من المؤكد أن فوز دونالد ترامب بالرئاسة، سينعكس على دول المنطقة وغيرها من دول العالم، حيث سيواجه ترامب مشكلات لا حصر لها، بداية من الشرق الأوسط الذى ينهار، مرورًا بأوروبا التى تواجه موجات اللاجئين وتهديد الإرهاب، وانتهاء بتوسع تأثير روسياوالصين، فضلًا عن تأثير فوزه على دول الشرق الأوسط. فى هذا الصدد، نشر معهد دراسات الأمن القومى الإسرائيلى دراسة للباحث «عويد عيران» ورد فيها قائمة الأهداف التى ستكون أمام ترامب الفترة المقبلة، وهى بحسب الدراسة، منع انتشار السلاح النووى فى المنطقة، ومنع تصدير الإرهاب الإسلامى المتشدد من المنطقة بمساعدة شركاء إقليميين وأنظمة صديقة فى المنطقة، وضمان استقرار هيكليات سياسية فى أجزاء من المنطقة، تمر حاليًا بمراحل متعددة من التفكك. وأضافت الدراسة، أن أمريكا بقيادة ترامب ستقوم بتشديد الإجراءات ضد الراغبين فى الهجرة إلى الولاياتالمتحدة، مع أخذ عدد محدود جدًا من لاجئى منطقة الشرق الأوسط فى إطار برنامج دولى لاستيعاب اللاجئين، مضيفة أن تنفيذ هذه السياسة لا يتطلب تعديلًا جوهريًا فى موارد الولاياتالمتحدة، الأمر الذى سوف يسهل على الإدارة الأمريكية القادمة مواجهة ضغوط تتعلق بالموازنة العامة. كما توقع «عيران» فى مقال له فى جريدة «إسرائيل اليوم» أن ترامب سيطلب تعيين قضاة جدد لمحكمة العدل العليا، لكن الديمقراطيين الذين قد يشكلون أغلبية فى مجلس الشيوخ الجديد سيعيقونه، مضيفا أن ترامب قد يعمل على إلغاء أو تعديل اتفاق التجارة الدولية الذى وقعت عليه الولاياتالمتحدة، كما أنه سيعمل على إلغاء أو تعديل الاتفاق النووى الإيراني، فضلًا عن تشديد مواقف الولاياتالمتحدة حول التجارة مع الصين، وربما يطلب من كوريا الجنوبية واليابان أو ألمانيا المشاركة فى تحمل نفقات صيانة القوات الأمريكية الموجودة فى بلادها. من جانبها رأت الكاتبة «سمدار بيري» فى مقالها بجريدة «يديعوت أحرونوت» أن ترامب هو الرئيس المفضل لدى آيات الله، بفضل مؤشرات التقرب التى لمح بها ترامب باتجاه بوتين، مضيفة أنه فى محيط خامنئى يريدون الحفاظ على الفضائل الاقتصادية للاتفاق النووي، ويبحثون عن المنافس الذى لن يزيد القوات الأمريكية فى العراق، ولن يزعج الإيرانيين فى تثبيت النظام الجديد فى لبنان بعد انتخاب ميشيل عون، الذى اُعتبر كدمية يحركها الحرس الثوري، وهو ما رأوا أن ترامب سيقوم به خلال الفترة المقبلة. بينما رأى البروفيسور «عوفر يسرائيلي» فى مقاله بجريدة «إسرائيل اليوم»، أن ترامب سيعمل على استمرار العلاقة مع موسكو لتقليص التوتر بين القوى العظمى فيما يتعلق بسوريا والخلافات الأخرى، مضيفًا أنه يعتبر الاتفاق النووى مع إيران «الاتفاق الأسوأ فى التاريخ»، إلا أنه ليس متوقعًا أنه سيقوم بإلغائه، بل سيعمل على كبح إيران وعدم تمكينها من رفع العقوبات المفروضة عليها. فضلًا عن أن ترامب سيكون أكثر استماعًا من أوباما وكلينتون لاحتياجات نتنياهو سواء فى الشأن الفلسطينى، أو فى شأن كبح إيران فى الشرق الأوسط. أما المحلل الإسرائيلى «شلومو شمير» فرأى فى مقاله بجريدة «معاريف» أن تصويت أغلبية الجمهور اليهودى الأمريكى لترامب جاء عكس المتوقع، لأن الأغلبية العظمى والساحقة فى أوساط القطاع اليهودى تصوت بشكل تقليدى لمرشح الحزب الديمقراطى المفترض أنه معنى بالأقليات، مضيفا أنه رغم أن الصوت اليهودى فقد منذ زمن بعيد تأثيره على نتائج الانتخابات للرئاسة، إلا أنه أصبح مؤثرًا بقوة فى الانتخابات الأخيرة. من جانبها رأت المحللة الأمريكية «جوديت ميللر» فى مقالها بجريدة «يديعوت أحرونوت» أنه رغم الثناء الذى يغدقه نتنياهو على ترامب وكلينتون إلا أنه لا يثق بهما، لكن يظل ترامب له حليفًا أكثر أمانًا، فهو قد وعد بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، فضلًا عن الإعلانات القاطعة المؤيدة لإسرائيل من جانب ترامب، والبرنامج السياسى المؤيد لإسرائيل للحزب الجمهورى، كل ذلك أدى بنتنياهو إلى الاستنتاج بأن ترامب كرئيس لن يكون مصيبة كبيرة للدولة اليهودية.
