قال الدكتور جمال شقرة أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة عين شمس، إن الأوروبيين نظروا إلى الدولةِ العثمانية على أنها ممثلة الإسلام وحاملة رايتِه، ومن ثَمَّ تكتَّلتْ جهودُهم لوقفِ مدِّها، ثم إضعافِها والإجهاز عليها، كما جنَّدوا أقلامَ مفكريهم ومؤرِّخيهم لتشويهِ تاريخِها وكيل الاتهامات لها. وأضاف شقرة في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز": فى نفس الوقت الذى غزا فيه العثمانيون شرقى أوروبا، كانت جيوشهم قد استولتْ على الجيوبِ الباقية والإمارات الصغيرةِ التى قامتْ فى الأناضول واستكملت هذه المرحلة، وقد أدَّى انشغالُ الدولة العثمانية فى حروبِها إلى تجرؤ القوى الأوروبية عليها، بمباركة الكنيسةُ لمناهضة العثمانيين، واسترداد كثير من المدن التى فتحوها فى أوروبا، وفى نفس الوقتِ كانت الدولةُ العثمانية تستعد لمواجهة أى خطر جديد قادم من المشرق وقبل دخول العثمانيين إلى مصر دخولهم إلى الشام وكانت مصر قد بدأت تستعيد عافيتها بعدما استقرت الفتن والأوضاع السياسية التى أتت مع نهاية العصر المملوكى وبدأت الحركة التعليمية تنهض إلى أن جاء العثمانيون وبدأت الأمور فى التدهور والانحدار فمنحوا كل الامتيازات للأجانب وبدأوا بجمع الضرائب الباهظة من الفلاحين حتى تدهورت أوضاعهم وشجعت على ضرب الإنتاج المحلى حتى عجزت كل المنتجات المحلية عن المنتجات الأوروبية ولذلك نؤكد أن الدولة العثمانية كانت غازية لمصر كما عملت على شل النمو الفكرى وانتشار الجهل فى مصر والمنطقة العربية. وواصل أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر: من الغريب أن نرى آخرين يظنون دخول تركيا للبلاد العربية فتوحات وهى لم تكن كذلك بل كانت غزوا واضحا وصريحا لأن أى دولة تخرج عن حدودها لتستولى على مقدرات شعوب وبلاد أخرى هذا يعد غزوا واحتلالا.