دعونا نفكر بمنطق الحيادية والعقل ونرى الأسباب الحقيقية وراء وصول الفريق أحمد شفيق آخر رئيس للوزراء فى نظام مبارك للإعادة مع الدكتور محمد مرسى مرشح حزب الحرية والعدالة وجماعة الاخوان المسلمين . ليس من الغريب تماما وصول الدكتور مرسى رغم انطلاق حملته قبل الانتخابات بشهر فقط على عكس باقى المرشحين وذلك لمعرفتنا الكاملة بقدرة الاخوان التنظيمية وخبرتهم الكبيرة بالانتخابات وقدرتهم على الحشد ونشاطهم الواسع . لكن الغريب والمفزع هو وصول الفريق شفيق مع أننا لم نرى نشاطا يذكر لحملته ولم نسمع بحب الناس أو اقبالهم على التصويت له وكذلك كل الاستطلاعات كان تؤكد أنه فى ذيل المرشحين . ولكن عندما نجد هذه النتيجة فعلينا المزيد من التفكير والتحليل لما وصلنا اليه ، وأعتقد أن ما حدث كان لهذه الأسباب : أولاً : الثورة على الاخوان الأخيرة وعلى الاسلاميين عموما والتى تظهرهم بشكل سئ جدا وهو ما جعل البسطاء يساوون بينهم وبين أى خائن أو مجرم وليس على أنه اختلاف فى السياسة والمواقف الثورية . ثانياً : لم يتوحد أى تيار على مرشح سواء التيار الاسلامى أو الليبرالى فتفتت أصواتهم . ثالثاً : لم يكن الاعلام يظهرأحمد شفيق على أنه فلول أو ثورى ولكنه التزم الحياديه التامه معه على عكس ما فعله مع باقى المرشحين والقوى الثورية والأحزاب . رابعاً : الضغط على الموظفين البسطاء فى القطاعات الحكومية لانتخاب شفيق وشبهة البطاقات الانتخابية للعسكريين . خامساً : الاعلام بلا استثناء ومعظم الثوريين وقت الثورة كانوا يطالبون مبارك بتعيين شفيق رئيسا للوزراء ظنا منهم أنه لن يفعلها لأن شفيق صفحته بيضاء على حد معرفتهم به وقتها وبالتالى كانوا يرسمون شفيق للرأى العام على أنه محترم وترسخ ذلك الانطباع فى قلوب الناس ولكن مبارك أثبت عكس ذلك وعينه وظهر فساد شفيق . سادساً : بعض الناس كفرت بالثورة واعتبرتها مجرد حالة بل وحنت الى أيام مبارك والهدوء السياسى الذى كان يسود . سابعاً : فلول الحزب الوطنى ومنتفعى النظام السابق ما زالوا فى أمل لرجوع مبارك ونظامه وانتخبوا شفيق على هذا الأمل .