عجزت شركة جنوبالقاهرة على مدى الأربعة أشهر الماضية عن تحصيل نسبة الصادر من إيصالات فواتير الاستهلاك الشهري للمشتركين في 45 قطاع هم قوام الشركة في دائرة اختصاصها. كشف مصدر مسئول في شركة جنوبالقاهرة لتوزيع الكهرباء عن أن جميع قطاعات الشركة عجزت على مدى الأربعة أشهر الأخيرة عن تحصيل نسبة ما تصدره من إيصالات الاستهلاك الشهري لفواتير الكهرباء، وذلك نتيجة الفشل الذريع لقيادات القطاع التجاري والمالي في الشركة لإدارة منظومة التحصيل. وأضاف المصدر في تصريحات خاصة ل"البوابة" أن أسباب العجز تعود إلى ارتفاع أسعار الكهرباء وعجز العمالة في منظومة التحصيل وتدني الحافز للعمالة المكتبية المساعدة لمنظومة التحصيل. وأوضح أن جميع شركات توزيع الكهرباء على مستوى وزارة الكهرباء تصدر إيصالات فواتير الاستهلاك برقم صادر-وهو إجمالي عدد الإيصالات الصادرة من الشركة والتي يقابلها الوارد من التحصيل في هيئة أموال نقدية، وذلك يكون برقم معلوم شهريًا ويتابع بشكل دوري من الشركة القابضة لكهرباء مصر. وأشار إلى أن شركة جنوبالقاهرة لتوزيع الكهرباء تعاني من نقص شديد وعجز في الموارد المالية نتيجة فشل قيادات القطاع التجاري والمالي في إدارة منظومة التحصيل، علمًا بأن جميع شركات توزيع الكهرباء تعتمد اعتماد كلي على أموال التحصيل في توفير الخامات اللازمة لقطاعتها من مصروفات قطاع الإنتاج والمصروفات الخاصة بتوفير البترول ومشتقاته من الوقود والموارد الأخرى، بخلاف أجور العاملين. وعاد وكشف المصدر ل"البوابة" عن أن شركة جنوبالقاهرة لتوزيع الكهرباء تصدر إيصالات فواتير استهلاك شهرية بما يتخطى نصف مليار جنيه تقريبًا، وذلك في الفترة ما قبل أغسطس 2014، ووفقًا للمعتاد والقانوني تلتزم الشركة بسداد قيمة ما أصدرته من إيصالات بمبلغ نقدي، وهو الدور الذي يقوم به العاملين بالتحصيل، مضيفًا ولما كانت الشركة تعاني من أزمة عجز في عدد الكشافين والمحصلين وأزمة أخرى في القراءات الخاطئة نتيجة اللجوء إلى القراءات الدفترية، مما نتج عنه تضخم في قيمة مستحقات الشركة لدى المشتركين بمبالغ متراكمة شكك المشتركين في صحتها. وأضاف وهذا ما عرض جنوبالقاهرة للعجز عن تحصيل قيمة الصادر من إيصالات الاستهلاك الشهري، لذا لجأت الشركة إلى وسيلة جديدة لتفادي قيمة العجز في صادر الإيصالات وهى سحب الإيصالات الصادرة بما يتناسب مع مقدار ما تم تحصيله. وأكد أن جميع قطاعات شركة جنوبالقاهرة لتوزيع الكهرباء، لا تستطيع تحقيق النسبة النهائية مما تصدره من إيصالات نتيجة القراءات الخاطئة، مما يدفعها إلى سحب الإيصالات الصادرة، طارحًا مثال بفرع حلوان والذي يصدر إيصالات بقيمة ما يقرب من 19 مليون جنيه شهريًا، وفرع المعادي 33 مليون جنيه، وفرع الدقي 60 مليون جنيه، في الوقت الذي نسبه التحصيل لكل فرع لا تتعدى 60 % شهريًا، وعليه يتم سحب نسبة من من القيمة الإجمالية لصادر الايصالات لخفض نسبة العجز في التحصيل. ومن جانبه أكد شريف زهير مسئول برنامج مرصد الكهرباء وخدمات الكهرباء الذكية، على أن جهاز مرفق تنظيم الكهرباء وحماية المستهلك، تلقى العديد من الشكاوى بشأن القراءات الوهمية والشاذة في إيصالات فواتير استهلاك المشتركين. وأضاف "زهير" في تصريحات خاصة ل"البوابة"، أن أزمة القراءات الشاذة والتي نتجت عن العجز الشديد في عدد العاملين من الكشافين والمحصلين الذي تعاني منه جميع شركات توزيع الكهرباء ألقت بظلالها على الموراد المالية للشركات. وأشار مسئول "مرفق الكهرباء" أن الجهاز قام بدوره برصد العديد من حالات التقاعس عن العمل من قبل الكشافين، من حيث عدم تسجيل القراءات الصحيحة للمشتركين، أو الامتناع عن الذهاب إلى المنازل. وأكد "زهير" على أن جهاز مرفق الكهرباء سوف يعلن قريبًا عن "خدمة تسجيل قراءة عداد الكهرباء عن طريق المشترك"، والتي تتيح للمشتركين التحقق من قراءات العداد الخاص بهم عن طريق تسجيل رقم السداد الإليكتروني على موقع تطبيق خدمات الكهرباء الذكية EgyptERASeS.