رغم أننا ما زلنا في منتصف شهر أغسطس، أو كما أطلق عليه البعض "أغسطس الحزين"، إلا أنه فارقنا خلال هذا الشهر عددا غير قليل من رواد الفن والثقافة والإبداع، مما جعل البعض في الوسط ينظر إلى أغسطس أنه شهر طويل، وشاهد على أحداث حزينة وذكريات مريرة مرتبطة بفراق أصحاب البصمات المميزة في حياتنا سواء على المستوى الثقافي أو الفني، ففي أغسطس الجاري رحل فيلسوف السينما المصرية، وأحد فنانيها المثقفين، ابن حي السيدة زينب، والذي ولد لأسرة من الطبقة العاملة، تنتمى إلى مركز مغاغة قرية طنبدي بمحافظة المنيا، في 28 أبريل 1946، وهو الفنان الكبير نور الشريف. تزوج الشريف من الفنانة بوسي، التي شاركته فيلم "حبيبي دائما" الذي ظل علامة في السينما المصرية، ويضرب به المثل في الرومانسية، واستمر زواجه ببوسي لمدة طويلة حتى تم الفراق عام 2006، ثم عادا مرة أخرى عام2015، ولديه ابنتان سارة ومي نور الشريف التي اتجهت للتمثيل، واشتركت معه في أكثر من عمل فنى. بدأ الشريف التمثيل في المدرسة، حيث انضم إلى فريق التمثيل بها كما كان لاعبًا في أشبال كرة القدم بنادي الزمالك ولكنه لم يكمل مشواره مع كرة القدم بسبب حبه للتمثيل الذي اتجه إليه عن طريق الفنان سعد أردش الذي رشحه للعمل معه فأسند إليه دورًا صغيرًا في مسرحية "الشوارع الخلفية"، ثم اختاره المخرج "كمال عيد" ليمثل في مسرحية روميو وجولييت، وبعد صراع وعناء مع المرض توفي يوم الثلاثاء، 11 أغسطس 2015، عن عمر يناهز 74 عاما