(1) «فى طالب ثانوى سنة 1995 تأخر على امتحان الثانوية العامة بسبب أنه ركب قطارا من القاهرة للإسكندرية واتعطل وملحقش الامتحان ورفع قضية على هيئة السكة الحديد كسبها من أيام.. كسبها بعد 21 سنة».. تلك ليست دعابة.. ولا نكتة.. ولا الروتين الحكومى مثل مسألة الشنكل فى فيلم «أرض النفاق».. فتلك حقيقة واقعة وحكم قضائى صادر من محكمة النقض. لا أعرف ما موقف هذا الطالب الذى شارف على الأربعين، بعد أن كسب القضية بعد 21 سنة، وظلت الأوراق تتداول فى ردهات المحاكم كل تلك السنوات على أساس أنه طالب ثانوى. القضية مر عليها 4 رؤساء و13 وزارة من أيام حكومة الدكتور عاطف صدقى وكمال الجنزورى وعاطف عبيد وأحمد نظيف وأحمد شفيق وعصام شرف وهشام قنديل وحازم الببلاوى وإبراهيم محلب وشريف إسماعيل، وعشرات من وزراء العدل والنقل ورؤساء هيئة السكك الحديدية، فمن المؤكد أن القطار الذى استقله هذا الطالب عام 1995 قد خرج من الخدمة، وأن وزير النقل آنذاك قد خرج من الحياة، وسائق هذا القطار قد خرج للمعاش، وأخيرا خرجت القضية من الأدراج المغلقة لتقول مبروك كسبت القضية بعد 21 سنة خدمة فى ثانوى. الآن.. يقف أمامى شاهرا سلاحه.. أحمد راتب «شلبى» فى فيلم «الإرهاب والكباب»، ماسح أحذية محكوم عليه بالإعدام، حكى حكاية حكم إعدامه «عشان أما اتخدت أرضى عافية، معرفتش أجيب حقى بالقانون فرحت جبته بإيدى، 16 سنة أدام المحاكم وماخدتش حقى وفى 90 يوما طارت رقبتي، المحاكم عندينا إيدها خفيفة قوى وهى بتدى حكم بالسجن أو الإعدام وإيدها تقيلة قوى وهى بترجع الحقوق لأصحابها». هذا هو شلبى الذى تحول لإرهابى.. وهذا هو الطالب الذى حصل على حكم لصالحه بعد 21 سنة.. وهؤلاء الآلاف المنتظرون بالسنوات من أجل أن يحصلوا على حقوقهم.. لو كنا حقا نؤسس لدولة العدالة.. لدولة القانون.. فيجب ألا نترك أحكامها صريعة تتجاوز العقود. أنا هنا أطالب فقط بالعدالة الناجزة.. وليست العاجزة.. العدالة التى ترفع الظلم لا تكرسه.. العدالة التى كانت دوما شعارا لكل الثورات الإنسانية.. فتأخير الظلم ظلم آخر.. وأنا لا أعترف بأن للعدالة وجوها كثيرة. (2) على طريقة وعد «بلفور».. بات وشيكا نقل السفارة الأمريكية من «تل أبيب» إلى «مدينة الله» القدسالمحتلة، بعد وصول بعثة رسمية من الكونجرس الأمريكى، إلى دولة الاحتلال، بناء على وعد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس. الأمر مرفوض عربيا وإقليميا ودوليا باعتباره إعلان حرب على الشعب الفلسطينى والأمتين العربية والإسلامية؛ وباعتباره خطوة لتهويد القدس، ونوعا من الضغط لسلب ما تبقى من حق الشعب الفلسطينى فى العيش على أراضيه، وبالتأكيد سيكون له تبعات لا تحمد عقباها. فهنا 6 ملايين إسرائيلى فى دولة الاحتلال «سعداء بالقرار»، وهنا مليار ونصف المليار مسلم و350 مليون عربى و6 ملايين فلسطينى» غاضبون من القرار، الذى يسجل وفاة أهم المعالم الإسلامية «القدس». وبالرغم من كل شىء تظل ثوابتنا.. ليظل اسمه الكيان الصهيونى وليس دولة إسرائيل.. اسمه جيش الاحتلال وليس جيش إسرائيل.. اسمها مغتصبة وليست مستوطنة.. اسمه أسير فلسطينى وليس معتقلا.. اسمه الحق الفلسطينى وليس القضية الفلسطينة.. اسمها القدس العربية وليست الإسرائيلية.. فنحن غاضبون.. ثائرون.. حانقون.. فالقدس عروس عروبتكم.. فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها؟ وسحبتم كل خناجركم.. وتنافختم شرفا.. وصرختم فيها أن تسكت صونا للعرض.. فما أشرفكم! (3) رسائل قصيرة إلى: - وزير السياحة.. إذا كان السفير الألمانى بالقاهرة قال عنك إنك لم تستطع إقناعه بإعادة «رأس نفرتيتى» من برلين إلى مصر، فإن وزير السياحة لم يستطع إقناعى حتى الآن أن له علاقة بالسياحة. - وزير الطيران.. نحن لا نحتاج إلى مطارات جديدة.. فقط نحتاج لركاب. - وزير النقل.. الخطة لا تحتاج إلى 45 يوما يا معالى الوزير، أتمنى أن تعمل بنظام المترو، لا بنظام قطارات الدرجة الثالثة. - وزير الزراعة.. ولكم فى وزير الزراعة السابق «العظة». - وزير الصحة.. سأثق فى الخدمة الصحية لو اتعالجت فى مستشفى حكومى، مش مستشفى خاص.