كتبت ديلي تلغراف بافتتاحيتها أن اعتراف الغرب بالمجلس الانتقالي الليبي يبدو بداية لنهج حاول الناتو يائسا تفاديه ألا وهو تقسيم البلد. وقالت الصحيفة إن قرار حكومة بريطانيا للاعتراف بالانتقالي بأنه السلطة الحكومية الوحيدة لليبيا له أهمية رمزية كبيرة، وإن كانت محدودة عمليا. فهو يعقب القرار الذي أصدرته مجموعة الاتصال الليبية التي التقت في إسطنبول قبل أسبوعين لقبول الثوار بأنهم السلطة الحاكمة الشرعية بليبيا. وقد سارت على نفس النهج الآن ثلاثون دولة بما فيها الولاياتالمتحدة وفرنسا. وعمليا، القرار يعني طرد ما تبقى من البعثة الدبلوماسية التابعة لنظام القذافي من لندن، ونقل مبنى السفارة الليبية هناك، ونحو 150 مليون دولار من الأصول المجمدة إلى المجلس الانتقالي. وأشارت الصحيفة إلى ما قاله وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بأن هذا الأمر سيمكن أيضا لندن وحلفاءها من تقديم مساعدة عملية أكبر للانتقالي على أرض الواقع. لكن الرمزية الضمنية للإجراء هي أهم ما في الأمر. لكن يجادل البعض بأن الحملة الجوية للناتو باتت تراوح مكانها. ففي حين أن هدفها الأساسي -وهو منع مذبحة في بنغازي- قد تحقق بفترة وجيزة، إلا أنه كانت هناك حالة من الجمود العسكري منذ الأسبوع الثالث من أبريل/ نيسان. تعليق القتال وما زالت قوات الثوار غير قادرة على إحراز تقدم، والناتو عاجز عن إزاحة القذافي. ومع اقتراب شهر رمضان سيُعلق القتال لمدة شهر، ويبدو أن المأزق سيمتد إلى الخريف وما بعده. وبالاعتراف بالانتقالي الوطني بأنه السلطة الدبلوماسية الشرعية، يقدم حلفاء الناتو إعلانا واضحا بأن الثوار سيكون لهم دور مستمر في ليبيا في المستقبل. ولكن مع بقاء نظام القذافي مهيمنا بقوة على غرب البلاد وخاصة طرابلس، يبدو من المرجح بشكل متزايد أيضا أن هيمنة العقيد وعشيرته ستكون كذلك. وقالت الصحيفة إن اقتراح هيغ الاثنين الماضي بأنه ليس هناك داع لأن يغادر القذافي ليبيا، بل فقط تخليه عن السلطة، يعتبر خطوة هامة بهذا الاتجاه. فهو يفسح المجال للقذافي لتسليم زمام الأمر إلى خليفة من اختياره، وفي اعتباره أنه سيتمكن من إيجاد ملاذ آمن في موطنه. وقد اضطر رئيس الوزراء ديفد كاميرون، صاحب فكرة التدخل، لتكريس كم هائل من وقته وطاقته لحملة عسكرية مبالغ فيها. وعلم من التكلفة التي دفعها ما حذرت منه الصحيفة منذ البداية بأن القوة الجوية وحدها، حتى وإن كانت مدعومة بأقوى تحالف عسكري بالتاريخ، قد لا تكون كافية لإزاحة طاغية مثل القذافي. وختمت الصحيفة بأن مجموعة الاتصال ستضطر لبدء مراجعة إستراتيجيتها الطويلة الأجل وقد لا يكون أمامها خيار سوى البدء بوضع خطط للتعامل مع ليبيا مقسمة.