ليس بغريب أن يصدر من هنا أو هناك تقارير تكشف تعاون الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع تنظيم داعش الارهابي، كما أنه ليس من الغريب أن يتحول هذا التعاون إلى عمليات إرهابية يتبادل بها الطرفان بعد الانقلابات التي شهدتها العلاقات المتبادلة. فهذا الانقلاب ترجم على أرض الواقع بعد إعلان التهديدات التي أصدرها المتحدث الجديد للتنظيم، أبو حسن المهاجر، بضرب البعثات الدبلوماسية التركية في مختلف أنحاء العالم. قائلًا: "يا رجال التوحيد فلنبدأ حملتنا "داعش" سيستهدفون "مفاصل الحكومة التركية العلمانية في كل مكان.. الأمنية والعسكرية والاقتصادية والإعلامية، بل كل سفارة وقنصلية تمثلها في بلدان العالم أجمع". وبالتزامن مع هذه التهديدات، نشر موقع "ويكيليكس" 57934 رسالة تابعة لوزير الطاقة التركى وصهر الرئيس رجب طيب أردوغان، بيرات آلبيراق، قال: إنها تثبت صلته ب"داعش"، موضحًا أن جميع الرسائل المسربة تعود للفترة الزمنية الممتدة من أبريل العام 2000 وإلى 23 سبتمبر من العام 2016، قائلًا إن أغلبها تشكل مراسلات بين آلبيراق والسياسيين الأتراك ورجال الأعمال وأفراد عائلته، مؤكدًا أن "هذه الرسائل الإلكترونية تتضمن معلومات مفصلة بشأن صلات آلبيراق بمؤسسات مثل Powertrans، وهي الشركة التي تورطت في توريد النفط من تنظيم داعش". وخلال الفترة الماضية شابت علاقة أنقرة وتنظيم داعش المتطرف الكثير من الغموض، خاصة بعد سيطرة التنظيم على مساحات واسعة من أراضي سوريا والعراق الملاصقة لتركيا، في حين توجيه الغرب اتهامات لأنقرة بصرف النظر عن المسلحين الذي يعبرون حدودها للالتحاق بصفوف داعش.