رغم مزاعم تركيا المستمرة بوقوفها إلى جانب القضية الفلسطينية، إلا أن تطور العلاقات مع إسرائيل، والذى زاد خلال العام الماضى بعد محاولة انقلاب يوليو، يدحض مثل هذه المزاعم، وباتت تركيا ودولة الاحتلال تتمتعان بعلاقات قوية على جميع الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية لم تصلا لها من قبل، بعد سنوات شكلية من توتر العلاقات على خلفية أحداث سفينة مرمرة، عام 2010. اقتضت معها الضرورة وفق سياسات أردوغان سحب سفراء البلدين. تعاون عسكرى تجاري وحتى عندما كانت العلاقات التركية الإسرائيلية فى الحضيض، استمر التعاون العسكرى والتجارى بين الدولتين، فالتوترات الظاهرية لا تفسر طبيعة العلاقة الاستراتيجية بينهما التى تمتد إلى نحو 60 عاما. وزادت من درجة التعاون بعد الانقلاب الفاشل فى يوليو الماضي. فطوال العقود الماضية، كانت تركيا أول دولة إسلامية تعترف بإسرائيل عام 1949، وظلت كذلك لعقود عدة تالية. كما عقدت تركيا وإسرائيل اتفاقًا سريًا واستراتيجيًا عرف ب«الميثاق الشبح» فى خمسينيات القرن الماضي، الذى ظل طى الكتمان عقودا من الزمن، ويتضمن تعاونًا عسكريًا واستخباراتيًا ودبلوماسيًا، وكانت وظيفته الأساسية موجهة ضد العرب. اللوبى الإسرائيلى وبعد ذلك اعتمدت تركيا طويلًا على اللوبى الإسرائيلى فى أمريكا لعرقلة إقرار أى تشريع يعترف بإبادة الأرمن، واستمر الأمر مع تولى حزب العدالة والتنمية الذى يتزعمه رجب طيب أردوغان. اعتقال أوجلان إسرائيل ساعدت الأتراك فى عملية اعتقال زعيم حزب العمال الكردستانى عبدالله أوجلان عام 1999 فى كينيا. وسبق هذه الخطوة توقيع أنقرة وتل أبيب عام 1996 اتفاق الشراكة الاستراتيجية، وكانت علنية هذه المرة. وشمل الاتفاق بنودًا عدة تتراوح بين تبادل المعلومات الاستخبارية والتعاون العسكرى والتدريب.
