تناول كتاب الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء العديد من الموضوعات المهمة، منها الحوار المصري الأمريكي الاستراتيجي، والمحطات المنيرة في تاريخ مصر وقناة السويس. وفي مقاله "نقطة نور" بصحيفة "الأهرام" قال مكرم محمد أحمد إن إدارة الرئيس أوباما اتخذت القرار الصحيح عندما سلمت مصر قبل بدء الحوار الإستراتيجى بين البلدين، 8 طائرات متقدمة من طراز إف 16 مع وعد بتسليم 4 طائرات أخرى فى الخريف القادم، ضمانا لشفافية الحوار ومصداقيته وصراحته كي يبلغ أهدافه الصحيحة، دون أي ضغوط يمكن أن تؤثر على أى من مواقف الجانبين، خاصة أن العلاقات بين البلدين لم تبلغ بعد حد الخلاص من مشاكل وخلافات كثيرة تعيق الفهم المتبادل. ورأى أن فرص نجاح الحوار الإستراتيجي عالية فى ضوء إحساس الأمريكيين المتزايد بأن مصر تشكل عنصر استقرار لأمن الشرق الأوسط لا يمكن التفريط فيه، ووضوح الموقف المصري من قضية الإرهاب، والجماعات المتطرفة التي تخطط لهدف وحيد ضرب استقرار الشرق الأوسط. وأوضح أن من الأولويات المصرية فى هذا الحوار الاستراتيجي ثلاث قضايا أولها ضرورة احترام إرادة الشعب المصري التي عبرت عن نفسها في ثورة شعبية عارمة قوامها30 مليون مصرى خرجوا للشوارع والميادين يطالبون بإسقاط حكم المرشد والجماعة الأمر الذي ينبغي أن يكون موضع احترام الإدارة الأمريكية يلزمها التوقف عن محاولات فرض جماعة الإخوان على حكم مصر. وأضاف أن ثانيها أن تعيد واشنطن النظر فى رؤيتها لجماعة الإخوان حيث إنها الجماعة التى تخطط وتدبر وتمول كل هذه الأعمال التي تستهدف ضرب استقرار مصر، وثالثها إخراج عملية سلام الشرق الأوسط من جمودها الراهن والزام إسرائيل قبول دولة فلسطينية تعيش إلى جوارها فى سلام داخل حدود معترف بها تضمن القدسالشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية الجديدة. أما الكاتب محمد بركات ، فأشار في مقاله "بدون تردد" في صحيفة "الأخبار" إلى أن الملاحظة الأساسية لمن تابع جلسات الحوار الإستراتيجي المصري - الأمريكي، الذي انطلق بالقاهرة أول أمس الأحد بعد توقف دام خمس سنوات، هي أن المناخ العام الذي ساد أجواء الحوار كان إيجابيا وجادا ، من حيث الحرص البادي من الجانبين على بحث ومناقشة جميع الموضوعات والقضايا المهمة المتصلة بالعلاقات الثنائية بين البلدين، بأكبر قدر من المصارحة والشفافية. وقال إن ذلك واضحا بقدر لافت للانتباه من خلال الكلمات الافتتاحية، التي أدلى بها كل من وزير الخارجية المصري سامح شكري، ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري، قبل بداية الحوار، والتي أكدا فيها حرص الجانبين علي دعم وتقوية العلاقات بين بلديهما، انطلاقا من الاقتناع المتبادل بأهمية وضرورة هذه العلاقات، بالنسبة لكلا الدولتين. وأوضح أنه كان لافتا للمتابعين للمؤتمر الصحفي المشترك، الذي عقده الوزيران بعد المباحثات، أن هناك لهجة وتوجها أمريكيا أكثر تفهما لطبيعة الأوضاع في مصر بعد الثلاثين من يونيو، وهو ما يعكس تغيرا واضحا في الموقف الأمريكي عما كان عليه من قبل، وذلك بالرغم من تأخر الموقف الأمريكي عدة خطوات عن الموقف الأوروبي العام في هذا الخصوص، حيث أعلنت غالبية الدول الأوروبية وخاصة فرنسا وإيطاليا وإسبانيا عن تأييدها الكامل لمصر بعد الثلاثين من يونيو. وأوضح أن هناك من الدلائل والمؤشرات ما يكفي للتأكيد أن الولاياتالمتحدةالأمريكية، قد بدأت بالفعل في إعادة النظر في موقفها تجاه مصر، وأنها أخذت بالفعل في تعديل هذا الموقف. وأشار إلى تأكيد كيري على ذلك خلال قوله إن هناك دعما أمريكيا لمصر في حربها ضد الإرهاب، وأن هناك بالفعل رغبة حقيقية لتنمية التعاون الاستراتيجي مع مصر على كل المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية، كما أكد ذلك سامح شكري في قوله أن الحوار الإستراتيجي يؤسس لعلاقات جديدة بين الدولتين مبنية على الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة، وقائمة على ما ثبت بالفعل من أن مصر هي محور الارتكاز في المنطقة العربية والأفريقية ولا بديل عنها في ذلك. أما الكاتب صلاح منتصر فألقى الضوء في مقاله "مجرد رأي" فى صحيفة "الأهرام" على العبارات التي أصبحت تتكرر كثيرا فى سياق الأخبار المنشورة والمذاعة والتي تضر ولا تفيد، لكنها تمثل اتجاها يتزايد. وأشار إلى نموذج على ذلك ما نشرته الصحف مؤخرا عن اجتماع الرئيس السيسي مع مجلس الدفاع الوطنى بحضور كامل هيئة المجلس والذي لابد أن الرئيس استمع فيه من الحاضرين كل حسب موقعه إلى خطة تأمين احتفالات القناة والترابط والتنسيق بين أجهزة الأمن والإحتياجات المطلوبة فى مكان معين إلى غير ذلك مما لابد أن تتخذه أجهزة الأمن فى يوم يترصده الإرهاب، قائلا "ولكن بدلا من ذلك قرأنا أن الرئيس وجه في الاجتماع إلى الإلتزام بمعايير الدقة واليقظة الأمنية فى تنفيذ خطة تأمين الاحتفال الخاص بهذا الحدث التاريخى"، مما يجعلنا نسأل: هل لو لم يصدر الرئيس لهؤلاء المسئولين توجيهاته باليقظة، هل كانوا سيهملون فى مهامهم التى تفرضها عليهم مناصبهم". وأوضح أن الرئيس كما تدل عليه تصريحاته لا يعكس كلامه أنه يعقد اجتماعاته ليوجه ويأمر، وإنما ليستمع ويناقش ويطمئن إلى مسارات العمل والمشاكل التى يواجهها المسئول فيتدخل الرئيس بسلطاته لتسهيل حل هذه المشاكل كما حدث فى مشاكل الكهرباء وسد النهضة ومشروع المليون وحدة وغيرها. ورأى أن "ثقافة توجيهات الرئيس" هي من موروثات الحكم منذ أول عصر عبد الناصر ثم السادات ثم زادت كثيرا فى عصر مبارك حتى أصبحت نهجا يثير ولا يريح، مؤكدا أنه آن الأوان لتغيير هذا النهج، فلن ينتقص من قدر الرئيس أنه لم يصدر توجيها فى أي اجتماع، بل إنه شخصيا يعمل على أساس التوجيه الواجب الذى تحدده له مصلحة مصر. فيما ألقى الكاتب "جلال دويدار" الضوء في مقاله "خواطر" بصحيفة "الأخبار" على ما يزخر به التاريخ الإنساني علي مدى آلاف السنين من حقائق حول دور مصر الأساسي في إثراء الحياة الحضارية للبشرية الي أن تطورت الي ما هي عليه الآن بالتزامن مع العد التنازلي للافتتاح العظيم لازدواجية المرور في قناة السويس لصالح التجارة العالمية وتنمية مسيرتنا الاقتصادية والاجتماعية. وأكد أن هذه الحقيقة ليست كلام كتب وتاريخ فحسب وإنما هي حقيقة وواقع يعترف بهما العالم بما في ذلك أمريكا التي تقود مرحلة التقدم التي نعيشها حاليا ، حيث سجل هذا الاعتراف الفيلم التسجيلي لتاريخ التطور الحضاري الإنساني منذ بدأت الخليقة والذي يعرض في مركز "أبكت" في والت ديزني بمدينة اورلاندو الأمريكية ، ولقد كان اختيار مصر لإقامة القناة التي تربط البحرين المتوسط والاحمر فتحا هائلا لصالح دعم الروابط والعلاقات التجارية بين الدول لخدمة الصالح العالمي الذي هو صالح كل شعوب الدنيا، ولم يأت هذا الاختيار اعتباطا ولكنه جاء استثمارا لعبقرية موقعها الفريد الوسط للربط بين قارات العالم. وقال إن الإحصائيات تشير إلى أن التجارة العالمية قد تحصلت على مئات التريليونات من الدولارات عوائد استفادة من اختصار فترات مرور التجارة العالمية بين الشرق والغرب. وأوضح أن المؤكد أن هذه العوائد سوف تتزايد بشكل كبير مع ارتفاع أعداد السفن المارة وأحجامها من 50 سفينة إلى ما يقرب من مائة سفينة يوميا وفي وقت واحد ، مما يوفر ما يزيد على 10 ساعات من رحلة أي سفينة تستخدم هذا الممر. وأكد أن إتمام هذا الإنجار التاريخي يعد واحدا من الانتصارات الحضارية المصرية الرائعة التي امتلأ بها التاريخ الإنساني أنه شهادة لصالح روح التحدي التي تعد من عناصر جينات الشعب المصري والجاهزة للبروز إلى الوجود عندما يحين الوقت المناسب لاستدعائها. وأضاف أن هذا الشأن يحسب للرئيس عبدالفتاح السيسي الرافد الأساسي لثورة 30 يونيو التي حررت مصر من الفاشية الإخوانية الظلامية، وأنه كان وراء إنعاش هذه الروح عندما تبني مشروع قناة السويس الجديدة، وكان الشعب على قدر المسئولية في الاستجابة عندما لبى نداء توفير المليارات اللازمة لتمويل شق هذه القناة. وهنأ الكاتب مصر على هذا الانجاز التاريخي وقدم الشكر لكل السواعد العارقة والعقول النابهة التي شاركت في إنجاحه والهيئة الهندسية للقوات المسلحة ورجال هيئة قناة السويس ولكل الشركات المصرية التي عملت في المشروع، والرئيس عبدالفتاح السيسي الذي تبني تنفيذ هذا المشروع الجبار واضعا نصب عينيه الاستجابة لتطلعات وآمال الشعب المصري انطلاقا إلى آفاق الازدهار والتقدم. وفى صحيفة "الجمهورية" قال رئيس التحرير فهمي عنبة فى مقاله "على بركة الله" إن الشعب كله يريد أن يكون هناك على شاطئ القناة الجديدة. يحتفل مع العالم بالإنجاز الكبير للمصريين ، لأول مرة يسعي المواطنون لحضور حدث قومي. لا علاقة له بالفن أو الرياضة.. حيث إنه غالبا ما يكون التهافت علي مباريات كرة القدم. أو مشاهدة فيلم أو مسرحية. وأضاف أنه منذ أن تم الإعلان عن حفل افتتاح القناة الجديدة. الذي سيحضره 6 آلاف مدعو. بما فيهم الضيوف من أنحاء العالم. ويحلم كل مصري بأن يكون ضمن الحضور.. ولو علم الناس بوجود تذاكر تُباع. لوصل سعر التذكرة لأرقام فلكية من شدة الإقبال. سيكون هناك وفقاً للمقرر 50 شخصية من كل محافظة. حيث تم توزيع "كوتة" للمحافظات. لضمان تمثيل أبناء الوطن من بحري والصعيد.. من القناة وسيناء.. من بورسعيد لمطروح.. ومن القاهرة لأسوان.. علي أن تختار المحافظة جميع الفئات والطوائف من عمال وفلاحين وأعضاء نقابات ومثقفين وممثلين عن الشباب والمرأة. وأشار الى أنه سيتواجد أيضاً مجموعة ممن ساهموا في حفر القناة الجديدة كتعبير عن العرفان للعاملين في "كالمعمار" من حفر وتدبيش وقيادة لوادر. إلي "الصنايعية" من حدادين ونجارين وفنيي اللحام. وغيرهم من أصحاب الحرف والمهن.. حيث لن يقتصر الحضور علي المثقفين و"الأفندية" لنشاهد بالفعل صورة حقيقية لتحالف قوي الشعب العاملة، وهو ما افتقدناه لسنوات طويلة. وأكد أنه بعد 48 ساعة. سيكون العالم في الإسماعيلية. لن تتخلف دولة. وإن اختلفت مستويات المشاركة. فهناك ملوك ورؤساء دول وحكومات.. ووفود علي أعلي مستوي.. وهناك وزراء أو سفراء.. وسيكون معهم ممثلون عن طوائف وفئات الوطن.. يشاهدون إعجازاً بشرياً تحقق في 365 يوماً.. ويستمعون إلي حواديت عن عمال ومقاولين لم يروا للنوم طعما.. ويتناقلون حواديت قيادات من هيئة القناة والقوات المسلحة، ومحافظات الإسماعيلية وبورسعيد والسويس لم تأخذ يوما إجازة. ويتواجدون في مواقع العمل صباحاً ومساءً. الضباط وسط الجنود.. والمحافظون مع من يحفرون وسط الرمال والصخور.. إنها ملحمة شق شريان حيوي للتجارة الدولية بعقول وسواعد وإدارة وأموال مصرية.