مع تزايد عدد الفضائيات الخاصة اتضح الدور المتنامى للإعلان فى سوق العمل الإعلامى، وتصارعت القنوات الفضائية على اقتسام كعكة الإعلانات، فالجميع يسعى لتغطية نفقاته وتحقيق قدر من المكاسب يمكنه من الاستمرار فى السوق، ومع الهزة التى ضربت سوق الإعلانات فى السنوات القليلة الماضية بسبب تراجع الأداء الاقتصادى، فإن عددا كبيرا من المستثمرين فى الإعلام لجأ لتغيير أساليب الإدارة، والبحث عن حلول جديدة لمواجهة تحديات السوق. التغيرات الاقتصادية تبعتها حركة تغيرات واسعة فى سوق الإعلان ومع ظهور الوكالات الإعلانية التى دخلت كوسيط بين الوسيلة الإعلامية والمعلنين بدأ شبح الخسائر يطارد بعض الفضائيات، خاصة فى ظل عشوائية قرارات إنشاء هذه الفضائيات وعدم دراسة السوق الإعلانية أولًا، ومع احتدام التصارع على كعكة الإعلانات دخلت للسوق الاعلانية كيانات جديدة، منها وكالة «سينرجى وايت» التى يمتلكها كل من المنتج تامر مرسى وياسر سليم، إضافة إلى خروج كيانات كبيرة أبرزها وكالة «بروموميديا» التى يمتلكها نجيب ساويرس وإيهاب طلعت، بعد أن احتكرت السوق لسنوات. ظلت وكالة «بروموميديا» فى مقدمة الوكالات العاملة فى السوق الإعلانية على مدار سنوات طويلة، غير أن عام 2016 شهد ظهور وكالات إعلانية جديدة وكيانات كبيرة، دخلت السوق فجأة وبقوة، لتحل بديلا ل«بروموميديا»، التى هوت بالإعلام بسبب سياستها الاحتكارية حتى أن هذه الخسائر طالت الوكالة نفسها وتحملت الوكالة ما يقرب من 40 مليون جنيه سنويا فى قنوات «ONTV»، كما أدت لخسائر كبيرة مع شبكة قنوات «الحياة» التى يمتلكها رجل الأعمال السيد البدوى. الخسائر التى تحملتها وكالة بروموميديا وتسببت فيها لعدد من الفضائيات دفعت مالكها نجيب ساويرس لإبرام صفقة الموسم ببيع قنوات «ONTV» لرجل الأعمال أحمد أبوهشيمة، الذى يتسلم القنوات رسميًا فى 2 يونيو ويسلمها لوكالة «سينرجى وايت» الوليدة، والتى ستتولى تغيير طبيعة وشكل ومحتوى «ontv» بداية من شهر رمضان لتصبح قنوات منوعات. دخلت إلى سوق الإعلان وكالات أخرى أبرزها «ميديا لاين»، المملوكة لشبكة قنوات «النهار» وتضم فى شراكتها علاء الكحكى مالك الشبكة، وعمرو قورة الرئيس التنفيذى لوكالة CTA، وكذلك وكالة «فيوتشر ميديا» التى يمتلكها رجل الأعمال محمد الأمين مالك شبكة قنوات «CBC»، إضافة إلى عدد لا محدود من الوكالات الأخرى ذات الاستثمارات المنخفضة، ووكالات أخرى تعمل مع القنوات الفضائية غير المشهورة. كل هذه الوكالات الإعلانية تتصارع من أجل الاستمرارية، وهذا ما دعا بعضهم يسعى للتكتل ودخول تحالفات إعلامية وإعلانية وتأسيس كيانات ضخمة لمواجهة تحديات سوق الإعلانات، ورسم خريطة جديدة للإعلام فى مصر مع نهاية العام، خاصة فى ظل سعى هذه الكيانات لمواجهة السياسات الاحتكارية التى تعمل بها شبكة قنوات «MBC مصر»، ووكالتها الإعلانية التى يمتلكها بيير شويرى، الوكيل الإعلانى السابق لشبكة قنوات «الحياة»، وتسيطر على نسبة كبيرة من سوق الإعلان فى مصر، خاصة أنها تخصص الجرعة الأكبر من خريطتها للمنوعات، وهى الاستثمارات الأكثر ربحًا فى سوق الإعلام. التكتلات الإعلامية والإعلانية الجديدة ظهرت أيضا من خلال الاندماج الذى حدث مؤخرًا بين مجموعة قنوات «سى بى سى» وشبكة قنوات «النهار» والذى قال عنه رجل الأعمال محمد الأمين، مالك شبكة قنوات «CBC» إنه ثمرة عمل استمر منذ ما يقرب من 9 أشهر متواصلة، مضيفا أن هناك عدة اجتماعات أجريت خلال هذه الفترة لدراسة جدوى التحالف أو ما أطلق عليه «الاندماج»، مؤكدا أن هذا التحالف يصب فى صالح الإعلام المصرى بشكل عام، ويثرى السوق الإعلامية، ويمكنها من مواجهة التحديات المستقبلية، ومحاولة تطوير الأداء والمنظومة بالكامل، وأوضح أن الكيان الجديد يضم أكفأ الإعلاميين والمتخصصين والخبراء وأهم العاملين فى مجال الإعلام، مشيرا إلى أن الهدف من تأسيسه ليس احتكار السوق، ولكنه يهدف لتقديم محتوى جيد. ملاك الفضائيات المندمجة لم يتطرقوا للشق السياسى فى عملية الاندماج وركزوا على الشق الإعلانى فى المسألة، فأكد علاء الكحكى، مالك شبكة قنوات «النهار»، أن وجود تحالفات إعلامية وإعلانية جديدة يثرى السوق الإعلامية المصرية، وتوقع الكحكى معدل نمو فى أرباح الشبكتين بعد التحالف من 40 إلى 50٪، من خلال مردود إعلانى وتقديم إعلام شامل يجمع بين التنمية والتطوير والسياسة والمنوعات، وجرعة إعلامية متخصصة، علاوة على توسيع دائرة الاستثمارات وفتح سوق جديدة خارج مصر. التكتلات الإعلامية والإعلانية دفعت شبكة قنوات مثل «الحياة» للتحرك بحثًا عن موضع قدم فى الخريطة الجديدة، وبحسب ما يقول محمد سمير، رئيس شبكة قنوات «الحياة» والعضو المنتدب، فإن هناك خطة وسياسات جديدة ستتبعها الشبكة فى المرحلة المقبلة، من شأنها أن تساعد على المنافسة والتطوير لمواكبة السوق، وكشف أن هناك مفاوضات تجرى بالفعل خلال هذه الفترة حول دخول مساهمين جدد للشبكة، بهدف الإضافة لحجمها وقيمتها مع الاحتفاظ بالسياسة التحريرية والإدارة الحالية، ولم يتم التوصل لاتفاق نهائى حتى الآن، ونفى أن تكون هناك نية لبيع الشبكة بالكامل، وقال إنه لا نية لدى القناة لفسخ تعاقدها مع وكالة «بروموميديا» أو الدخول ضمن التحالفات الجديدة، وقال: علاقتنا بإيهاب طلعت واضحة، واجتماعاتنا معه حاليا هدفها وضع «الحياة» فى المكانة التى تليق بها فى السوق الإعلانية المصرية.
