"ماكنشي العشم" كلمة استوقفتني كثيرا قالها البدري فرغلي رئيس اتحاد المعاشات لغادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي.. كلمة تهز القلوب من رجل تجاوز السبعين عاما ومازال يحمل علي عاتقه عبئا كبيرا.. يحمل هموم أصحاب المعاشات الذين تجاهلتهم الدولة لسنوات طويلة عانوا فيها أشد أنواع الظلم والقهر وأوضاعا حياتية ومعيشية قاحلة. ولكن عندما جاءت ثورة يناير 2011 وانهار النظام المستبد الذي قام بالاستيلاء علي مدخراتهم من تحويشة العمر لدي الحكومة تجدد الأمل بأنهم سيحصلون علي حقوقهم الضائعة وبأنه قد حان الوقت لكي ينفضون من فوق أكتافهم تعب السنين ورماد الظلم فهم يطالبون بحقوق مشروعة وهي تطبيق الحد الأدني للأجور علي أصحاب المعاشات فمنهم من يحصل علي 140 جنيها و200 جنيه و500 جنيه. ثانيا الذين يزيد معاشهم علي 960 جنيها يصرف له علاوة 20% بالإضافة إلي تعديل المادة 165 من قانون التأمين الاجتماعي وقانون التأمينات وإلغاء القانون 130 لسنة 2009 الخاص بالمعاش المبكر لأنه يحرمهم من أبسط حقوقهم.. وقد كانوا يتمنون تحقيق هذه المطالب حتي يعيش صاحب المعاش وأبناؤه حياة كريمة بعيدة عن الجوع وذل السؤال. * ولكن بعد أن وعدتهم وزيرة التضامن الاجتماعي بدراسة كافة المطالب تراجعت عن كل الوعود وأخرجت لهم "لسانها" بعد أن ألقت مطالبهم في سلة المهملات مؤكدة أنه لم يحن الوقت لكي يستريح أصحاب المعاشات ولابد من استكمال بهدلتهم حتي دخول القبور.. وكأنهم يطالبونها بالاشتراك في النوادي الكبري أو حمامات السباحة وركوب الخيل. * يا وزيرة التضامن لقد زاد القهر والظلم علي أصحاب المعاشات الذين لهم عند الحكومة أكثر من 600 مليار جنيه من قيمة أموال التأمينات وفوائدها لدي الخزانة العامة تكفي لرفع مستوي معيشة أصحاب المعاشات الذين لا يزيد عددهم علي 4.5 مليون مواطن وذلك حتي يستطيعوا مواجهة ارتفاع الأسعار ولكن قلة الدخل من المعاش الشهري لا تتناسب مع شراء كيلو لحمة أو شراء أدوية للضغط والسكر الذي يصيب معظم أصحاب المعاشات. * يا سيادة الوزيرة لقد تعالت صرخاتهم في الوقفات الاحتجاجية منذ أربع سنوات وحتي الآن.. ألم تهتز لهم مشاعرك ألم تدمع عيناك وأنت تشاهدين كبار السن والعجائز يفترشون أرصفة مجلس الوزراء وميدان طلعت حرب في عز البرد وشدة الحر من أجل المطالبة بحقوقهم.. فلماذا هذا العناد مع أصحاب المظالم فحكومة بطرس غالي انتهت وغارت في داهية. * ان علامات الحزن والفقر والألم المرسومة علي وجوههم وجباههم تئن لها القلوب فقد أصبح منهم من يتكيء علي عكازين ومنهم غير مبصر ألم تسأليهم ولو لمرة واحدة من أين يعيشون ومن أين يتعالجون ويزوجون أبناءهم في ظل التضخم الجنوني للأسعار. * هل ستظل الدولة تتجاهل مشاكل أصحاب المعاشات وتضع يدها في الماء البارد حتي نتفاجأ بثورة لأصحاب المعاشات تتكاتف فيها معظم القوي وموظفي الدولة من أجل الدفاع عن حقوق أموال اليتامي والأرامل والعواجيز بعد أن أصبحت الوقفات الاحتجاجية ليس لها صدي لذلك لابد أن تتحرك الحكومة ووزارة التضامن الاجتماعي لتنفيذ المطالب المعقولة والتي يمكن من خلالها ارضاء أصحاب المعاشات.