ناقشت كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، اليوم السبت، رسالة دكتوراه بعنوان "تأويل فكر ابن تيمية لدى جماعات التطرف الديني في مصر - جماعة الجهاد نموذجًا"، مقدمة من الباحث هاني علي حسن حسين نسيرة، للحصول على درجة الدكتوراة من الكلية، وقررت لجنة المناقشة منح الباحث درجة الدكتوراة بمرتبة الشرف الأولى في الفلسفة الإسلامية. منح درجة الدكتوراه لباحث. وتعد الدراسة من أهم الأبحاث التي تناولت حلقات الوصل بين الماضوية والتيارات الإسلاموية الجديدة منذ انطلاقها في منتصف القرن الفائت وتحديدا في فترتى السبعينيات والثمانينيات إلى يومنا هذا. وحاول الباحث من خلال العمل الذي يقدمة الإجابة على تساؤلات بالتوازى مع تقديم رؤى وأفكار لسبر أغوار جملة من الإشكاليات التي ظلت على مدى عقود تحيط بالريبة والشك من قامة ابن تيمية من جهة وبين جماعات الإسلام السياسي والراديكالى التي تحاول أن توظف الرجل لخدمة أيديولوجيتها فتذهب به إلى فضاءات أكثر ظلامية عبر الوقوف على الحواف دون الغوص في عمق أفكاره وأطروحاته والتعامل معها بشكل بنائى وفق المنهج البنيوى الذي يتعامل مع النص وصاحب النص كبناء متكامل دون تجزئته أو قصقصته فيبدو متهالكا أو ناقصا أو تعتريه العلل. وناقش الباحث ثلاثية "الرأى، والفتوى والتاريخ "وانعكاساتهما على توظيف الجماعات الإسلامية لها، والأخطاء الكبيرة التي وقعت فيها الفخاخ التي تم تنصيبها لفكر ابن تيمية دون مراعاة السياق التاريخى لكل مواقف وأعمال الرجل.. انطلاقا من جماعة الجهاد المصرية والجماعة الإسلامية منطلقا إلى خارج المشهد الإسلاموى المصرى إلى السلفية الجهادية الأردنية وما تعانية المنطقة الآن من أشد الجماعات الإسلامة أصولية في تطرفها وتشددها "داعش". كما ناقش الباحث أزمة الخطاب الدينى في واقعنا العربى والإسلامى وسبل علاجه، وهو ما يستدعى الوقوف على هذه الأطروحة القيمة التي من شأنها أن تقدم جملة من الأفكار الحداثية في وقت يحتاج الكثير إلى مثل هذه الرؤى التنويرية. أشرف على الرسالة الدكتور محمد السيد الجليند، أستاذ بقسم الفلسفة الإسلامية بكلية دار علوم بجامعة القاهرة، وناقشها كلا من الدكتور حامد طاهر حسنين، أستاذ بقسم الفلسفة الإسلامية بكلية دار علوم جامعة القاهرة، والدكتور محمد عبد الله عفيفي، أستاذ بكلية دار العلوم جامعة الفيوم.