قال الداعلية الإسلامى الحبيب على فيما يخص الفرق بين مصطلحى الاسلام الاصولى والإسلام الأصيل، ان أهمية السؤال عن ذلك الفرق تجعلنا نستدعى حرب المصطلحات، فهناك بعض المصطلحات المصكوكة لصنع بلبلة واثارة ضد أناس بعينهم، وأضاف الجفرى خلال ندوته اليوم بمعرض القاهرة الدولى للكتاب،ان الإرهاب مثلا مصطلح لا ضابط علمى له، وكذلك مصطلح الاسلام الاصولى، فالاصولى عند المسلمين هو العالم الذى يمتلك الأدوات التى تمكنه من قراءة النصوص لاستنباط الأحكام، وهو لدينا ابعد ما يكون عن الارهاب، غير انه بات مصطلحا سىء السمعة بسبب فوضى المصطلحات التى نعيشها، لذلك ينبغى تحرير المصطلحات اولا حتى لا ندخل فى متاهة وعبثية لن تنتهى. وأكد انه لم يجد تفسيرا معتمدا لمصطلح الحاكمية فى كتب الفقه المعتمدة توافق ما جاء به أبو الأعلى المودودى او سيد قطب. وفيما يخص مسالة السلطة الدينية لرجال الدين ومدى اتساعها، قال الجفرى ان هناك 3 مشاكل فى تلك المسالة، أولها ان البعض يزعم ان الدين لم يدع للتخصص، او انه فتح باب الاجتهاد دون علم، وهذا غير صحيح، فالنبى كان يدعو للتعليم برغم أميته، وقال الله "إنما يخشى الله من عباده العلماء"، والإسلام ليس به كهنوت، فلا واسطة بين الله والإنسان، والله يرضى عن الانسان دون ان يتدخل بينهما احد، والإسلام فى الوقت نفسه يشجع التخصص، فالجاهل بعلوم اللغة العربية وقواعدها مثلا لا يمكن ان يتعرض لقراءة القران وتفسيره. وأضاف انه لا ينبغى هدم المناهج العلمية فى الاستنباط بحجة تجديد الخطاب الدينى كما حدث فى أوروبا إبان ثورة مارتن لوثر البروتستانتية، فالنتيجة التى جاءت بها تلك الاطروحة خلقت متطرفين فى كل الديانات، ولا يمكن ان يكون هناك دين بلا منهج استنباط وبحث. وأشار الجفرى ردا على قضية ان المناهج الاستنباطية الحالية أنتجت فرقا متصارعة، الى ان هناك مغالطتان فى هذا السياق، أولهما ان الفرق الاسلامية متصارعة على أساس دينى عقائدى حقيقى، والصراعات فى الواقع كانت تحدث فى فترات الضعف السياسي للأمة الإسلامية، ولكن فى فترات الاستقرار السياسي لم تكن هناك انقسامات طائفية، فمثل تلك الصراعات هى صراعات سياسية فى جوهرها ولكنها تقوم بتوظيف الدين ظلما وبهتانا. وشدد على ان الاختلاف سنة كونية، ولو أراد الله ان يبعث للإنسان نصوصا قطعية الدلالة لفعل، ولكنه بعث بنصوص قابلة للتأويل والاختلاف، فلا ضير فى الخلاف، ولكن المشكلة ان نبغى بَعضُنَا على البعض. وقال الحبيب على من ناحية اخرى ان المسلم عليه أن يتعامل مع الجميع، حتى مع الملحدين، طالما انهم لا يعتدون علينا. وأوضح أنه فيما يخص اسئلة الأطفال الدينية، أن بعض الناس يتوهمون أن جهلهم بالإجابة ينتقص من قدرهم أو من قدر الدين، وهذا غير صحيح، فالنبى كان يمتنع عن الإجابة على بعض الأسئلة.