عانى الملايين من سكان العاصمة البريطانية لندن يوم الخميس في الوصول إلى أعمالهم في ظل إضراب أدى لتوقف شبكة قطارات الأنفاق للمرة الثانية خلال شهر بسبب خطط لتقديم خدمة جديدة للعمل طوال الليل. ولجأ الركاب إلى السيارات والقوارب والدراجات والحافلات المزدحمة للتغلب على إضراب اليوم الواحد لنقابات السكك الحديدية. ولم تتحرك أي قطارات عبر شبكة الأنفاق والتي عادة ما تشهد نحو اربعة ملايين رحلة يوميا. وقال جيمس ايزاكس الذي يعمل في مصرف خاص وكان يعاني بسبب تنقله بحقيبتين كبيرتين في حي المال في مدينة لندن "عندما تدخل إلى المحطات الرئيسية.. تجدها وكأنها مليئة بالجثث. "حارة وتفوح منها رائحة العرق وسيفقد أحد ما أعصابه قريبا." وقالت خدمة النقل في لندن إنها تعتمد على 250 حافلة نقل إضافية لمساعدة الركاب في أنحاء المدينة لكن سريعا ما ظهرت صفوف انتظار طويلة عند محطات الحافلات ونقاط استقلال سيارات الأجرة وقال كثير من الركاب إن زمن رحلتهم طال عن المعتاد. ويأتي الإضراب بعد جدل طويل بشأن خطط لتقديم بعض الخدمات على مدى الاربع وعشرين ساعة خلال عطلات نهاية الأسبوع في قطارات أنفاق لندن التي يطلق عليها الركاب اسم (تيوب) وهي أقدم قطارات أنفاق في العالم. ومن المقرر أن تبدأ هذه الخدمات الإضافية في 12 سبتمبر ايلول. وقال نيك براون المدير الإداري في هيئة قطارات أنفاق لندن إن الهيئة عرضت على نقابات العمال زيادة نسبتها اثنين في المئة بما يفوق نسبة التضخم ومنحة لمرة واحدة قدرها 500 جنيه استرليني مع وعد بحصول السائقين على عدد أيام عطلات الأسبوع ذاته. وستظل الإجازات السنوية كما هي وتبلغ 43 يوما لسائقي القطارات و52 يوما للعاملين بالمحطات. وقال براون "استمعنا إلى مخاوفهم بشأن الموازنة بين العمل والحياة الخاصة وقدمنا عرضا عادلا للغاية." وقالت النقابات الاربع المشاركة بالإضراب إنها تدعم تقديم خدمات ليلية لكنها تقول إن الخطط ستدمر التوازن بين العمل والحياة الخاصة لاعضائها.