لا أحد يمكن أن يتخيل أن تقتل أم أطفالها الأربعة عمدًا بسبب إحداثهم لحالة من الضجيج أو حتى إجبارهم على النوم المبكر من أجل الاستيقاظ والذهاب إلى المدرسة، ربما هي أخطأت الوسيلة وربما كان الجهل بالمعلومة هو الجاني الأول في مأساة وفاة 4 أطفال بسبب كوب حليب أعدته الأم وأضافت إليه عقار الكحة. تبدأ التفاصيل باتصال هاتفي ورد من مواطنة رفضت ذكر اسمها، كانت المرأة في حالة هياج عصبي ودموع ونحيب لا يتوقفان، ثم بدأت في الهدوء تدريجيًا لتحكي قصتها المفجعة بفقدها صغارها الأربعة: أردت أن ينام أولادي مبكرًا ليستيقظوا للمدرسة في الوقت الذي رفضوا فيه النوم بشدة، مصرين على مشاهدة الكارتون، لذا فكرت في عمل كوب لبن دافئ وأضفت إليه دواء كحة عليه صورة حصان وهو دواء مشهور للكحة، وبالفعل نام أولادي جميعهم بعد دقائق. انصرفت لتحضير العشاء لزوجي حتى وصل للبيت وسأل عن الأطفال فأجبته بأنهم ناموا، فوجد زوجي كوب اللبن وبه ما تبقي من أطفالي فقام بشربه، ثم شعر بمغص شديد في أمعائه وأخذ يتوجع وسرعان ما سألني هل شرب الأولاد من هذا اللبن، فأجبته: نعم شربوا وناموا. وتسرب الخوف والقلق بداخلي وبداخل زوجي، فرحنا نهرول نحو أطفالنا لنوقظهم ونطمئن عليهم - ثم صمتت المرأة وراحت في نوبة من الصراخ قائلة: " لقيت ولادي ميتين، 4 ملايكة ماتوا وأنا السبب، أنا اللي قتلتهم، بس والله ما أقصد والله كنت خايفة يتأخروا على المدرسة". سارع زوجي بطلب الإسعاف والطبيب وإذا بالطبيب يؤكد أن هذا العقار يتفاعل مع اللبن ويتحول لسم قاتل، وهو ما أحدث الوفاة، متابعة: أرجوكي انشري قصتي لتوعية كل أم حتى لا تتعرض لمصيبتي، ثم عادت لنوبة البكاء الهستيري وأُغلق الخط والهاتف. وقال الدكتور محمد معوض إخصائي طب الأطفال: إن (الهيستامين - الهستوب - الاكتفيد) كلها أدوية تتحول لسموم إذا ما أضيفت للحليب، محذرًا الأمهات من تنويم الأطفال من خلال عقاقير البرد والكحة والحساسية دون داعٍ. ولفت إخصائي طب الأطفال إلى أنه ليس هناك أي داعٍ لإضافة الأدوية لأي مشروب دون استشارة الطبيب؛ لأن بعض الأدوية تتفاعل مع بعض المشروبات الغازية والحليب وتسبب الوفاة في الحال.
