يبحث ميروسلاف لايتشاك وزير خارجية سلوفاكيا ومرشح بلاده لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة اليوم الأحد مع سامح شكري وزير الخارجية في ثاني زيارة له للقاهرة خلال خمسة أشهر القضايا ذات الاهتمام المشترك من بينها العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي، فضلا عن الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن وعملية السلام في الشرق الأوسط بجانب أزمة المهاجرين التي هي مثار القلق لدى الدول العربية والأوروبية والجهود المشترك لمعالجتها. وقال وزير خارجية سلوفاكيا الذي ترأس بلاده حاليا مجلس الاتحاد الأوروبي -في حديث خاص للمحررة الدبلوماسية بوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الأحد - إنه سيلتقي أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية لتبادل الآراء حول القضايا محل الاهتمام المشترك بين الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية. وأضاف أن هناك نموا ديناميكيا في التجارة بين مصر وسلوفاكيا ونسعي لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، مشيرا إلى أنه بالرغم من النمو الإيجابي في التجارة إلا أن هناك إمكانيات كبيرة يمكن معها التوسع في التعاون، حيث يمكن للشركات السلوفاكية أن توفر منتجات منافسة في مجال التكنولوجيا والمعرفة تستخدم في التحديث المخطط له للبنية التحتية والصناعة في مصر. وأوضح وزير خارجية سلوفاكيا أنه بذلك يمكن لبلاده أن تساعد مصر على خلق فرص عمل جديدة، ومن ثم الحد من البطالة والإسهام في رفع مستوي المعيشية، لافتا إلى أن مجالات التعاون الواعدة بين البلدين هي قطاعات (الطاقة وإدارة المياه والزراعة والصناعة وحماية البيئة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والسياحة والأدوية والمنتجات العلاجية. ولفت إلى أنه سيتم اليوم التوقيع على اتفاقية تعاون في مجالات العلوم والتعليم والثقافة والرياضة بين مصر وسلوفاكيا عقب انتهاء مباحثاتي مع وزير الخارجية سامح شكري. وحول أولوياته حال فوزه بمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، أكد لايتشاك أن أولوياته واضحة تنبع من خبرته المهنية نحو تعزيز السلام ودعم احترام القواعد الدولية ونظام متعدد الأطراف الذي تلعبه الأممالمتحدة، مشيرا إلى أنه سيركز على السلام ومنع النزاعات كغاية أساسية للمنظمة الدولية،كما أن اتجاهات عمله ستكون في مجالات القضاء على الفقر وضمان التنمية المستدامة واحترام حقوق الإنسان والقيم العالمية وسيادة القانون. وشدد على ضرورة التحرك في قضايا هامة أخرى مثل النزاعات المسلحة والإرهاب والأصولية المتشددة وتجارة الأسلحة غير المشروعة وغيرها.... مؤكدا أن منع النزاعات والوساطة هي ركيزة خاصة في مرحلة ما قبل النزاعات التي يحدث فيها التصعيد والتوترات وهذا يتطلب رد الفعل قبل نشوب النزاع ودعم قدرات الأممالمتحدة في مجالات الإنذار المبكر والوساطة. وقال وزير خارجية سلوفاكيا إنه "على أمين عام الأممالمتحدة أن يصحح الاعتقاد الخاطئ أن العيش في سلام ورخاء يعني العيش في المدينة الفاضلة ( يوتوبيا) وبالطبع علينا ألا نقدم وعظة في الرومانسية السياسية ولكن بذل الجهود لإحياء التعددية بشكل فعال، مؤكدا أن مناقشة القضايا في مقر الأممالمتحدة لا تفي بالمهمة وتأثيرها لابد أن يشعر به الأفراد على أرض الواقع. وحول انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قال لايتشاك إن " الاتحاد الأوروبي يعد مشروعا غير مسبوق في جلب السلام والاستقرار والرخاء لدول أوروبا الموحدة إلا أن تصويت الشعب البريطاني على الانسحاب يعد مؤشرا على أن الاتحاد لا يلبي احتياجاتهم ومصالحهم. وأكد أن أكبر تحد لقادة الاتحاد الأوروبي الآن هو تغيير هذا التصور ليصبح الاتحاد أقرب لشعوبه، ولذلك نحتاج بذل الجهود لاستعادة الثقة والدعم للمشروع الأوروبي.. واصفا انسحاب بريطانيا بأنها "خطوة غير مسبوقة" وتحد غير عادي لرئاسة سلوفاكيا للاتحاد. وأشار لايتشاك إلى أن العاصمة السلوفاكية برتيسلافا ستستضيف قمة غير رسمية للقادة الأوروبيين في 16 سبتمبر القادم لمناقشة مستقبل الاتحاد وسبل استعادة جاذبيته للمواطنين الأوروبيين وتعزيز المشروع الأوروبي، موضحا أن بلاده يمكن أن تلعب دورا في المفاوضات بين الاتحاد وبريطانيا حتى بعد انتهاء رئاستنا، حيث يمكن أن نعرض تجربتنا الفريدة وأقصد انفصال تشيكوسلوفاكيا السابقة، حيث استطاع السياسيون السلوفاك والتشيك الاتفاق على الانفصال بدون توتر وعنف ومشاعر سيئة وأصبحت علاقتنا الآن في أفضل حال.