سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اليوم الثاني ل"داعش" في سرت.. المدينة تحت سيطرة قادة أجانب بالتنظيم.. ومسؤول التنظيم ضابط سابق ب"جيش صدام".. اختطاف أعضاء بالبرلمان الليبي.. وتوقعات بزيادة القلق في شمال إفريقيا
كشفت تقارير صحفية أوروبية، أمس الأربعاء، عن ارتفاع وتيرة انتقال قيادات تنظيم «داعش» الإرهابى من سورياوالعراق إلى ليبيا، فيما يشبه حركة نزوح غير مسبوقة، ما اضطر الولاياتالمتحدة وبريطانيا إلى إرسال فرق متخصصة في الاتصالات وجمع المعلومات الاستخباراتية إلى ليبيا. وقالت التقارير: إن أبوبكر البغدادي، زعيم التنظيم، وكبار قادته، يسعون لمواجهة التحولات الخطيرة التي شهدتها الحرب على التنظيم في سوريا، وخاصة في الرقة، معقله الرئيسي، ما دفعهم، حسب تحذيرات ومعلومات استخباراتية إلى التفكير في معقل بديل، والهروب مع قيادة التنظيم إلى مدينة سرت. ونقلت صحيفة «لاستامبا» الإيطالية، عن مصادر استخباراتية مصرية، ارتفاع حركة وصول الدواعش إلى سرت، انطلاقًا من سوريا ومن العراق، خلال الأسابيع الماضية. من جهتها، حذرت المخابرات الأمريكية، حسب الصحيفة، من خطة «داعش» للتمدد شرقًا وليس غربًا في اتجاه الحدود التونسية، بل في اتجاه مدينة إجدابيا، بهدف السيطرة على تقاطع طرق النفط المستخرج من الآبار الواقعة في الجنوب، وذلك بعد سيطرته على مدن مهمة مثل أبوقرين والنوفلية ودحر قوات مصراتة التي كانت تسعى لإقصاء التنظيم من سرت. وتقع سرت تحت إدارة كاملة من قياديين أجانب ينتمون ل«داعش» انتقلوا إلى ليبيا مؤخرا، هربًا من القصف الغربى والروسى الذي زادت وتيرته في سورياوالعراق، ومن بين هؤلاء أبو على الأنباري، الضابط في الجيش العراقى في عهد الرئيس صدام حسين، الذي أصبح لاحقا أحد القياديين البارزين في «داعش». وقال مسئولون غربيون وسكان محليون إن «الأنباري» وصل إلى سرت بواسطة قارب عبر البحر المتوسط. من جانبه، أوضح باتريك بريور، المحلل المتخصص في شئون مكافحة الإرهاب، أن فرع ليبيا هو إحدى أذرع داعش التي تُثير قلقا كبيرا، مضيفا: «هذه هي المحطة التي يسيّر داعش عبرها جميع تحركاته في شمال أفريقيا». ومن الأسباب التي تجعل ليبيا مركزًا لنشاط تنظيم «داعش» مساحة البلاد الشاسعة، وموقع ليبيا الجغرافى الإستراتيجي المطل على 6 دول هي «مصر، تونس، الجزائر، تشاد، السودان والنيجر»، إضافة إلى حجم ثرواتها، وشبه انهيار الدولة كلها، وكثرة الرحلات المنطلقة من الأراضى الليبية باتجاه جنوب أوربا في إطار الهجرة السرية. اختطاف أعضاء بالبرلمان الليبى بعد تعرض مواقعه في سورياوالعراق لضربات قاتلة، بدأ تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» الإرهابى في تنفيذ مخطط تكثيف تواجده في ليبيا، خاصةً عقب إعلان مدينة «سرت» عاصمته الأولى في الدولة، أمس الأول، وبدأ في بسط نفوذه والتوسع في شن هجومه على أماكن تواجد النفط والغاز ليتمكن من دعم إرهابية في درنة ومصراتة وطرابلس، كما يستعد للسيطرة على مدينة أجدابيا. ويسعى التنظيم لتنفيذ خطة السيطرة على الساحل الليبى والتوسع منه إلى امتداد الساحل الإفريقى وشمال القارة، كما يسهل موقع سرت المطل على البحر المتوسط انتقاله إلى دول أوربا خاصة إيطاليا التي يضعها التنظيم نصب عينه، بحسب تهديدات أبو محمد العدناني، المتحدث باسم «داعش»، التي قال فيها: «روما سندخلها لا كذب، وهذا وعد». وشن «داعش»، أمس، سلسلة من الهجمات والمطاردات في المدينة لعدد من المنتمين للحركات الأخرى، وعلى رأسها ميليشيا فجر ليبيا، وما يعرف ب«جيش الكرامة»، والرافضون لسياسته من عناصر «أنصار الشريعة» ليجعلها «داعشية» خالصة.