■ دمشق أصبحت «دمية» فى يد إيران.. والجيش العربى تمزق بسبب «الحرب الأهلية» ■ «داعش» يتمدد داخل سرت والميليشيات المسلحة تسيطر على معظم الأراضى فى طرابلس ■ صنعاء تعرضت للتدمير بالقصف والاقتصاد انهار تمامًا يبدو أن العرب أدمنوا تلقى الهزائم والنكبات، حتى أن البعض قد يظن أنهم يحبون الهزائم ويكرهون الانتصارات، ربما يطربون كلما حقق أعداؤهم انتصارًا عليهم، كى يتفرغ المحللون والمعلقون والكُتَّاب لتفسير، أو لتبرير الهزائم والنكبات، وليس من المستبعد أن يحتفل العرب فى المستقبل بذكريات الهزائم دون الانتصارات، ربما لوفرة الأولى وندرة الأخيرة. ومن الواضح أن عرب القرن الواحد والعشرين لا يختلفون، من حيث الجوهر، عن أجدادهم الأقدمين منذ حرب البسوس وحرب داحس والغبراء، حتى حروب سوريا واليمن والعراق وليبيا المستعرة منذ «الربيع المزعوم»، مرورًا بكوارث عدة أضحى إحصاؤها عسيرًا، لكثرتها وتكاثرها. وبعد النكبات المتتالية، لم يعد من الممكن استخدام كلمة «النكبة» دون تحديد، بعد أن كانت «النكبة» تستخدم، حتى وقت قريب، للإشارة إلى نكبة فلسطين، فقد تعددت النكبات على العرب من كل جانب. تقف جميع الأطراف الإقليمية والدولية فاغرة أفواهها استعدادًا لالتهام ما يمكن من الفريسة العربية الشهية، بينما ينخرط العرب فى حروب تسهم فى إعداد الفريسة، كى تلتهمها الوحوش الإقليمية والدولية ثم ينكب العرب كالعادة فى تحليل أسباب النكبة، ويختلفون حول هذه الأسباب، وقد يتقاتلون فيما بينهم، ثم تتحول هذه النكبة إلى فصل فى كتاب النكبات العربية الممتدة منذ الثورة العربية الكبرى، أى قبل مائة عام وحتى الآن. لقد تسبب الربيع المزعوم فى اندلاع حروب عبثية فى أربع دول عربية، وهى سوريا وليبيا واليمن والعراق، وأسهم فى اندلاع أعمال إرهابية فى مصر وتونس ولبنان والجزائر والأردن والبحرين والكويت والسعودية، ويمكن إيضاح هذه الرغبة الجامحة فى تلقى الهزائم من خلال عرض تطورات الحالات السورية والليبية واليمنية والعراقية.