لا تقتلوا "مبارك" عسى أن ينفعنا أو نتخذه شاهدا على بعض ما خفى من أسرار،فالأنباء التى تواردت على لسان الأستاذ "فريد الديب" كبير محامي الرئيس المخلوع والمحكوم عليه بالمؤبد "حسنى مبارك" أن "مبارك" يتهم السلطات المصرية بالرغبة فى قتله لا يجب أن تمر دون الوقوف عليها،هذه الأنباء لا بد وأن نضع لها عدة احتمالات،ستكون محاولة التخلص منه عبر السلطات المصرية هو الاحتمال الأخير،وإذا وضعنا احتمالا أوليا وهو أن الرئيس السابق "حسنى مبارك" لم يكن يتخيل أو يتصور أنه سيتم إيداعه فى سجن "طرة" وتصور أن وجوده فى المركز الطبى كان تمهيدا للحكم عليه بالبراءة،وبالتالى يريد محاميه أن يصرح بتصريحات تهدف إلى مقدمات لمحاولة إيجاد مبرر قوى للعفو الصحى عن الرئيس المحبوس "حسنى مبارك" والإحتمال الثانى هو أن "مبارك" الذى بلغ من الكبر عتيا،وقد بلغ أرذله يريد أن يستعطف السلطات المصرية لعودته على الأقل للمركز الطبى لينعم بما تبقى من حياته،وأصدقكم القول لو كان الأمر بيدى لاعتبرت ما حدث لمبارك هو أقصى عقاب يمكن أن يتلقاه عزيز قوم،وكنت سأفرج عنه فورا،لأن فلسفة العقاب فى الدنيا هو العبرة المعنوية للظالم ولمن يأنى خلفه،وبقراءة ثاقبة لما حدث للرئيس "مبارك" منذ سقوطه من على عرش مصر فى الحادى عشر من فبراير 2011 وحتى اتهامه السلطات المصرية بقتله لهو أكبر عقاب لحاكم كان يتصور أنه تملّك مصر،وكأنه ينافس "فرعون" مصر حينما تبجح على المصريين وقال: "أليس لى ملك مصر،وهذه الأنهار تجرى من تحتى أفلا تبصرون"؟؟ هذا هو منطق الفراعنة حينما لا يجدون من يتصدى لهم،فضلا عن أن الحكم الذى صدر ضد "مبارك" يستدعى التأمل ففى الوقت الذى تصور فيه الكثير من المراقبين السياسيين أن أحكاما مغلظة ستنال من كانوا فى قفص الاتهام سوى "مبارك" الذى ربما يأخذ البراءة جاءت الأحكام على غير هذا النحو،وهنا لا بد أن أقول أن هذا حكم الله على فرعون ووزير داخليته "هامان" ليكون لمن خلفه آية ليتحقق وعد الله فى الظالمين ليس إلا..لكن سيظل الاحتمال الثالث والأخير فى الإجابة عن سؤال الموضوع أعلاه وهو : لماذا يتهم الرئيس المحبوس "حسنى مبارك" السلطات المصرية بالرغبة فى قتله؟،والإجابة هنا بسؤال وهو: هل تورط الرئيس المحبوس "حسنى مبارك" فى عمل مشابه بمعنى أنه قام بقتل أحد لا سيما وأن أنباء تواردت عقب تنحيه أنه كان شريكا فى اغتيال الرئيس المصرى الراحل "أنور السادات"،أو هل تورط :مبارك" فى قتل أحد خصومه السياسيين بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وهو يخشى أن ما فعله مع الآخرين سوف يتم فعله معه على غرار نظرية "كما تدين تدان" هذا الهاجس الذى يدور فى رأس "حسنى مبارك" ليس بغريب فرجال الحكم فى العالم كله لهم خصوم فى كل مكان وغالبا ما يأتى المحظور من المقربين للحاكم ،وهذا يرجع إلى ما يحمله كل منهم من الأسرار والأسرار المضادة فهذه طبيعة الحكم فى ظل عدم وجود شفافية،وأنا كمواطن مصرى كنت سجين طرة الذى يسكنه الآن رموز النظام السابق الذين على رأسهم "مبارك" لا أقبل أن يتم تصفية واحدا منهم طالما أنه صدر حكما بحبسه،وعلى الجميع أن يحترم آدمية الإنسان حتى لو كان هؤلاء أهدروا آدمية المصريين فإن تصرفا ساذجا يودى بحياة مواطن فى السجن إنما يؤكد شريعة الغاب،وعلى النائب العام المصرى أن يتقصى حقيقة اتهامات "حسنى مبارك" للسلطات المصرية بقتله،ويحقق فى تصريحات محاميه "فريد الديب" فإن كانت تصريحات الهدف منها إخراج مبارك من السجن فيجب محاسبة مروج تلك الشائعات،وإن كانت حقيقية فعلى النائب العام أن يفتح تحقيقا مع الرئيس المحبوس لمعرفة ما هية السلطات التى تريد قتله فربما لديه أسرار ويخشى على نفسه لا سيما وأن معه فى نفس المكان رموزا من حكومته ما زالوا تحت التحقيق فضلا عن ارتباطهم ببعض الرموز خارج الأسوار الأمر الذى بالفعل يهدد حياة السجين "حسنى مبارك" لا شك أن جهات عديدة تخشى من أسرار "مبارك" داخليا وخارجيا،وتلك الأسرار إذا خرجت فربما تكون بمثابة القنبلة شديدة الانفجار لذلك يجب الحفاظ على حياة الرئيس المحبوس "حسنى مبارك" الذى أصبح الآن خارج نطاق لعبة الحكم وليس لديه ما يخاف منه أوعليه لذلك ستكون ضربته قاضية ومرعبة لا لشئ إلا لأنه سيتبع سياسة الأرض المحروقة،أو ماشابهها اعطوه الفرصة ليكتب مذكراته السرية والعلنية فربما تستفيد منها مصر لتجنب الأخطاء القاتلة التى وقع فيها هو أو التى أوقع نفسه فيها فلا تتعجلوا قتله،ولكل أجل كتاب. أبوالمعالى فائق الأمين العام المساعد لحزب العمل،وأمين الحزب بالغربية [email protected]