سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجماعة "المخترقة".. ننشر تاريخ قيادات الإخوان في التعاون مع الأمن.. عبدالرحمن السندي أولهم.. وإبراهيم منير ومدحت العاجز يكملان المسيرة.. ووثيقة تكشف تعامل 20 قياديًا مع أمن الدولة قبل ثورة 30 يونيو
نجحت الأجهزة الأمنية المصرية في العصر الحديث، في اختراق جماعات الإسلام السياسي، وخاصة جماعة الإخوان الإرهابية، عن طريق تجنيد عدد من القيادات، للتعامل معها، والوصول إلى المعلومات المهمة داخل التنظيم، وكشفت عددًا كبيرًا من المخططات التي كانت الجماعة تنوي تنفيذها. ولعل ما جدد الحديث عن أزمة الاختراقات التي تعيشها الجماعة منذ تأسيسها وحتى الآن، هو نشر شباب الجماعة فيديو لإبراهيم منير، الأمين العام للتنظيم الدولي، والمنتمي لجبهة "عواجيز الجماعة"، بعد مقتل محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد، ومسئول عن جبهة الشباب، يعترف فيه أنه تم استخدامه من قِبل ضابط كبير في المباحث العامة "أمن الدولة"، خلال الستينيات من القرن الماضي، وتحديدًا قبل محنة الإخوان في 1965، وكان يكلّف بكتابة التقارير والإجابة على التساؤلات التي يريدونها. وحسب اعترافات إبراهيم منير، فإن علاقته توطدت بأمن الدولة عبر هذا الضابط حتى أنهم من كثرة استفادتهم منه كمصدر رئيسي من داخل الإخوان طلبوا منه التفرغ لهم على أن يمنحوه المال وألا يهتم بدراسته، وهم سوف يرتبون نجاحه٬ ولثقتهم الشديدة فيه وعمق العلاقة معهم -كما وصفها- طلب حسن أبو باشا الذي أصبح وزيرا للداخلية وكان رئيسا للمباحث العامة "أمن الدولة" آنذاك، أن يلتقى بإبراهيم منير ليتعرف بنفسه على هذا المصدر الثري بالمعلومات والتقارير. وبالفعل جمعه ضابط أمن الدولة مع حسن أبو باشا، ولثقتهم الشديدة به، أخبروه عن حملة الاعتقالات والمداهمات التي ستجري لبيوت بعض الإخوان في العام 1965 دون غيره، وأكرموه بأن اعتقلوه نهارًا، وليس من خلال المداهمات الليلية مثل باقي الإخوان، وحينما قبضوا عليه أخذوه معززًا مكرمًا إلى سجن القلعة، ووضعوه آمنًا في زنزانة خاصة. السندي والباحث في تاريخ الجماعة يجد أن إبراهيم منير ليس أول من تعامل مع الأمن، وكان بمثابة مخبر أمني، فكان أول قيادي داخل الجماعة كان له علاقة قوية بالأمن، كما جاء على لسان عمر التلمساني، المرشد الثالث للجماعة، هو عبدالرحمن السندي، قائد التنظيم الخاص، وبحسب رواية "التلمساني" فإن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، نجح في استمالة السندي بتعيينه في شركة شل للبترول، وأسس له فيلا، واتهم السندي بأنه ساعد عبدالناصر في التخلص من التنظيم، والإبلاغ عن أعضائه.