يوما بعد يوم يثبت عصام الحضرى أنه ليس مجرد حارس مرمى في تاريخ الكرة المصرية ولكنه تحول إلى أسطورة حقيقية في ظل ثبات المستوى الذي نجح في الحفاظ عليه رغم تقدمه في السن، إذ يقف على مشارف عامه ال44، ولكن ذلك لم يثنه عن مواصلة التدريب بكل قوة للبقاء في المرتبة الأولى من بين جميع حراس المرمى المصريين حتى ولو كان منافسوه أصغر منه بما يقارب العقدين من الزمن. الحضرى لم يكتف بالموهبة التي يتمتع بها في حراسة المرمى، ولكنه يقاتل في كل تدريب مع المنتخب أو حتى مع فريقه الحالى وادى دجلة للتعلم من أخطائه وللمشاركة بشكل أساسى في كل المباريات، ليضرب مثلا لكل اللاعبين الشباب بأن التدريب بكل جدية والاجتهاد في الملعب وعدم الانشغال بأى شىء خارجه مهما كانت المغريات هي الطريق الوحيد لكل من أراد السير على درب عصام الحضرى وأراد أن يحقق إنجازات مماثلة لتلك التي نجح الحارس التاريخى في الوصول إليها على مدى سنوات طويلة من العطاء. ما يحققه الحضرى من نجاحات وتفوقه على محمد الشناوى حارس الزمالك وشريف إكرامى حارس الأهلي، وإجبار الجهاز الفنى بقيادة الأرجنتينى هيكتور كوبر على الدفع به أساسيا يضع علامات الاستفهام حول مصير مركز حراسة المرمى في الكرة المصرية خلال السنوات المقبلة بعد اعتزاله. الأكيد أن المنتخب لن يجد خليفة عصام الحضرى بسهولة، وأنه في كل مرة يشارك فيها الشناوى أو شريف إكرامى تقع أخطاء تجعل الجميع يتذكر السد العالى. ويبقى حلم اللعب في كأس العالم بروسيا 2018 الحلم الذي يقاتل عصام الحضرى للوصول إليه وبعد اجتياز المحطة الأولى من المرحلة النهائية للتصفيات بالفوز على الكونغو في برازافيل يبدو أن الأمور تسير بشكل جيد، ولكن ما زال الوقت مبكرا فهناك 5 مباريات متبقية أمام هذا الجيل من اللاعبين لتحقيق حلم أكثر من 90 مليون مصرى بالعودة إلى كأس العالم بعد غياب طويل بدأ منذ عام 1990 في آخر ظهور للمنتخب بالمونديال.