قبل 4 سنوات.. وقع على مسامع الرجل العجوز كلمات، اهتزت لها، وجدانه وانهار على إثرها بدنه.. تلقى مجدي إسكندر نبأ استشهاد ابنه "مينا"، في ميدان التحرير، يوم "جمعة الغضب".. منذ ذلك التاريخ يجوب الشوارع والميادين والتجمعات، مطالبا بالقصاص لابنه. الإحساس بالظلم والتجاهل دفعه إلى مهاجمة حكومة هشام قنديل، رئيس الوزراء في ظل حكم الإخوان، على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الصحف، فقرر الإخوان حرمانه من المعاش: "ابني مات وأنا اتبهدلت".. شكوى يقولها باكيا فراق ابنه، ومذلة التجاهل التي تعرض لها وهو مسن. أمام محطة مترو الدقي يجلس "عم مجدي".. يبيع ماكينات الحلاقة: "بحاول استرزق لأني ساكن عند بنتي وبصرف على نفسي من بعد ماتنازلت عن شقتي لزوجة ابنى وابنها". وجه عم مجدي تعلوه علامات فقدان الأمل والشعور بالقهر: "ما ضاع حق وراءه مطالب".. لذا يواصل والد مينا المطالبة بحق ابنه الذي قتل في أحداث الثورة: "مش هسكت ولغاية لما أموت هطالب بحق ابنى ياحكومة". يغضبه كثيرا ظن الناس في أنه مختل عقليا أو مهاجمة الأمن له: "الشرطة ضربتني وكسرولي دراعي عشان يافطة كنت ماشي بيها عشان دم مينا". يوجه "مجدى" رسالة إلى الحكومة الحالية مطالبا بإعادة المعاش مرة أخرى، وأيضا حق ابنه الشهيد: "عايز ارتاح من البهدلة والذل في الشوارع كفاية كسرتي على ابنى اللي راح مني عشان البلد تنضف". من النسخة الورقية