قضيت ما يزيد عن عشر سنوات باحثا فى مقارنة الأديان لا سيما عقائد اليهود والمسيحيين..فدرست كتبهم ومخطوطاتهم..فرقهم وطوائفهم..اختلافاتهم واتفاقاتهم..عبرانيين وسامريين..كاثوليك وأرثوذكس..أرمن وموارنة..إنجيليين وسريان.. سبتيين وشهود يهوه. حاورت الكثير منهم وتعرفت عليهم عن قرب سواء من خلال المقابلات المباشرة وجها لوجه أو من خلال برامج الحوارت والشات على الشبكة العنكبوتية..ووجدت أن أكثر المسيحيين حقدا على الإسلام هم الأرثوذكس فى مصر والأشوريين فى العراق. لا أعرف لماذا يكن هؤلاء الأرثوذكس كل هذا الحقد للمسلمين مع أن الكاثوليك والإنجيليين والأرمن فى مصر لا يوجد لديهم كل هذه العقد النفسية والعقائدية تجاه الإسلام. قالوا أن اندماج مصر والسعودية وتصدير الفكر الوهابى من السعودية إلى مصر بعد الانفتاح الساداتى هو السبب ..وان بلاد الحجاز هى وراء كل المصائب التى تحدث بين المسلمين والأقباط (مع اعتراضي على أن كلمة قبطى تخص المسيحيين وحدهم فكل مسلم هو قبطى أيضا ). كما زعموا أن العلاقة بين المسلمين والأقباط قبل الأربعين عام الماضية لم يشوبها شئ ليؤكدوا أن السبب هو استيراد فكر غير مصرى افسد العلاقة بين شركاء الوطن. لكن حقيقة هذا غير صحيح فالعلاقة المتوترة كانت قبل أن يحدث اندماج واستيراد لشيوخ السعودية على حد زعمهم..فحينما تبحث فى التاريخ تجد أن العلاقات بين المسلمين والمسيحيين كانت متوترة أيضا بشكل كبير..ولعل القصيدة التى نشرها الشاعر بديع خيرى فى 7 فبراير عام 1925 توضح ذلك. فخيرى نشر قصيدة بعنوان تعلب بتنجانى تقول:- مرقس ومحمود شافوا سنين سود يارب ما تعود سيرتها لودانى إسلام وأقباط خشوا كتير باط وعزولنا سلباط تعلب بدتنجانى شاف الخلاف زاد والحال فرى باد قال رحتى يا بلاد انسنى يا سنانى إذن فالمزاعم التى تقول بان الخلافات والطائفية هى صناعة حديثة صدرتها لنا بلاد النفط هو كلام عار تماما عن الصحة..فالخلافات قديمة قدم الأديان والمشاكل المتفاقمة بين عنصرى الوطن ليست مستحدثة أو جديدة. وهذا من سنن الدنيا والشعوب..فالأقليات فى كل العالم بعيدا عن الإسلام والمسيحية ترى أنها مضطهدة حتى لو كانت اسعد حالا من الأغلبية..فالخلافات بين الأقليات دوما والأغلبية قد تحدث أيضا بسبب العرق والجنس وليس الدين فقط..فأمريكا كانت ولازالت تعانى من عنصرية البيض والسود بالرغم من الانتماء لدين واحد وطائفة واحدة..لدرجة ان الأمريكان الذين لم يصوتوا لاوباما كان بسبب بشرته السوداء وأصوله الكينية الإفريقية. كما حدث الأمر أيضا فى جنوب إفريقيا بين البيض والسود..وبين الأكراد فى سوريا وتركيا والعراق مع أنهم ينتمون لأهل السنة نفس معتقد الأغلبية فى هذه البلاد. فالدين ليس وحده هو السبب فى الخلاف بين أبناء الشعب الواحد والأمثلة والنماذج فى العالم تثبت هذا الكلام وتؤكده. لكن فى مصر يقف الأرثوذكس أمام المسلمين وكان بينهم ثار عمره 1400 عام هى عمر الفتح الإسلامي لمصر..والذى أكد أباء الكنيسة فى وقت الفتح وعلى رأسهم الأب بنيامين الذى اعدم الرومان أخيه وقاموا بخلع أسنانه وعذبوه قبل قتله..بان عمرو ابن العاص كان حاكما عادلا لم يجبر احد على الإسلام بل امن الأقباط بعد خوف وحفظ حياتهم بعد تنكيل الرومان بهم. لست هنا فى حصة عن كيفية انتشار الإسلام أو كيف فتح ابن العاص مصر رضى الله عنه..لكنى أؤكد على أن الإسلام لم يجبر احد على الدخول فيه..ولو كان اجبر أحدا..لما كان فى مصر ملايين الأقباط الآن..ولعل اسبانيا حينما سقطت وضاعت من المسلمين وقام المسيحيون بقيادة الملكين فرديناند وإيزابللا بعمل محاكم التفتيش التى قتلت وعذبت وهتكت الأعراض والحرمات..استطاعوا بالفعل القضاء على وجود المسلمين هناك. يبقى التاريخ شاهدا على ما قلته وتبقى طائفة الأرثوذكس المصرية أو الأرثوذكس الشرقيين محتفظة بعقدها وحقدها على المسلمين. لا استطيع بالطبع أن أعمم وأقول أن هذه قاعدة بان كل الأرثوذكس حاقدين ومعقدين..فقد عاملت مسيحيون كثر غاية فى العقل والاحترام والرقى والأدب. لكن كل من ارتبط بدائرة التطرف الكنسى أصبح متطرفا حاقدا سبابا شتاما للرسول وللإسلام..فحينما رأيت الفيلم المسئ للإسلام..لم أتعجب كثيرا ولم اندهش..فقد اعتدت على هذه السفالة والقذارة وخصوصا ممن يطلق عليهم أقباط المهجر. فأقباط المهجر هم خلاصة التدنى والسفالة والقذارة الإنسانية..لا دين لهم..الدولار قبلتهم..والموساد وإسرائيل محركهم..وكره مصر والمسلمين هو ما اتفقوا عليه. لا أقول هذا الكلام بغير دليل أو أطلق قلمى لخطاب مرسل..بل عرفته من أقباط المهجر أنفسهم حينما كانوا يفضحون بعضهم البعض على الشبكة العنكبوتية بعد اختلافاتهم على الأدوار التى يؤدوها وعلى الأموال التى ينهبونها من المساكين تحت اسم الدولة القبطية وتدويل قضية الأقباط المعذبون فى مصر. فقد اعتاد رؤوس الفتن من أقباط المهجر على تأجيج مشاعر الأقباط حتى يجمعوا أموالهم ويحبلون حساباتهم بأموال غير شرعية..فهذه قناة يمولها يهودى يقودها قس داعر يدعى زكريا بطرس يسب فيها الإسلام والرسول بأشنع الألفاظ دون مراعاة لحرمة الإنسانية..وهذه منظمة قبطية تنتج مسلسل قديما صوتيا أسموه رسول الغرام يجمعون عليه أموالا طائلة..وهذه مطبوعات تنصيرية يوزعها متطرفون تابعين لمتياس نصر وفيلوباتير جميل فى معرض الكتاب وغيرها..وهذه مجلة بذيئة تدعى الكتيبة الطيبية تسب الإسلام والرسول وتصور أن قبطيا على الأقل يذبح يوميا فى مصر فضلا عن حريق يشتعل بمنازل الأقباط أسبوعيا مع تحطيم الكنائس المستمر وخطب المسيحيات الدءوب والشرطة المتواطئة مع المسلمين..وهذا المايكل منير يتقدم بمذكرة لأحد نواب الكونجرس المحسوب على اللوبى اليهودى تحت اسم الاضطهاد القبطى ويطالب بحماية الأقباط دوليا..وهذا الأب مرقص عزيز يترك مصر بعدما يتم كشفه بأنه الأب يوتا الذى يكتب باسم مستعار ويسب الرسول ويرحل لأمريكا ليجعل منها مرتعا ليهاجم الإسلام(الأنبا بولا من فضحه وكشف إجرامه)..وهؤلاء يفتحون غرفا للشات على برنامج البالتوك يسبون الإسلام ليل نهار ويجمعون أموالا تحت زعم أنهم يفضحون الإسلام. كل هذا وغيره الكثير جعل سباب الإسلام ورسوله سبوبة يسترزق منها هؤلاء المجرمون..وكلما كان العمل مثيرا وشيقا كلما جمعوا أموالا كثيرة لا طائل لها تتجاوز الملايين. ليس مستغرب على هؤلاء أن يسبون الرسول الكريم وهم الذين يحتفلون كل عام بنكبة 48 ودخول اليهود فلسطين وقتل أهلها وتشريدهم ويجعلون الموساد قبلتهم..وليس مستغربا على من يطلبون من الأمريكان احتلال مصر أن يسبون دين امة كاملة. إذا بحثت عن أسماء هؤلاء الذين اشتركوا فى عمل هذا الفيلم على الشبكة العنكبوتية..ستجد لهم فضائح أخلاقية وجنسية وتسجيلات صوتية فاضحة واتهامات بالعمالة لإسرائيل وأمريكا ولمن يدفع اكتر. هؤلاء هم أقباط المهجر الذين سبوا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم..فماذا تنتظرون منهمّ؟! [email protected]