شاب عشريني ب"عربة حلوى" يقف أمام باب تجارة بجامعة القاهرة وسط مساحة صغيرة ترتيبها يوحي بأنك داخل محل راق، مكان ما إن تصل إليه وترى قطع الدونتس التى تكسوها الأطعمة بألوان قوس قزح حتى ينتابك شعورا فريدا بالبهجة بمجرد ما تقع عينك عليها. قرر أحمد محمود "27 سنة" حاصل على دبلوم صنايع من قاطنى منطقة بين السرايات بالجيزة ألا تتهاوى طموحاته وأمانيه، بأن يستلقى على الأريكة ويطلب من الدولة العمل الحكومى وقرر أن يصنع لنفسه عملا يحقق طموحه ويغطى أعباء الحياة. وبمرورك أمام باب كلية التجارة تلمح عربة حمراء صغيرة، مكتوب عليها "زلابيا ودونتس"، وشابان يرتديان تيشرتات حمراء وكأنهما جعلا هذا اللون هو الزي الرسمي لمشروعهما. يقول "أحمد": إن سعر الدونتس كان قبل الغلاء 3 جنيهات ثم زاد ل6 جنيهات بعد ارتفاع الأسعار لأن تجارته قائمة على السكر والمواد الخام للأطعمة التى طورها خلال سنوات تجارته ليصنعها بنفسه. بدأ بعمل "الدونتس" الذي تعلم طريقة عمله من النت بعد فشل" الزلابية"، منذ 3 سنوات في محاولة للتطوير وجذب الزبائن. وأضاف أن تجارته تنتعش بشكل موسمي، خصوصًا أيام الدراسة لأن تواجده بشكل أساسي أمام جامعة القاهرة، خصوصًا أنه يبيع بأسعار اقتصادية مقارنة بالمحال التجارية الكبيرة أما باقي أيام السنة فتكون حركة البيع ميتة. ويرفض "صاحب العربة" أن يشاركه أحد خصوصًا بعد عرض الكثيرين مشاركته لكنه يعتبر ذلك تعديًا على مجهوده الذي شاركه فيه أخواه "حسين ومصطفى". لا يخلو العمل في الشارع من مضايقات الحى، لتقف حائلًا أمام طموحه، لكنه يدفع حوالى 1000 جنيه ممارسة كهرباء شهريًا حتى يستطيع ممارسة عمله بأمان. وقال "بائع الحلوى": "أنا راضي بحالي وبخبط مع الدنيا ومش عايز إلا تراخيص من الحى، حتى يكون عملى بشكل رسمي وقانوني، وربنا يرحمنى من ملاحقات الحى".