كشف وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، أمس الأحد، 21 كانون الثاني، 2018، أن أنقرة أبلغت الولاياتالمتحدة مسبقاً قبل إطلاق عمليتها ضد وحدات حماية الشعب في عفرين بكوردستان سوريا، مشيراً إلى "وجود مخاوف أمنية شرعية لدى الجانب التركي. وقال ماتيس في تصريحات للصحفيين على متن طائرة عسكرية أثناء توجهه إلى آسيا إن تركيا أبلغت الولاياتالمتحدة قبل ضرباتها الجوية في سوريا. وأضاف أن "تركيا كانت صريحة... لقد أبلغونا قبل شن الحملة الجوية التي كانوا يعتزمون القيام بها وبالتشاور معنا. نحن نعمل الآن على كيفية المضي قدما". ولم يفصح ماتيس عن رد فعل الولاياتالمتحدة على الإبلاغ التركي. ودعت الولاياتالمتحدة، في وقت سابق من اليوم، تركيا إلى "ممارسة ضبط النفس" وتجنب سقوط ضحايا مدنيين في العملية التي تنفذها أنقرة ضد وحدات حماية الشعب في مدينة عفرين بكوردستان سوريا. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر ناويرت، في بيان: "نحض تركيا على ممارسة ضبط النفس وضمان أن تبقى عملياتها محدودة في نطاقها ومدتها، ودقيقة (في أهدافها) لتجنب سقوط ضحايا مدنيين". وأضافت ناويرت "نحث جميع الأطراف على مواصلة التركيز على الهدف الرئيسي المتمثل بهزيمة تنظيم (الدولة الإسلامية)" داعش. وتأتي الدعوة الأمريكية بعد يوم من بدء تركيا هجومها الذي أطلقت عليه "غصن الزيتون" بمشاركة فصائل سورية معارضة تدعمها والذي أكدت أنه "يستهدف مواقع وحدات حماية الشعب الكوردية في منطقة عفرين" بكوردستان سوريا. وأعلنت رئاسة الأركان التركية، مساء أمس انطلاق عملية "غصن الزيتون"، بمشاركة فصائل من المعارضة السورية، بعد أسبوع من القصف المكثف على المدينة، باستخدام 72 مقاتلة حربية، واستهدفت 108 مقرات تابعة لوحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية، ما أسفر عن وقوع خسائر مادية وبشرية. وبالتزامن مع بدء الهجوم التركي على عفرين، قامت روسيا بسحب 170 مقاتلاً من أراضيها، وقالت وزارة الخارجية الروسية إن هذا الإجراء "يأتي حفاظاً على سلامة المقاتلين الروس"، مضيفةً أن "موسكو تراقب بحذر الوضع في عفرين". وأمس الأحد، دعا المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي واشنطنوموسكو لاتخاذ موقف حاسم من القصف التركي على عفرين، مشيراً إلى هذا الهجوم يعد بمثابة "استهداف مباشر لإرادة الشعب الكردي وللقضية الكوردية وللمشروع الديمقراطي". وفي ذات السياق، أكد المجلس الوطني الكوردي في سوريا، يوم السبت، أنه يدين التهديدات التركية ومحاولاتها الدخول إلى عفرين، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمُّل مسؤولياته في وضع حدٍّ للتصعيد الحاصل ونزع فتيل الأزمة وحماية المناطق الكردية.