قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أكثر من ستين شخصا بينهم 25 مقاتلا شيعيا قتلوا في تفجيرين انتحاريين نفذهما تنظيم الدولة الإسلامية في حي في العاصمة السورية يضم واحدا من أهم المزارات الشيعية. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجمات في بيان على وكالة أعماق للأنباء التابعة له. وأشار إلى "عمليتين استشهاديتين على وكر للرافضة المشركين في منطقة السيدة زينب في دمشق". وأضاف المرصد أن من المرجح ارتفاع عدد الضحايا من التفجيرين الانتحاريين في حي بجنوب دمشق فيه وجود قوي لجماعة حزب الله اللبنانية وغيرها من الفصائل العراقية والإيرانية. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد ومقره بريطانيا إن مهاجمين انتحاريين استهدفوا حافلة عسكرية تقل مقاتلين شيعة أثناء عملية تبديل حرس. ووقعت الهجمات فيما بدأ ممثلو الحكومة السورية وممثلون عن فصائل معارضة محادثات في جنيف تمثل أول محادثات سلام تتوسط فيها الأممالمتحدة منذ عامين. وقال السفير السوري بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية في جنيف إن الهجمات في دمشق تؤكد الصلة بين ما تقول الحكومة انها معارضة إسلامية تمولها وتقودها السعودية وبين الإرهاب. وبث التلفزيون الرسمي لقطات من موقع التفجيرات حيث كان الدخان يتصاعد في سماء المنطقة وظهرت النيران تشتعل في عدة مبان وبعض السيارات المحترقة. ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن مصدر بوزارة الداخلية قوله "إن إرهابيين تكفيريين فجروا سيارة مفخخة عند أحد مواقف حافلات نقل الركاب في منطقة كوع سودان في بلدة السيدة زينب تبعها تفجير انتحاريين نفسيهما بحزامين ناسفين عند تجمع المواطنين لإسعاف الجرحى." وقال شاهد لقناة الإخبارية الحكومية "لا يزال يتم انتشال الجثث من تحت الأنقاض." وقالت الأممالمتحدة في وقت سابق إن هدف المفاوضات سيتمثل في إجراء محادثات على مدى ستة أشهر تسعى أولا لوقف إطلاق النار ثم العمل نحو ايجاد تسوية سياسية للحرب التي حصدت أرواح أكثر من 250 ألف شخص وشردت أكثر من عشرة ملايين وجرت إليها قوى عالمية. ويوجد مقام السيدة زينب في الحي الذي شهد اشتباكات عنيفة في السنوات الأولى من عمر الصراع الذي بدأ عام 2011 لكن الجيش السوري وجماعات شيعية في مقدمتها جماعة حزب الله اللبنانية تولت تأمينه وأقامت حواجز طرق حوله لحمايته. ويقع الحي المكتظ بالسكان جنوبي دمشق ويقصده زوار شيعة من إيران ولبنان وأجزاء أخرى من العالم الإسلامي. وكثيرا ما تقول الجماعات العراقية والإيرانية الشيعية التي تطوعت لقتال تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا انها جاءت إلى سوريا للدفاع عن المقام وحمايته.