مصر المحروسة التي كانت علي مر تاريخها، العذراء الفاتنة والصبية الساحرة ، الفخورة بفراعينها والموصوفة بنيلها لم تعد عذراء بعد ولم تبقي شابة أنها بكل حسرة وألم الفتاة الشمطاء والفاتنة العجوز جراء خيانتكم لها ونكوصكم لعهدها. أيها المنافقون المتسلقون أمثال عمر سليمان وعمرو موسي واحمد شفيق ومصطفي الفقي وبثينة كامل وكل من علي شاكلتكم ممن يجيدون فنون الدعارة السياسية وثقافة هز الوسط الآكلين السحت علي كل الموائد، أصحاب الضحكات الصفراء والضمائر الميتة انتم رواد عهد البوار والخسران لمصر وكان يجب أن تحاكمكم مصر علي مشاركتكم لنظام رخيص مهزوم خاسر جعل مصر الخالدة لقمة سائغة تتخطفها الطير لتهوي بها الريح إلي مكان سحيق نعيشه اليوم واقعا بائسا. اغتصبتم الصبية وذبحتم البنية أيها الأوغاد لتتجرع الضحية المذلة والركوع والعار حتي باتت حزينة مكتئبة غاضبة صريعة فعلكم الغادر الجبان وها هي تمد يدها للداني والقاصي علهم يجودون ويدفعون رغيف خبز أطفالها الذين قتلوا في معارككم الفاشلة الظالمة حتي كبروا وشاخوا قبل الأوان. أيامكم الخوالي السوداء ترونها بؤسا مسطرا علي وجوه ضحاياكم من البسطاء، ترونها لعنة مصحوبة بمستقبل الأطفال الأبرياء الذين يسكنون شوارع مزدحمة مخيفة وعشوائيات مكتظة قبيحة، أيامكم ترونها في الأجساد الهزيلة التي قتلتها الأمراض وفتكت بها العلل والأوبئة والأحقاد ترونها في الرؤوس المضللة المتضخمة بالجهل والعيون المملوءة باللوعة والحرمان ترونها هناك في الأسواق حيث الأيمان الكاذبة الغليظة والبضاعة الرديئة والتجارة الخاسرة ترونها في معاني الشرف والقيمة التي هبطت بورصتها وخسرت أسهمها وبارت تجارتها ترونها في مزلتنا وتبعيتنا وانبطاحنا وولاءنا لمن يدفع المزيد ويشتري الإرادة بالدولار. مصر التي كانت تكبر وتصلي تتعبد لخالقها تقوا وإيمانا مع كل دعوة أذان، وتنحني لتقبل أيادي الكبار أدبا واستحياء وتحنوا وتربت عل أكتاف الصغار رحمة وعطاء أصبحت علي أيديكم أيها المجرمون الأفاقون المنافقون عجوزا شمطاء لا تستطيع العطاء، مثخنة بالجراح والإشجان ومثقلة بالهموم والدموع والأحزان . أبناءها المصريون كانوا دائما الفخورون بأمومتها في كل منتدي والعشاق لترابها وأزقتها في كل مناسبة يلقون الاحترام والمحبة في اي ارض يحلون بها، عندما كانت مصر تنشر دفئها وتفتح أحضانها علي كل أبناءها وأشقاءها وعاشقيها. هي التي ازدانت بضيائها وثقافاتها كل الحضارات وتأثرت بحسنها وجمالها كل الامم والشعوب ، وكانت الملاذ الآمن والموطن الكريم لأنبياء الله وقدمت لربها ثلة من الأولياء والصالحين المؤمنين ورضي الله عنها حتي ذكرها عز وجل في توراته وإنجيله وقرآنه دونا عن غيرها. مصر التي كانت قبلة الباحثين في علوم الدين والدنيا علي أيدي علماء ورواد مصر في كل مشارب المعرفة وينابيع الفكر مستظلين بأزهرها الشريف وحجاجا لأضرحة أئمتها وصالونات الأدباء والشعراء، مصر أصبحت علي أيديكم أيها القوادين مقصد الباحثين عن الأجساد العارية والمتعة الحرام والفن المبتذل حتي أصبحنا وراء الحدود مثارا للمهانة والازدراء نتجرع الذل والهوان. إعلام مصر الذي كان يوجه الفدائيين ويشد علي أيدي المقاومين الأحرار عبر صوت العرب وغيرها والذي كرث فينا روح المقاومة علي كل من عصي واستكبر واغتصب وتجبر وحرم علينا روح الانبطاح والتبعية والاستسلام. وصحافة مصر التي كانت حتي الأمس القريب ذاخرة بتحليلات وأشعار ومقالات الكتاب والأدباء والمفكرين والشعراء أمثال عبد الرحمن شكري والعقاد وطه حسين واحمد شوقي وإبراهيم ناجي وأمل دنقل وتوفيق الحكيم وخالد محمد خالد ويوسف إدريس، أما صحافتكم اليوم لا تحمل إلا أخبار الداعرات وقصص الجنس وصور الإغراء. الفيلم المصري كانت له أيضا رسالة جعل منها العالم العربي يتكلم باللهجة المصرية ويردد الأمثال والحواديت المصرية ومعها يعشق مصر والمصريين، رسالته كانت تحكي حدوتة مصرية معبرة عن ترابها ودروبها وتاريخها وقرآنها لترقي بالإنسان ومبادئه وسلوكه وكان للفيلم المصري تواجده في المهرجانات العالمية وكانت له أدواره ورواده أمثال نجيب الريحاني وزينات صدقي وأمينة رزق وفاتن حمامة ويحي شاهين وعبد الوارث عسر وعبد المنعم مدبولي وسميرة احمد وغيرهم وغيرهم أما زمنكم الغادر الغابر فكلنا يري ما تعرضه لنا الشاشات من بذاءات وما تتناقله الفضائيات من دعارة وفجور وتدفع مصر فاتورة عبثكم أيها الأرذال.
مصر كانت تحتضن الموسيقي العربية والأغنية المصرية كان لها دورها في زمن الطرب الأصيل، كانت وقورة بعمالقتها أمثال ذكريا احمد وسيد درويش ورياض السنباطي والقصبجي ومحمد عبد الوهاب وأم كلثوم وفريد الأطرش وعبد المطلب ونجاة وشادية وفايزة احمد في زمن كانت الأغنية المصرية تخاطب القلب وترقي بالروح والوجدان لا تغازل الغرائز والشهوات وتدعو للهبوط والهزيان. لتعلموا أن لياليكم المظلمة الكئيبة قد ولت وزمنكم الكاذب الملعون قد انصرم وذهب، صفحات تاريخكم الأسود الغادر قد انطوت. لقد ذاقت مصر علي أياديكم الملطخة بدماء البسطاء الطيبين الذل والهوان وتجرعت البؤس والحرمان وشربت من كؤوس خيانتكم وعقوقكم عقودا طويلة جراء أعمالكم القبيحة المشينة. وهاأنتم تريدون المزيد، أليس فيكم قليلا من الدم وشيئا من الحياء, ألا تستحون أو تخجلون، ألا تعقلون وتدركون ان مصر لم تعد بحاجة إلي خدماتكم الباهتة الملوثة وأعمالكم الخسيسة الخبيثة ألا كفاكم التفافا وتسلقا علي جثث الضحايا الأحياء الميتين وصعودا علي أكتاف المعتلين المعاقين المعدمين.