سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القطاع المصرفي يستعد لتطبيق ربط "الجنيه" ب"اليوان".. مصرفيون: يخفف الضغط على الدولار.. ويدعم التجارة البينية مع الصين.. مطالب بتطبيق آليات مبادلة العملات مع عدد من الدول
كشف مصدر مصرفي، عن استمرار المفاوضات بين البنك المركزي المصري، ونظيره الصيني، حول آليات مبادلة العملات، وخاصة بعد مناقشة تطبيق عدد من الدول العربية لتلك الآلية ، للتعامل باليوان، بدلا من الدولار. وأوضح المصدر، أن المفاوضات تدور حول تفاصيل آليات مبادلة العملة، وسد الفجوة في ميزان المدفوعات بين البلدين، لافتا إلى أن مصر تسدد ما قيمته 2.5 مليار دولار فارق ميزان المدفوعات للصين سنويا. يأتي ذلك بعد دخول اليوان الصيني كعملة ضمن عملات الاحتياطي الأساسية والتي تتضمن "الدولار، اليورو، الاسترليني، الين"، مما يقضى على أزمة ارتفاع سعر الدولار، تأتي هذه الخطوة بعد سنوات من المحاولات الصينية لجعل "اليوان" عملة احتياط دولية بما يلائم مستواها كثاني قوة اقتصادية في العالم، وذلك بموازاة فتح سوقها بصورة تدريجية. ويرجع ضم اليوان الصيني لسلة حقوق السحب الى الدور المهم الذى تقوم به الصين في التجارة العالمية، وما حققته الصين من تقدم في إصلاحات النظام النقدي ونظام سعر الصرف والنظام المالي كما يعترف بانجازاتها في تحرير الأسواق المالية. وقد بدأت مصر المفاوضات مع الصين حول تطبيق اليات مبادلة العملات منذ فترة، وقبل الاعلان عن لجوء الدول العربية لتلك الآلية، ولعل المناقشة جاءت تزامنا مع اقتراب اعتماد اليوان كعملة أساسية وفقا لقرار صندوق النقد الدولي في نوفمبر 2015، وهو ما سعت اليه الصين طويلا، لمساواة اليوان بنظيره من العملات الأساسية. وكشف المصدر عن أن الصين قوة اقتصادية عظمى، وأن قرار ربط اليوان بالجنيه قد تأثر كثيرا، في ظل مطالبات بعدم الاعتماد على الدولار كعملة اساسية للاستيراد. وأضاف ، أن القطاع المصرفي المصري قوى وقادر على تحمل التغيرات الطارئة، لافتا إلى أن الإعلان الرسمي لنجاح المفاوضات بين مصر والصين حول ربط اليوان بالجنيه، في انتظار الوقت الملائم فقط. وحول تأثير تطبيق آليات مبادلة العملات مع الصين، ومدى تأثر القطاع المصرفي بها، ودورها في الخروج من أزمة نقص الموارد الدولارية التي تعاني منها مصر في الآونة الأخيرة، نتيجة تراجع موارد النقد الأجنبي، مثل تحويلات المصريين بالخارج، وتراجع ايرادات السياحة والصادرات، واتفق مصرفيون حول أن تطبيق تلك الآلية، من شأنه أن يكون له تأثير ايجابي قوي على حل ازمة الموارد الدولارية ، وتدعيم العلاقات الاقتصادية بين مصر والصين. وفي هذا السياق أكد ماجد فهمي رئيس مجلس إدارة بنك التنمية الصناعية والعمال المصري، روسيا طبقت آلية مبادلة العملات مع عدد من الدول منذ فترة، واثبتت تلك الآلية نجاحها إلا أن تطبيقها في مصر توقف بعد حادث سقوط الطائرة الروسية. وأشار في تصريحات ل"البوابة نيوز"، أن تطبيق آلية مبادلة "اليوان" مع الصين أمر ايجابي للغاية، وله تأثير جيد على الاقتصاد المصري في الوقت الحالي، وخاصة ارتفاع حجم التبادل التجاري بين مصر والصين، مما يؤثر بشكل ايجابي على حجم التجارة البينية بين البلدين. وأضاف فهمي، أن تطبيق آلية مبادلة اليوان سيكون لها أثر كبير في تخفيف الضغط على الاحتياج للدولار كعملة أساسية للاستيراد في مصر، والاعتماد على عملات أخرى، وخاصة إذا ما نجحت تلك الآلية . ومن جانبه قال يحيى أبوالفتوح نائب رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي المصري، أن اليوان قد فرض نفسه في الآونة الأخيرة كعملة رئيسية بعد قرار صندوق النقد الدولي بضمه لسلة العملات الرئيسية، خاصة بعد تصاعد الصين كقوى مالية عالمية، واحتلالها مراكز متقدمة في مجال الاقتصاديات القوية . وأضاف: أن البنك الأهلي يمتلك فرعا في الصين، وكان قد تقدم بطلب للسلطات المختصة هناك للحصول على رخصة التعامل باليوان الصيني، وفي حال تطبيق آلية مبادلة العملات سيكون الحصول على الرخصة أمر ايجابي، في مجال التعاون الاقتصادي بين البلدين. وأوضح أبوالفتوح، أن تطبيق مبادلة العملات مع الصين، لن يكون له أثر كبير في الخروج من أزمة الدولار في مصر، حيث إن مصر تعاني من أزمة ندرة موارد النقد الأجنبي بشكل عام وليس الدولار تحديدا، بسبب تراجع موارد الدولة من النقد الاجنبي، بعد تراجع ايرادات السياحة وتحويلات المصريين بالخارج وحجم الصادرات. ولفت إلى ضرورة عودة السياحة وتحويلات المصريين بالخارج للخروج من أزمة ندرة الموارد الدولارية، مع الاستمرار في مفاوضات تطبيق اليات مبادلة العملات على اعتبار انها خطوة ايجابية داعمة للعلاقات الاقتصادية بين البلدين. أما الخبير المصرفي عمرو عبد العال، فقد أكد أنه بعد عرض مشروع قانون مقاضاة السعودية بسبب أحداث 11 سبتمبر على الكونجرس، والضجة التي أحدثها الأمر، واتجاه الدول العربية وعلى رأسها السعودية والامارات لتطبيق مبادلة العملات مع الصين لرد الصقعة للولايات المتحدةالامريكية، مما قد يؤدي إلى انهيار الدولار، وانطلاقة أزمة جديدة. وأشار ، الي انه لا يمكن الحديث في الوقت الراهن عن الآثار الإيجابية لمبادلة العملات قبل تطبيقها، إلا بعد تطبيقها فعليا، ما لم يحدث تطورات تدخلت الولاياتالمتحدةالامريكية، لإفشال الأمر خوفا من انهيار الدولار كأحد تداعيات تطبيق الية مبادلة العملات، لافتا إلى انه طالما طالب المتخصصون بضرورة تطبيق اليات مبادلة العملات بين مصر وعدد من الدول منعا للاعتماد على الدولار كعملة اساسية في ظل الارتفاع المستمر لسعره. وأوضح أن الصين تعد المستورد الأكبر للمواد البترولية ، مما يساعد الدول العربية على تطبيق اليات مبادلة العملات معها مما يخفض الطلب على الدولار، ويفتح الباب أمام تطبيق تلك الآلية مع عدد من العملات الاخرى كاليورو والاسترليني، ويتسبب في تراجع ملحوظ لسعر الدولار عالميا، ويؤثر سلبا على الاقتصاد الامريكي. قال عبدالعال: إن الصين هي أكبر دائن للولايات المتحدةالامريكية، وبالتالي لن تدخل امريكا معها في صراع مباشر، ولكن متوقع حدوث هجوم مضاد لافشال التعاون بينها وبين السعودية، في ظل امتلاك السعودية 6% من الاستثمارات العربية في الولاياتالمتحدةالأمريكية.