افتتاح مولد «شيخ العرب» بمشاركة أبناء الطرق الصوفية.. «القصبي» فى طنطا الأربعاء.. و«التهامي» يحيي الليلة الختامية بدأ توافد الآلاف من أبناء الطرق الصوفية على مدينة طنطا، أمس، إيذانا بافتتاح الاحتفالات بمولد القطب الصوفى السيد أحمد البدوى، والتى تستمر حتى الخميس المقبل موعد الليلة الختامية. وشاركت كل الطرق الصوفية، لاسيما التى انشقت عن طريقة البدوى كالأحمدية المرازقة، والأحمدية الشناوية، والأحمدية القصبية، والأحمدية المنوفية، والأحمدية السطوحية، بالإضافة إلى الطريقة الرفاعية والبرهامية والبيومية والشبراوية والشاذلية، فى نصب الخيام لتقديم خدمات تقديم الطعام لزوار المسجد، وشهد محيط المسجد الأحمدى حالة من الزحام، زادت داخل المسجد، مما جعل عمال المسجد يتولون مهمة إدخال الزوار إلى «المقام» على دفعات. وفيما اقتصر افتتاح المولد على مريدى الطرق، وغاب عنه مشايخ الطرق، الذين انشغلوا بإحياء موكب استقبال العام الهجرى الجديد فى القاهرة بصحبة شيخ المشايخ الدكتور عبدالهادى القصبي، ومن المقرر أن يبدأوا بالتوافد خلال الأيام القادمة، استعدادا لحضور المشيخة العامة التى تعقد اجتماعها بالمشايخ تحت مسمى «جمع الجموع»، يعقبه مؤتمر يحضره محافظ الغربية وكبار قيادات المحافظة، أما الليلة الختامية، الخميس، فمن المقرر أن يحييها المنشد ياسين التهامي، شيخ المنشدين. وقال مصطفى زايد، منسق ائتلاف الطرق الصوفية، إن مولد السيد البدوى من أكبر الموالد على مستوى مصر، ويشهد أكبر إقبال للمريدين على مستوى الجمهورية، بأعداد تفوق أعداد المقبلين على مولد الحسين والسيدة زينب، نظرًا لموقعه فى قلب الدلتا، حيث يزداد عدد الصوفيين، دون أن تعوقهما حركتهم مصاريف وأعباء التنقل. وأضاف «زايد» أن البدوى له مكانة كبيرة لدى كل الطرق الصوفية، وليس فقط الطرق المنشقة من طريقته، فحتى الطرق الأخرى تحرص على إحياء ذكرى مولده، موجها الشكر لمحافظ الغربية على رعايته للمولد، قائلاً: إن محافظة الغربية من أكثر المحافظات التى ترعى الصوفية، وتهتم بمولد البدوي، وتزيل أى عقبات أمامه، بمساعدة قوات الآمن، على عكس بعض المحافظات الأخرى التى يتعنت القائمون عليها فى إقامة الموالد، ويفرضون رسوماً مرتفعة على الخدمات، مما يؤثر على أعداد المقبلين عليها. ويذكر أن الأمام السيد البدوى أحد الأقطاب الأربعة للصوفية، و«بدوي» لقب للشيخ وليس اسمه، لقب به لأنه كان يغطى وجهه كفعل أهل البادية، أما اسمه فأحمد بن على بن يحيى ولد عام 596 ه/1199م، فى مدينة فاس بالمغرب، من أسرة علوية هاجرت من مكة حينما اشتد الصراع بين الأمويين والعلويين، واستقروا فى المغرب، وفى سن السابعة عاد مع عائلته إلى مكة مرة أخرى، فنال فيها العلوم الشرعية وحفظ القرآن، إلى أن وصل لسن ال38، فقرر أن يسافر إلى العراق، عام 634ه/1227م، ليتجول بين علمائه، ويزور مقامى قطبى الصوفية الرفاعى والجيلاني، ثم عاد بعد عام إلى مكة مرة أخرى، ولكن على صورة غير تلك التى ذهب بها، فقد بدأت تبدو عليه سمات التصوف والزهد، ثم سافر إلى مصر واستقر بها وأسس طريقته، وتوفى عن عمر يناهز 79 عاماً، تحديدًا فى الثلاثاء 12 ربيع الأول 675 هجرية، ومن أشهر الكرامات المنسوبة له قدرته على تحرير الأسرى.
