يحسب للإعلامية لميس الحديدي حضورها الطاغي على الساحة الإعلامية وتميزها في الحوارات التي تجريها، سواء كانت وفق أجندة خاصة لها أو للقناة التي تعمل بها- أيا كانت تلك القناة- أو وفق هوى في نفسها أو وفق بغض للأخر المتمثل في الصوت الإسلامي مثلا .. فتستعدي عليه كل طرف مناوئ ومخالف كما هي عادة بعض الإعلاميين الكارهين لكل صوت إسلامي إعلامي وتتفق مع " فلوليتها " أو تختلف في هذا ، إلا أنها سجلت حضورا إعلاميا كما سجل من يحسبون على "الفلوليين" هذا الحضور ودافعوا ونفاحوا عن قضاياهم، وإن كانت صادمة للمشاهد أو مخالفة للعرف العام أو التقاليد العامة أو "العيب والاختشا" .. ولمن لا يعلم فقد قدمت برنامج «فيش وتشبيه». وقامت بعمل برنامج في 2010 «من قلب مصر» على شبكة النيل الفضائية. وقدمت برنامج «هنا العاصمة» على قناة CBC .. وقد نجحت في عمل الحوارات والبرامج ونجحت في إدارته إعلاميا، وإن كان طفل أولى ابتدائي متأكد أنها "مسيسية" و"مبرمجة" ومجدولة وفق الأجندة إياها . لا أنسى حوارها مع البابا شنودة السابق حوارا قبل قيام ثورة 25 يناير بثلاثة أيام ومنع من إذاعته حتى قامت الثورة وتغيرت الأحوال وسمح لإذاعة الحوار وقال فيه البابا شنودة كلاما للرئاسة كلاما قويا وقد يكون موجعا ، وهذا الذي جعل القيادة ساعتها تحجب الحوار عن الناس.. ولا تسألني لم اختارت لميس البابا بالذات لعمل هذا الحوار، ثم أيضا لم اختار زوجها الإعلامي عمرو أديب أيضا أن يعمل حوارا مطولا مع البابا شنودة، وهل تم هذا باتفاق بينهما أم أن المصلحة كانت تقتضي ذلك أم الأجندة التي يعمل بها هو وتعمل بها هي كانت تملي عليهما أن يقوما بمثل هذا العمل.. وقد تلتمس العذر للميس في حوارها السابق مع البابا شنودة -أقول قد- وتلمس العذر للقيادة التي منعت إذاعته في ظل وجودها بالقصر الرئاسي لتجريح البابا لها ونقده الشديد يومها لها وهو يتساءل: وكيف سيتعاملون مع الشباب الذين أعلنوا النزول للميدان والقيام بالثورة؟؟ غير أن لميس – وللحق يقال- تميزت بهذا الحوار الأول مع البابا الجديد "تواضروس" إثر تنصيبه، واستطاعت أن تفوز أيضا منه بحوار طويل وشائق وقل أيضا " شائك" تناول المسألة القبطية والنسبة وبعض القضايا الخاصة بهم ولعل أخطر ما قاله البابا الجديد كان حول ملف طلاق الأقباط ولائحة 48 بقوله: إن كل شيء قابل للدراسة وإعادة النظر وأنه يجب الوصول لحلول تريح الناس لكن كله حسب الإنجيل وبعدم كسر أي من قواعد السيد المسيح، وعن لائحة 38 فقد وصفها بأنها لائحة علمانية ويمكن إعادة مناقشتها." أما "الكسفة" التي منيت بها لميس الحديدي فكانت في طرح سؤالها : ما رأي قداستكم في الخلاف الدائر بين السلفيين ومطرانية شبرا الخيمة على الأرض المقام عليها المطرانية؟ وكان رد الرجل دبلوماسيا جدا فقال لها: "هذا خلاف يحله القانون ولابد من تنفيذ القانون على أي طرف أيًا كان." ومن الواضح أن إجابته الدبلوماسية لم تلقى هوى في نفسها فقالت: أعيد على حضرتك السؤال بشكل تانى تنامي الإسلام السياسي في مصر لا يقلقك؟ والرجل كان أذكى منها على الأقل في الرد الديبلوماسي وهو في أول حوار له بعد المنصب الجديد فقال لها: "أنظر للمستقبل بتفاؤل شديد". وبدأت السيدة لميس تستشعر الحرج منه فقالت له:" التطرف من الجانبين غير مقبول إذن هل ستواجه تطرف بعض القنوات المسيحية"؟ وأجابها الرجل بما كسفها مرة ثالثة:" كل ما لي عليه سلطان سأستخدم سلطتي لمواجهته." قالت له سؤال كده:" بما معناه مين السبب في التوتر اللي بيحصل ساعات في مصر بين المسلمين والمسيحيين"؟ وكان رده عليها أذكى من سؤالها الصريح فقال لها" الميديا". ولما غلب حمارها في الايقاع بقداسته في شراك الأسئلة الإعلامية المستفزة، قالت له:" يعني إحنا السبب كده دايما".. وهي مبتسمة ولما قالت كلمتها الخجلي بعد عدة " كسفات" متتاليات لم تنجح فيها لجر رجل الرجل لما تريده فقالت على استحياء:"احنا قداستك مش بنخلق واقع إنما بننقله"..فقال لها في كسفة أخيرة :" لكنكم تبحثون عن الإثارة وتنقلونها بطريقتكم".. وصدق الرجل والله في هذه، وقد حييت فيه ذكاءه وقوة حضوره ونباهته في أن يفوت عليها الفرصة تلو الفرصة. لو كنت مكان لميس لاعتزلت الإعلام بعد" الكسفات" المتتاليات لأنها لم تستطع أن تنصر ذكاء ومكر الأنثى على الرجل وما أدارك ما الرجل وهو من هو وهذا أول حوار له والناس "مفنجلة عيونها" عليه و"فاركة أذانها" لتسمعه ماذا سيقول وكيف يقول وما وجهة نظره للقضايا المطروحة سيما والرجل لم يكن مشهورا إعلاميا من قبل؟!
◄عذب الكلام: حكّمْ سيُوفَكَ في رقابِ العُذَّل // وإذا نزلتْ بدار ذلَّ فارحل وإذا بُليتَ بظالمٍ كُنْ ظالماً // وإذا لقيت ذوي الجهالة ِ فاجهل لا تسقيني ماءَ الحياة ِ بذلة ٍ// بل فاسقني بالعزَّ كاس الحنظل ماءُ الحياة ِ بذلة ٍ كجهنم // وجهنم بالعزَّ أطيبُ منزل ( عنترة بن شداد)