سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد 32 عامًا من انسحابه.. المغرب يعود إلى الاتحاد الأفريقي.. البوليساريو ترحب: يصب في صالح تسوية النزاع.. والجزائر ترفض: "الرباط" حاول طرد الصحراء الغربية من المنظمة
حقق المغرب نجاحًا دبلوماسيًا كبيرًا بقبول الاتحاد الأفريقي عودته مجددًا إلى المنظمة الأفريقية بعد قطيعة دامت 32 عامًا. وعلى غير المتوقع رحبت جبهة البوليساريو على لسان وزير خارجيتها محمد سالم ولد السالك بعودة المغرب رغم ضغطه بقوة على دول الاتحاد لرفض عودة الرباط دون اعترافه باستقلال الجمهورية الصحراوية. ورحب السالك في تصريحات صحفية بعودة المغرب للاتحاد الأفريقي ما دام الرباط لم يقدم أي اعتراض أو تحفظ على القانون التأسيسي ولا سيما المادة 3 و4 التي تعترف بالحدود التي تركها الاستعمار. واعتبر السالك أن عودة المملكة المغربية إلى الحاضنة الأفريقية يصب في صالح تسوية النزاع القائم بين البوليساريو والمغرب منذ العام 1975. وبحسب مراقبين، فإن الخطوة القادمة للمغرب هي العمل على تغيير القانون التأسيسي للاتحاد وطرد الجمهورية الصحراوية من الاتحاد الأفريقي باعتبارها كيان وهمي وفق منظور الرباط. وطغت عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي على مناقشات القمة الأفريقية ال28 المنعقدة بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا اليوم، وشهدت انقسامًا كبيرًا بين أعضائها بسبب معارضة بعض الدول لعودة المغرب دون الاعتراف باستقلال الجمهورية الصحراوية لكن الجهود الدبلوماسية للمغرب نجحت في كسب المعركة رغم التحديات الكبيرة نتيجة الدعم الكبير الذي تحظى به جمهورية الصحراء الغربية من قبل العديد من الدول الأفريقية الفاعلة. وأعربت المملكة المغربية عن رغبتها في العودة إلى أحضان المنظمة الإقليمية في يوليو 2016 وسط معارضة قوية من قِبل جنوب أفريقيا والجزائر، حيث اشترطوا عودة المغرب باعترافه بالبوليساريو، ومنحه حق تقرير المصير باعتباره عضوًا في الاتحاد الأفريقي. وعقب مأدبة عشاء أقامها الملك المغربي على شرف زعماء ورؤساء الدول الأفريقية المشاركة بقمة أديس أبابا، كشف مسئول مغربي أن بلاده حصلت على تأييد غير مشروط من 42 دولة افريقية للعودة إلى الاتحاد، وغاب الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز عن عشاء الملك المغربي، الأمر الذي يوشي باتساع دائرة الخلافات المغربية الموريتانية لاعتراضه على عودة المغرب بسبب مواقف موريتانيا الدعمة لاستقلال الصحراويين. وبالتوازي مع الجهود التي تبذلها المغرب من أجل العودة للاتحاد الأفريقي حشدت الجزائر وسائلها الدبلوماسية لمنع المغرب من دخول الاتحاد دون حصول الجمهورية الصحراوية على استقلالها باعتبار أن مبادئ منظمة الوحدة الأفريقية تؤكد على حق الشعوب في تقرير مصيرها.