بالتأكيد المخطط الصهيو أمريكى بتقسيم الدول العربية، والإرهاب الذى زرعته وصنعته الولاياتالمتحدة فى المنطقة العربية، ودعمته إمارة قطر وأميرها تميم الإرهابى، ساعدت الرئيس الأمريكى ترامب على اتخاذ قراره الباطل بأن تكون القدس العربية المحتلة عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وهو ما أقنع به الكونجرس الأمريكى ترامب لاتخاذ هذا القرار، وعلى اعتبار أن هذا القرار لن تكون له تداعيات عند العرب والمسلمين بسبب مؤامرات الربيع العربى والإرهاب فى معظم الدول العربية، لكن خاب ظن الكونجرس الأمريكى بعد الحراك السياسى الدولى والعربى والإسلامى بسبب القرار الأمريكى؛ فالفلسطينيون بعد المصالحة بين الفصائل التى قامت بها مصر منذ سنتين، وكُللت بالنجاح منذ عدة أسابيع، أصبحوا على قلب واحد من أجل حلم الشعب الفلسطينى فى استرداد أرضه المحتلةوالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية، والغضب الفلسطينى فى الأرض المحتلة والانتفاضة والمقاومة تزلزل الأرض تحت أقدام العدو المحتل والغاصب. أيضًا المجتمع الدولى لأول مرة يرفض قرار الولاياتالمتحدة بشأن القدس متمثلاً فى الأممالمتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبى، وكذلك روسياوالصين.. كما رفض القرار الجامعة العربية وقمة الدول الإسلامية والبرلمان العربي. وقد أكدت مصر دورها العروبى والمحورى، عندما رفض الرئيس عبدالفتاح السيسى قرار الرئيس ترامب، واعتبرت الخارجية المصرية القرار باطلاً؛ لأن القدس أرض محتلة، والقرار مخالف لقرارات الأممالمتحدة ومجلس الأمن والشرعية الدولية والقانون الدولى، وقد تقدمت مصر إلى مجلس الأمن بمشروع قرار لإبطال قرار الرئيس الأمريكى بشأن القدس، وصوت مجلس الأمن بكل أعضائه بالموافقة واعترضت الولاياتالمتحدةالأمريكية بالفيتو، ولكن القرار فى حد ذاته انتصار سياسى للمجتمع الدولى والعربى والإسلامى، وهزيمة مساحته لأمريكا وإسرائيل. ومن إيجابيات القرار الأمريكى بشأن القدس أنه وحّد العرب والمسلمين والمسيحيين فى أرجاء المعمورة، وينبغى أن نستثمر هذا الحراك الدولى السياسى والشعبى لنتمسك بعروبة القدس والضغط بكل الأوراق والسبل التى تمتلكها الأمتان العربية والإسلامية لإسقاط القرار الباطل مهما كانت التحديات والتضحيات. وبعد أن كشفت الولاياتالمتحدة عن وجهها القبيح بالتعدى على الشرعية الدولية وقرارات الأممالمتحدة ومجلس الأمن والشرعية الدولية لعروبة القدس، بات على العرب أن يتخذوا قرارًا حاسمًا برفض الولاياتالمتحدة أن تكون راعية للسلام فى الشرق الأوسط؛ لأنها راعية لدولة الاحتلال وتقف دائمًا ضد الشرعية الدولية وضد حقوق الشعب الفلسطينى فى عودة الأرض المحتلة وعاصمتها القدسالشرقية التى احتلها العدو الصهيونى فى 1967. وهناك شركاء للسلام يمكن أن يثق بهم العرب من أجل استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، هناك الاتحاد الأوروبى والقوى العظمى الأخرى فى العالم، ممثلة فى الصينوروسيا والهند واليابان وكوريا الجنوبية. لقد فقدت الولاياتالمتحدة مصداقيتها ولم يعد لها أصدقاء أو شركاء فى مصر والسعودية والأردن والإمارات والكويت والبحرين وليبيا وسوريا واليمن ولبنان والمغرب وسلطنة عمان وتونس والجزائر.. كما فقدت مصداقيتها كطرف نزيه أو عادل أو كدولة تدعى أنها تحمى الحقوق والحريات والعدالة فى العالم، وهذا المعنى هو ما أكدته جريدة «الجارديان» البريطانية، عندما قالت مؤخرًا: «ترامب يقود الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى أن تصبح أكبر قطب لانعدام العدالة وحقوق الإنسان فى العالم». أكبر انتصار يمكن أن يحققه العرب والمسلمون على أمريكا وإسرائيل بشأن القدس هو إسقاط شرعية الولاياتالمتحدة كشريك للسلام؛ لأنها بالفعل عدو للسلام والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.