تسببت حشرة «التوتا أبسيلوتا» فى تدمير محصول الطماطم بالوادى الجديد، ما دفع عددًا كبيرًا من المزارعين للعزوف عن زراعة المحصول، بعدما سيطرت الحشرة على الأراضى منذ عام 2010، فيما فشلت وزارة الزراعة فى إيجاد العلاج المناسب لها، ما دفع المزارعين لإطلاق اسم «إيدز الطماطم» عليها. وقال شرف الدين غريب، مدرس وصاحب مزرعة بقرية بولاق بمركز الخارجة: «كنا نزرع محصول الطماطم منذ سنوات عدة ولكننا توقفنا منذ أكثر من 3 سنوات بسبب حشرة التوتا أبسيلوتا، التى تصيب المحصول وتسبب خسائر فادحة نظرًا لعدم وجود مبيد يقضى على الإصابة وإذا وجد فإن المقاومة تتطلب نفقات كبيرة لا تحقق عائدًا اقتصاديًا من المحصول». وأضاف: «المحافظة كانت تشهد زراعات واسعة من الطماطم فى شهر ديسمبر من كل عام وكان المحصول يستمر حتى شهر إبريل بسعر مناسب حتى وصل فى بعض الأحيان إلى أن سعر الكيلو من الطماطم وصل إلى 25 قرشًا بسبب حجم الإنتاج والذى كان يغطى معظم محافظات الجمهورية خلال هذه الفترة من العام، خاصة أن الطماطم تزرع فى محافظات وادى النيل والوجه البحرى فى العروة الصيفية ولكن طبيعة مناخ المحافظة جعل إمكانية زراعتها فى فترة الشتاء». وقال الدكتور عبدالرحيم عبدالنبى زمال، الباحث بمركز البحوث الزراعية بالوادى الجديد، إن الميزة فى المحافظة أن زراعة الطماطم تتم فى فترة الشتاء وحتى بداية العروة النيلية ما يجعل المزارع يحقق ربحا كبيرا ونواجه مشكلة ارتفاع سعرها على الجانب الآخر، خاصة أن مدة زراعتها لا تتجاوز شهرين منذ بداية غرس الشتلة فى الحقل. وأكد الدكتور صلاح جميل، أستاذ الآفات والمتخصص فى مقاومة الحشرة بمركز البحوث الزراعية بمدينة الخارجة، أنه تم تسجيل أول ظهور للحشرة يوم 11 ديسمبر عام 2010 فى منطقة بئر 2 بقرية الخرطومجنوب مدينة الخارجة، وكان وقتها حجم زراعات الطماطم بالمحافظة 904 أفدنة إلا أن الإصابة تفاقمت وانتشرت بشكل كبير حتى وصلت المساحة المزروعة بالطماطم إلى 307 أفدنة حتى عام 2014 مما يعنى أن الخسارة فى زراعة المحصول وصلت إلى نسبة 70٪، حيث وصلت نسبة الفقد فى المحصول للفدان أكثر من 90٪ مما سبب خسارة فادحة للمزارعين دفعتهم للإحجام عن تكرار زراعة المحصول. وأضاف: مشكلة الحشرة هى أنها تحتاج إلى مقاومة فى جميع مراحل نموها وهى 4 مراحل «البيضة، اليرقة، اليافعة، الحشرة الكاملة» وكل طور يحتاج إلى مبيد معين مع عدم تكرار استخدام نفس المبيد فى العام المقبل نظرًا لمقاومة الحشرة للمبيد نفسه ومشتقاته، وهنا يقع المزارع فى مشكلة عدم قدرته على تحديد طور الإصابة فى حقله وبالتالى لا يستطيع تحديد المبيد المناسب، بالإضافة إلى تكاليف المقاومة المرتفعة والتى تختلف حسب نوعية الرى من استخدام رى بالغمر أو بالتنقيط، حيث تصل تكلفة المقاومة إلى 3000 جنيه للفدان الواحد، مع ضرورة استخدام مصائد للحشرة من خلال عمل «فيرمونات» وهى مادة جاذبة للحشرات الذكور تستطيع من خلالها تقليل عدد الحشرات المتواجدة فى الحقل نفسه وتحديد كثافة الإصابة نفسها. من جانبه كشف مصدر مسئول وباحث فى العلوم الزراعية بمركز البحوث الزراعية - فضل عدم ذكر اسمه - أن المشكلة فى الوادى الجديد منذ ظهور الحشرة عام 2010 هو تجاهل المحليات لها والمحافظين السابقين وعدم اهتمامهم بالمشكلات العلمية والبحثية مع عدم وجود دراسة علمية متخصصة توضح الإصابة وظروفها وكيفية مقاومتها فى ذلك التوقيت، إضافة لتخبط القرارات ما بين المحافظة ووزارة الزراعة والتى أصدرت تقريرا رسميا يؤكد فى عام 2010 أن هذه الحشرة ليست «التوتا أبسيلوتا» بينما هى حشرة تسمى «شبيهة دودة درنة البطاطس» وهو ما تسبب فى خسائر فادحة للمزارعين.