمار الطيف علاوة على وضع السياسات التي من شأنها تحجيم ومنع التداخلات. قال، حرصت مصر منذ صدور "أجندة توصيل 2020" (Connect 2020 Agenda) التي تبناها مؤتمر المفوضين الدائمين عام 2014 وفي ضوء الخطة الاستراتيجية المقترحة للاتحاد "2020 - 2023" ليس فقط على الاندماج النشط في مجموعات عمل الاتحاد الدولي للاتصالات من أجل تحقيق أهداف هذه الأجندة وإنما أيضاً استلهمنا منها ملامح "استراتيجيتنا الوطنية للقطاع" التي اتخذت من "التحول والشمول الرقميين" شعاراً لها مستهدفين تحسين الحياة الرقمية للمواطنين وتلبية احتياجات قطاع الأعمال من خلال: توفير بنية تحتية للاتصالات فعالة و"مؤمنة" تتيح النفاذ للجميع وتغطي كافة أرجاء القطر المصري وتحقق شمولاً رقمياً نسعى بجد لاكتماله وكذلك توفير قواعد البيانات المتكاملة تطبيقاً لمبادئ الحوكمة ولتحقيق الشفافية والكفاءة والتوسع في بناء المناطق التكنولوجية ليس فقط لتحقيق منطق العدالة في التوزيع ولكن أيضاً لتحقيق مبادئ الاستدامة فضلاً عن تعزيز الابتكار وتطوير الشراكة لكل الأطراف ذات الصلة. في هذا الإطار واتساقاً مع أهداف الأممالمتحدة للتنمية المستدامة 2030 حرصنا على تكريس "رؤية مصر 2030" التي تمثل رؤية لدولة حديثة ناهضة تؤمن بمحورية دور قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في تنفيذها كما تسعى لأن تكون مساهماً فاعلاً في مجتمع الاتصالات العالمي تطرح رؤيتها وتصوراتها وتعتمد الحوار البناء منهجاً وتسعى إلى استثمار كل فرص التعاون المتاحة من هذا المنطلق فإن مصر تؤمن بأهمية التحول والشمول الرقميين من أجل دعم خطط الدولة للتنمية وترشيد استخدام مواردها ورفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين وتقديم الخدمات الحكومية الرقمية كبداية تساعد على التحول وتضافر جهود كافة قطاعات الدولة نحو مجتمع رقمي متكامل. وجدد وزير الاتصالات ،دعوة مصر للحاضرين، للمشاركة في المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية لعام 2019 الذي من المقرر أن تستضيفه مصر في مدينة السلام مدينة شرم الشيخ في أكتوبر من العام القادم ، واكد استعداد مصر التام سياسياً واقتصادياً وأمنياً لاستضافة هذا الحدث العالمي الذي يعكس ثقة المجتمع الدولي في "مصر الناهضة" التي تشهد طفرة نوعية على كافة الأصعدة تبني عاصمة جديدة تقع في القلب منها "مدينة للمعرفة" وتتمحور رؤيتها حول بناء إنسان مصري جديد من خلال تطوير مهاراته الرقمية ليكون "متمكناً" وقادراً على العمل الابتكاري والفكر الخلاق وريادة الأعمال لمواجهة تحولات الحياة الرقمية.