تراجع النائب تامر عبد القادر، عضو لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، عن تصريحاته التى هاجم فيها وزير الإعلام السابق ورئيس اللجنة أسامة هيكل، على خلفية واقعة تقدمه بتقرير اللجنة الخاص بأزمة الصحفيين والداخلية دون الرجوع للجنة، فيما أكد عدد من أعضاء اللجنة إدانتهم لتصرف «هيكل» وخصوصا بعد ما تردد عن أنه يتجسس عليهم. وأكد «عبدالقادر» أمس، أن ذلك شأن داخلى للجنة ولا يسمح للإعلام بالتدخل فى ذلك الشأن، مشددًا على أنه لم يوقع على المذكرة التى تقدم بها النائب أسامة شرشر للدكتور على عبدالعال لفتح تحقيق مع «هيكل» إزاء تلك الواقعة. وأكد عبدالقادر، أن الوزير أسامة هيكل رئيس اللجنة يتمتع بقدر عال من القبول والاحترام من جميع الأعضاء، مشيرًا إلى أن التوقيع الذى تذيل المذكرة التى تقدم بها عدد من أعضاء اللجنة للدكتور على عبدالعال رئيس اللجنة لم يكن توقيعه، وسيطالب بإحالة التوقيع للطب الشرعى لإثبات تلاعب فى توقيعه. وكان «عبد القادر» صرح ل«البوابة» الثلاثاء الماضى، بأن ما قام به النائب أسامة هيكل رئيس لجنة الإعلام والثقافة، من رفعه لتقرير عن أزمة الصحفيين ووزارة الداخلية، دون عرض التقرير على أعضاء اللجنة، عمل عبثى لا يخرج من شخص بهذا القدر. وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن الأعضاء الموقعين على تقرير فتح تحقيق معه، يوجهون رسالة لجميع رؤساء اللجان بأن يشاركوا الأعضاء، وألا تتخذ أى إجراءات إلا بعلم الجميع، مؤكدًا أن اللجنة تدار من جانب واحد فقط وهو «أسامة هيكل» دون شراكة أعضائها. وفتحت أزمة تجسس النائب أسامة هيكل رئيس لجنة الثقافة والإعلام على أعضاء اللجنة فى اجتماعاتهم، العديد من الأزمات، وجاءت توابعها بأمور غير محمودة لتدخل مع قضية جديدة وهى تزوير توقيعات نواب اللجنة بشأن تقرير واقعة نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية المكلفة بمتابعته اللجان، ثم تشعبت القضية لتدخل فى حيز آخر، وهو تزيف قضية الصحفيين وإدانتهم من قبل اللجنة. وكشف النائب أسامة شرشر، صاحب الشكوى المرفوعة للمجلس بشأن تجسس هيكل على النواب، أنه وقع على مذكرة لرئيس النواب ومعه تسعة من أعضاء اللجنة. وقال شرشر ل«البوابة» أن تصريحات هيكل رئيس اللجنة حول عدم وجوده باللجنة، حديث غير صحيح، وأن هيكل لم يذكر الحقيقة، مشيرًا إلى أنه كان عضوًا داخل اللجنة التى شكلت للتفاوض باسم لجنة الثقافة والإعلام مع مجلس نقابة الصحفيين، متسائلًا: «كيف تفاوضت مع مجلس نقابة الصحفيين باسم اللجنة، ولست عضوًا بها؟». وأضاف «شرشر» أنه و9 نواب آخرين تقدموا بمذكرة إلى الدكتور على عبدالعال رئيس المجلس، يطالبون فيها بالتحقيق فيما قام به هيكل رئيس اللجنة، وبتقديم تقرير عن أعمال اللجنة بشأن أزمة نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية على رئيس المجلس دون أن يعرض هذا التقرير على اللجنة وإقراره منها، ومن ثم لم يأخذ الموافقة على عرضه. وأوضح شرشر أنه بالنسبة للحديث عن تزوير أسماء أعضاء اللجنة الموقعين على تلك المذكرة، فيمكن للجميع اكتشاف الحقيقة عن طريق مساءلة الأعضاء والتأكد من صحة توقيعهم على المذكرة. وأشار عضو مجلس النواب إلى أنه تقدم بالمذكرة إلى رئيس المجلس، وفى انتظار رد البرلمان عليها. ومن جانبها أكدت النائبة عبير حنفي، عضو لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، أن توقيعات نواب اللجنة على المذكرة المقدمة لرئيس البرلمان بشأن التحقيق مع هيكل صحيحة وغير قابلة للشك، وأن نفى «هيكل» لتلك التوقيعات يعد مخالفة أخرى تضاف لحجم المخالفات التى قام بها من تقديمه التقرير دون الرجوع للجنة وتسجيله الجلسة سرًا. وأكدت حنفي، أن نفى «هيكل» للتوقيعات وخاصة توقيع النائب «تامر عبد القادر» مجرد إحداث حالة من التشويش على ما قام به، قائلة: «هو شغال بمزاجه وخليه يقول اللى يقوله لأن التوقيعات صحيحة 100٪»، منوهة بأنها كانت شاهدة على إبلاغ النائب تامر عبدالقادر ل«شرشر» بالتوقيع باسمه على اعتبار أنه متضامن معهم فى المذكرة. وأشارت حنفي، وهى من الموقعين على المذكرة، إلى أنهم فوجئوا ب«هيكل» عند تقديمهم للمذكرة فى مكتب «عبدالعال» بإصداره ردودًا غير متوقعة واتهامات صريحة لعدد منهم بأنهم أعضاء غير أساسيين باللجنة ولا يحق لهم الاعتراض، مؤكدة أن الدافع الأساسى وراء تقديم «هيكل» التقرير دون الرجوع للجنة هو إدانة الصحفيين فى حين أن اللجنة كانت قد قررت تشكيل لجان استماع عديدة بين الطرفين لمحاولة الوصول والاستماع لكل الأطراف والتفاصيل. وأضافت أنهم متمسكون بمطالبة «عبدالعال» بفتح تحقيق فورى فى واقعة التقرير وخاصة تسجيل «هيكل» السرى لجلسة اللجنة دون الرجوع والاستئذان، مشيرة إلى أن ذلك مخالف لجميع الأعراف والتقاليد البرلمانية. وفى السياق ذاته أكد النائب سليمان فضل، عضو لجنة الإعلام والثقافة بالبرلمان، أنه ليس هناك مبرر بقيام النائب أسامة هيكل بتقديم تقرير عن أعمال اللجنة بشأن أزمة نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية دون أن يعرض هذا التقرير على اللجنة وأعضائها وإقراره، قائلًا: «إنه لا بد أن نكون على علم بهذا، وإلا فإن المسمى إذن يكون أن رئيس اللجنة يتجسس علينا، وبذلك سيكون هناك انعدام ثقة بين أعضاء اللجنة، ونفقد الثقة فى هيكل». وأشار فضل إلى أنه ينبغى فى البداية أن يرسل تقرير اللجنة إلى المضبطة الخاصة بالجلسة، مؤكدًا أنها هى المستند حول أى خلاف بالجلسة، لافتًا إلى أنه لم يوقع على المذكرة التى تقدم بها أعضاء اللجنة لرئيس مجلس النواب حول تجسس النائب أسامة هيكل على الأعضاء، ولكنه يرفض هذا التصرف، إذا كان صحيحًا. ووصف النائب صابر عبد القوى عضو بلجنة الإعلام والثقافة بالبرلمان، قيام النائب أسامة هيكل رئيس لجنة الإعلام والثقافة بمجلس النواب بتسجيل وقائع اجتماع اللجنة عبر هاتفه الشخصى، ب«السلوك غير المرغوب فيه». وأوضح عضو اللجنة، أن هذه الواقعة تعد مخالفة لقانون العقوبات، وللسوابق البرلمانية المتعارف عليها. وأضاف عبد القوي، أن النائب أسامة هيكل «مدان»، مبررا ذلك بأنه لا يجوز التسجيل دون الحصول على إذن من النيابة أو من أعضاء اللجنة، نافيا توقيعه على المذكرة التى قدمها عدد من الأعضاء لرئيس مجلس النواب، ولكنه يرفض رفضًا تامًا أى تصرفات تسيء للجنة وللنواب.
