علي عكس الذين هللوا وشجعوا وصفقوا للشاب أحمد الشحات يوم موقعة العلم .. فلم أكن متحمسا ولا موافقا علي ما حدث .. لم أر فيما حدث إلا لحظة تعبير عن انفعال وقتي لشاب مصري يكره إسرائيل مثل ملايين من شباب مصر الذين لم يهنأوا بحياة كريمة في بلدهم بسبب حربنا مع هذا العدو علي مدي 60 عاما علي الأقل وما زالت بلدنا حتي الآن تدفع ثمن تداعيات ثلاثة حروب كبري روي فيها الشباب المصري بدمائهم ترابنا المقدس .. ولم تفلح معاهدة كامب ديفيد في محو آثار الكراهية بسبب الاستفزازات الإسرائيلية المستمرة علي الحدود وضرب غزة وغزو لبنان وانبطاح النظام السابق امام العدو الصهيوني ومخططاته ومؤامراته . لم ينجح التطبيع مع إسرائيل علي المستوي الشعبي ولم تفلح محاولات الكاتب المتحول علي سالم في دفعنا لحب ديمقراطية إسرائيل فقد خرجنا من كامب ديفيد مغلولي اليد في بلادنا وكانت النتيجة ما حدث في سيناء من أعمال ارهابية في الايام الماضية .. باختصار لم نر يوما حلوا منها وانما كانت المرارة شعارا دائما في التعامل معها .. رغم كل هذا فلم أقف في صف من تحمسوا للشحات ولا غيره لان ما حدث لم يكن في صالح مصر العظيمة التي تحترم التزاماتها والأعراف الدولية ومرت الحكاية بخير وسلام واستغربت وقتها من زميلنا العزيز الدكتور عزازي محافظ الشرقية (أول صحفي يعين محافظا في مصر) فقد أهدي الشاب شقة ووظيفة واستقبله الدكتور عصام شرف أيضا.. فماذا كنتم تتوقعون بعد ذلك ؟!. من المؤكد ان كل شاب في مصر أراد أن ينال نفس الشرف عله يحصل علي وظيفة وشقة وعشرات الالاف منهم بلا وظيفة ويحلمون بمسكن حتي لو كان غرفة بمنافعها ناهيكم عن الخناقة التي نشبت بعدها بين الشحات وشاب أخر اسمه مصطفي كامل علي إنزال علم إسرائيل ولم تنته حتي الان وإنما خمدت نارها بسبب أحداث يوم الجمعة 9 سبتمبر ! كانت النتيجة المباشرة أيضا للجدار العازل الذي نفذته احدي شركات المقاولات امام السفارة سببا رئيسيا في اندلاع أحداث الجمعة ولكن كان يكفي هدم الجدار وفي هذا انتصار لإرادة المصريين أما ان تتصاعد الأحداث إلي اقتحام مقر السفارة فقد حدث ما كنا نخشاه .. تحولت إسرائيل إلي مجني عليها واتهمنا بعدم القدرة علي حماية السفارات والمقرات الأجنبية في مصر وكأننا أصبحنا مثل الصومال .. أنا لا يهمني السفارة .. ملعون أبو السفارة .. المهم سمعة مصر العظيمة التي شهد العالم كله لثورتها العظيمة ولن نذهب بعيدا فهناك الاف العيون الغادرة تتربص بثورتنا في الداخل والخارج .. نعرف ذلك جيدا وهي في انتظار الانقضاض علينا .. يريدون العودة بنا للعهد الفاسد وفلول مبارك وبلطجية العادلي جاهزون للتنفيذ .. يريدون أن يثبتوا للبسطاء أن الثورة هي السبب فيما يحدث في مصر الآن من بلطجة وانفلات وأخشي أن ينجحوا فيما عزموا عليه من أكاذيب .. اقتحام السفارة والقاء بعض أوراقها من أعلي ليست بطولة .. هي لحظة أنفعال مطلوب الا تخرج عن حدودها مثلها في ذلك مثل لحظة الانفعال الاخري التي تم فيها محاولة اقتحام مديرية أمن الجيزة ومحاولات حرقها ! ارجو ان نقرأ جيدا ما يحدث في الشارع المصري الآن .. فالنظام السابق لم ينته بعد ورجاله يملكون أموالا كثيرة من النهب المنظم لثروات مصر مستعدون لتوزيعها مقابل إفشال الثورة .. مقابل انقلاب مضاد يعيدنا إلي الوراء .. مقابل إفشال محاكمة مبارك ونجليه ورموز عهده! أليس فينا رجل رشيد يسأل نفسه سؤالا عفويا لينير عقولنا ويخرجنا من النفق المظلم الذي نسير فيه .. إذا كانت الشرطة قد انسحبت من امام المتظاهرين يوم الجمعة واختفت من ميدان نهضة مصر المواجه لحديقة الحيوان وكذلك الجيش الملتزم بعدم اطلاق الرصاص علي المصريين فمن هو الذي أطلق الرصاص الحي وقتل ثلاثة أشخاص ؟! وهل هؤلاء الذين كانوا يشتبكون مع الشرطة ومناظرهم القبيحة وكلنا شاهدناهم علي شاشات التليفزيون من الثوار .. ومن أحضر هؤلاء الصبية الصغار في المظاهرات يحملون المولوتوف والعصي .. مستحيل أن يكون هؤلاء يعرفون أصلا أن هناك ثورة في مصر .