جامعة القاهرة تحتل المركز 260 عالميًا في تصنيف ليدن الهولندي 2024    ارتفاع أسعار الذهب في مصر اليوم السبت 6 يوليو 2024    وزير الإسكان: الرئيس وجه بسرعة إنجاز مشروعات "حياة كريمة"    وزير الصحة يستقبل المدير الإقليمي للتنمية البشرية بالبنك الدولي    وزير قطاع الأعمال: استمرار تنفيذ خطة تحسين وتطوير أداء الشركات والمصانع التابعة للوزارة    الرئيس الإيراني الجديد يؤكد أنه «سيمد اليد» لجميع الإيرانيين    مسؤولة بالاتحاد الأفريقي: مؤتمر القوى السودانية يهدف إلى إنهاء الأزمة    الرئيس السيسي يبحث هاتفيًا مع نظيره السوري مستجدات الأوضاع الإقليمية    عمر كمال ينعى اللاعب أحمد رفعت    نادي الوحدة الإماراتي ينعي أحمد رفعت بعد وفاته    متحدث التعليم: ضبط طالبين قاما بمحاولة الغش الإلكتروني بالشرقية والغربية    بقصد الاتجار.. استمرار حبس المتهم لحيازته أقراص مخدرة في الوراق    وزير التعليم يتابع امتحانات الثانوية العامة من خلال غرفة العمليات المركزية بالوزارة    نقل طالبة ثانوية عامة إلى المستشفى في «أبوتشت» بقنا    حكم مهم من المحكمة الدستورية العليا بشأن جرائم الصحافة وقذف الموظف العام    مدبولي: الإسراع في تنفيذ المبادرة الرئاسية "100 مليون شجرة"    ينصب على الحجاج.. أحمد حلمي يتعرض لهجوم على مواقع التواصل بسبب فيلمه الجديد النونو    خبيرة فلك: ولادة قمر جديد يبشر برج السرطان بنجاحات عديدة    ما حكم التهنئة بالعام الهجري؟ المفتي يُجيب    ما الحكمة من اعتبار أول شهر المحرم بداية العام الهجري؟ الإفتاء تُجيب    تزامنا مع الاحتفالات برأس السنة الهجرية.. من أول من اعتمد التأريخ بالتقويم الهجري في التاريخ؟    بعد وفاة اللاعب أحمد رفعت.. كل ما تريد معرفته عن الأزمة القلبية الحادة    قائد القوات الجوية الأوكرانية: إسقاط 24 مسيرة روسية من طراز شاهد    شابانا محمود وزيرة العدل البريطانية الجديدة.. المسلمة الوحيدة في حكومة ستارمر    أيمن الجميل: نجاح المشروعات الزراعية الجديدة بالأراضى الصحراوية يفتح الباب لمضاعفة الرقعة الزراعية وتحقيق الأمن الغذائى    تفاصيل العروض المسرحية والحفلات الموسيقية في مهرجان العلمين    أسعار السمك اليوم السبت 6-7-2024 بالأسواق.. السردين المجمد ب87 جنيها    مدير المنتخب الأولمبي: هذا ما يحدث في حال تعرض لاعب لإصابة خطيرة.. ووفرنا طلبات ميكالي    «التعليم» تحقق في مزاعم تداول امتحان الجغرافيا للثانوية العامة    أسرة الطفلة السودانية جانيت تصل لمحكمة التجمع    نظام جديد لإدارة العمليات المالية إلكترونيا بالمنشآت الصحية    أسعار البيض ترتفع اليوم السبت في الأسواق (موقع رسمي)    متى يعلن البرلمان خلو مقعد عبلة الألفي بعد توليها منصب نائب وزير الصحة    غارات جوية تستهدف المناطق الشمالية من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة    ملك تايلاند: الأزهر منارة علمية عالمية لنشر الفكر الوسطي المستنير    أسعار اللحوم الحمراء اليوم السبت 6 يوليو    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 6-7-2024    انتظام طلاب الثانوية العامة في دمياط لأداء امتحان الكيمياء والجغرافيا    شاهد.. أخر لقاء قبل وفاة أحمد رفعت (فيديو)    البابا تواضروس الثاني يترأس القداس الإلهي وسيامة آباء كهنة بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية    هيثم عرابي ينعى أحمد رفعت لاعب مودرن سبورت    عاجل.. الزمالك يرد على أنباء حرمانه من الجماهير أمام الأهلي بالسوبر الأفريقي    يورو 2024| تشكيل منتخب إنجلترا المتوقع لمواجهة سويسرا    الأونروا تحذر من خطر القنابل غير المنفجرة بين البيوت في غزة    الداخلية الإيرانية: تقدم بزشيكان على جليلي بعد فرز أكثر من نصف الأصوات    وفاة اللاعب أحمد رفعت إثر تدهور حالته الصحية    «في الساحل الشمالي».. شوبير يكشف عن أولى صفقات الأهلي (فيديو)    احتفالات السنة الهجرية الجديدة 1446 في العراق    مؤلف ففرقة العمال المصرية: أمضيت 7 سنوات في توثيق مشاركة نصف مليون مصري في الحرب العالمية الأولى    تشكيل فنزويلا الرسمي ضد كندا في كوبا أميركا 2024    «بايدن»: خضعت لفصوحات كورونا قبل مناظرة ترامب.. كنت أعاني من نزلة برد شديدة    رأس السنة الهجرية 1446.. أجمل التهاني والأدعية    يقلل الاكتئاب ويحسن صحة العقل.. فوائد مذهلة للحليب الذهبي    تحمي القلب وتعزز الإبداع.. 7 فوائد صحية لنوم القيلولة يوميا    الأنبا إغناطيوس برزي: الأسرار المقدسة منها خمسة عمومية    قداسة البابا فرنسيس يبعث برسالة إلى شباب مؤتمر اللاتين بمصر    «هنمنع عنكم طائرات الأباتشي».. نبيل فهمي يكشف تهديد أوباما بعد ثورة 30 يونيو (فيديو)    الصحة العالمية تحذر من مادة مسرطنة يستخدمها الملايين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تسوية اللحظات الأخيرة تنقذ جلسة البرلمان اللبناني .. وقانون الانتخابات يربك التحالفات القديمة
نشر في البوابة يوم 12 - 11 - 2015

كعادتهم نجح الساسة اللبنانيون في الاتفاق في اللحظات الأخيرة، وإنقاذ البلاد من أزمة سياسية كادت تضيف للبلاد استقطابا جديدا إسلاميا مسيحيا يضاف إلى الاستقطاب الشيعي السني الموجود أصلا.
نجحت الاتصالات السياسية المكثفة في إنقاذ الجلسة التشريعية للمجلس النواب اللبناني التي عقدت، اليوم الخميس، لأول مرة منذ عام بعد أن تصاعدت الخلافات بين رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري وحزب القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع بسبب إصرار الأخير على إدراج قانون الانتخابات النيابية على جدول الأعمال أو تأجيل الجلسة، بينما كان بري يتخوف من إدراج القانون لأن هناك خلافات كثيرة حول هذا القانون مما قد يؤثر على الموضوعات الأخرى الضرورية المدرجة على جدول الأعمال مثل القوانين الخاصة بغسيل الأموال والتحويلات المالية، وقروض دولية مقدمة للبنان وهي قوانين ملحة في ظل تهديدات دولية بعزل لبنان عن النظام المالي الدولي والتوقف عن إقراضها.
وفي مواجهة تصميم بري على عقد الجلسة، أصر جعجع يؤيده تكتل التغيير والإصلاح برئاسة العماد ميشال عون على إدراج قانون الانتخابات، وصلت الأزمة لمرحلة حرجة، حتى أن تسريبات إعلامية تحدثت عن نية الأحزاب المسيحية قطع بعض الطرقات في مناطق نفوذهم ومنع بعض النواب من الوصول إلى مقر المجلس.
وازدادت الأزمة حدة نظرا لأن حزب القوات اللبنانية اعتبر أن غياب أكبر قوتين سياستين في لبنان القوات والتيار العوني يفقدها ميثاقيتها (أي ميثاق العيش المشترك والمشاركة في السلطة بين المسلمين والمسيحيين).. فيما يؤكد رئيس مجلس النواب أن مشاركة النواب المسيحيين المستقلين توفر الميثاقية للجلسة.
وبعد أن وصلت الأمور للذروة جاء من الحل من الرياض، فالعاصمة السعودية التي جمعت قادة الدول العربية والأمريكية الجنوبية جمعت أيضا جزءا كبيرا من أعضاء الحكومة اللبنانية من أطياف مختلفة في مقدمتهم رئيس الحكومة تمام سلام والوزراء الأربعة سمير مقبل ووائل أبو فاعور وجبران باسيل وعلي حسن خليل، إضافة إلى رئيس تيار المستقبل سعد الحريري.
وأتاح هذا التجمع الفرصة لإجراء اتصالات سياسية واسعة انتهت بتسوية تتضمن إقرار قانون استعادة الجنسية الذي تهتم به القوى المسيحية لأنها ترى أن أغلب المهاجرين من المسيحيين مما قد يعيد التوازن المفقود بين الطوائف جراء الهجرة المسيحية الواسعة.
كما تم الاتفاق على قانون تحرير أموال البلديات (منح البلديات لحصتها من أموال شركات المحمول) لتوفير التمويل لحل أزمة النفايات.
أما الأهم فكان الاتفاق على إدراج قانون الانتخابات النيابية على رأس جدول أعمال الجلسة التشريعية المقبلة، ثم تشكيل لجنة نيابية مصغرة من جميع الكتل مع مهلة شهرين لإنجاز مشروع قانون انتخاب متوافق عليه، وفي حال فشل اللجنة تتم إحالة كل المشاريع الانتخابية المطروحة الى اللجان المشتركة.
الجديد في الأزمة السياسية الأخيرة، أنها كادت تصل إلى تأزم إسلامي مسيحي بدلا من الاستقطاب السني والشيعي في لبنان والانقسام بين 14 آذار بقيادة تيار المستقبل و8 آذار بزعامة حزب الله السائد في البلاد منذ اغتيال رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري في عام 2005.
فقانون الانتخابات أربك كل التحالفات والخصومات التي استقرت في لبنان عقب اغتيال الحريري وخروج القوات السورية من البلاد.
فجعجع وعون العدوان القديمان في ساحات الحرب الأهلية وميادين السياسة اختبرا أول نجاح عملي لورقة إعلان النوايا بينهما باعتبارهما أكبر حزبين في البلاد، وإن كان جعجع قد تصدر المشهد بإصراره على إدراج القانون، أو أن يقاطع الجلسة، وبالتالي يعتبرها غير ميثاقية، وما يترتب عليها من فقدان للشرعية بل وتهديد للتعايش المشترك وفقا للأعراف السياسية اللبنانية التي تستند لما يعرف بالميثاق الوطني الذي أسس الدولة اللبنانية الحديثة والذي وضعه الرئيس اللبناني الماروني المسيحي بشارة خوري، ورئيس الورزاء السني رياض الصلح في عام 1943.
في المقابل فإن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أصر على عقد الجلسة ومؤكدًا أنها ميثاقية، وذلك تخوفا على البلاد من استمرار تعطيل مجلس النواب اللبناني بعد أن وصلته تحذيرات دولية متعددة ولأنه يعلم أنه لو انتظر إرضاء كل الأطراف لما انعقد المجلس.
أما تيار المستقبل وحزب الله الخصمان اللدودان في الساحة السياسية اللبنانية فكانا موقفهما الأكثر تشابها، فكلاهما كان يريد عقد الجلسة بعد أن تعطل العمل التشريعي في البلاد منذ خلو منصب الرئاسة في 25 مايو من العام الماضي، مما يهدد اقتصادها جراء عدم إقرار قوانين مالية مهمة دوليا فيما يتعلق بمكافحة غسيل الأموال إضافة إلى خطر ضياع قرض مقدم من البنك الدولي بقيمة 500 مليون دولار.
كما أن المستقبل وحزب الله في الوقت ذاته لايريدان إغضاب حليفيهما المسيحيين الكبيريين، فحزب القوات اللبنانية هو أكبر وأهم حليف لتيار المستقبل، والتيار الوطني الحر الذي أسسه العماد ميشال عون هو أهم وأكبر حليف لحزب الله، بينما رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري هو الحليف الأقرب لحزب الله، وشريكه في قيادة الطائفة الشيعية وفي المواجهة مع إسرائيل، كذلك بري بالنسبة لتيار المستقبل هو المحاور المفضل، والمنافس المقرب بين كل مكونات 8 آذار الأخرى.
وبينما يبدو للعالم أن المعضلة الكبرى في لبنان هي انتخاب رئيس للبلاد بعد عام ونصف من الفراغ الرئاسي، فإن قانون الانتخابات هو المشكلة الأعمق التي يصعب التوافق عليها.
الاصطفاف الإسلامي المسيحي الذي خلقه قانون الانتخابات هو لأسباب تتعلق بالمصالح وليس باختلاف الأديان، فقانون الانتخابات هو أهم قانون سياسي في لبنان، وأهم حتى من انتخاب رئيس للبلاد لأنه على أساس هذا القانون يتشكل مجلس النواب الذي ينتخب بدوره الرئيس، ويشكل الحكومة ويضع القوانين.
وفي بلد طائفي مثل لبنان ، فإن قانون الانتخابات البرلمانية هو الذي يحدد النتيجة إلى حد كبير قبل إجراء الانتخابات، وليس تقلبات الرأي العام أو برامج الأحزاب.
فالناخب اللبناني يختار بناء على عوامل طائفية وحزبية ومناطقية وعشائرية وليس على أساس عوامل سياسية كما في دول العالم الأخرى، وغالبا مايتبع الناخب زعيمه مهما تغيرت إتجاهاته.
فالدروز أيدوا زعيمهم وليد جنبلاط عندما تحالف مع سوريا خلال الحرب الأهلية اللبنانية، وبعدها، ثم واصلوا تأييده عندما أصبح خصما لها قبيل اغتيال رفيق الحريري عام 2005 ثم عودته عن هذا العداء إثر اقتحام عناصر حزب الله لمناطقهم فيما يعرف بأحداث 7 آيار/مايو 2008، وظلوا على تأييدهم لجنبلاط حتى بعد أن عاد معاديا لنظام الرئيس بشار الأسد مؤيدا للثورة السورية بكل أطيافها حتى المتطرف منها أحيانا.
وينطبق هذا على معظم الطوائف اللبنانية ولو بصورة أقل، أما ما يغير النتائج في لبنان فهو توزيع الدوائر، فالمسيحيون يشكون مثلا من أن جزءا كبيرا من أصواتهم يهدر في مناطق يشكلون فيها أقلية مثل عكار حيث توجد أغلبية سنية، وبالتالي فإن النواب المسيحيين في هذه المنطقة يتم اختيارهم من قبل السنة، والنتيجة أن القوى المسيحية الأربع الكبرى في لبنان (التيار الوطني الحر ، القوات اللبنانية ، الكتائب ، تيار المردة) لا تحوز سوى نحو نصف عدد المقاعد المخصصة للمسيحيين في البرلمان البالغ عددها 64 مقعدا والبقية يمتلكها النواب المسيحيون المستقلون أو نواب مسيحيون ينتمون لكتل تابعة لطوائف أخرى.
ولذا يطالب المسيحيون بتغيير قانون الانتخابات، ولكن يظل الاتفاق على مضمون القانون أمر صعب للغاية لأن كل حزب سياسي في لبنان يريد قانونا على مقاسه يزيد حصته من النواب لا أن يخفضها، كما أن مفهوم العدالة مبهم، فالبعض وخاصة من المسيحيين يميلون لقوانين تجعل كل طائفة تختار نوابها، في حين يقول آخرون إن هذا ترسيخ للطائفية.
ولأن القاعدة السحرية للحياة السياسية في لبنان هي "لا غالب ولامغلوب"، وفي أي قانون انتخابات سيكون هناك من خاسر وفائز، والسياسي اللبناني لا يحب أن يكون خاسرا فسيحتاج الأمر إلى تسوية عبقرية للخروج بقانون للانتخابات النيابية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.