شن أغلب المشاركين في أعمال اللقاء الثالث بين الصحافة والبنوك الاسلامية هجوما حادا علي البنوك الاسلامية العاملة في السوق المصري ومؤكدين أن هذه البنوك في حاجة ماسة لاعادة تطوير أنظمتها الداخلية حتي تتمكن من تحقيق أهدافها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وقال هؤلاء إن هناك أوجه قصور عديدة تنتاب أداء البنوك والمصارف الإسلامية منها عدم قدرتها علي استحداث أدوات مالية وأوعية ادخارية جديدة تتواكب وطبيعة السوق، بالاضافة لاتجاهها لمنافسة البنوك التقليدية وتقديم نفس الخدمات ومن ثم تحول المشاركة إلي حساب جار مدين. وأضافوا أن من أبرز السلبيات أيضا غياب الرقابة الشرعية من جانب الهيئات المعنية، حيث أصبحت رقابة صورية بالاضافة إلي غياب النظام الإسلامي في البيئة التي تعمل فيها هذه البنوك. وفي الجانب المقابل دافع فريق آخر عن تجربة المصارف الاسلامية بالسوق المصري مؤكدين علي ضرورة التفرقة بين النموذج المكتوب للبنك الاسلامي وبين التطبيق الفعلي لها، وهذا لا يمنع أن البنوك الاسلامية تفوقت علي العادية أو التقليدية في اجتذاب المدخرات والودائع، بالاضافة إلي قيامها باصدار أوعية مصرفية وشهادات ايداع تتناسب مع الظروف التي تتعرض لها هذه البنوك. ويتحدث محمد جمال الدين حنين المشرف علي فروع البنوك الإسلامية بنك مصر قائلا: إن بنك مصر له تجربة ناجحة في إنشاء فروع إسلامية بجانب التقليدية الموجودة بالسوق المصرفية ومن الناحية التاريخية فإن إدارة البنك أقبلت علي هذا الاتجاه لمواجهة شركات توظيف الأموال التي انتشرت بقوة في فترة من الفترات، مشيرا إلي أن أول فرع تم إنشاؤه كان فرع الحسين للمعاملات الاسلامية في الثمانينيات. ويستطرد قائلا: ويعد هذا الفرع من أكبر الفروع الاسلامية التابعة للبنك وتستفيد منه باقي الفروع الأخري، حيث يعتبر المثل الأعلي لكل الفروع المنتشرة في جميع المحافظات بدءا من الاسكندرية إلي أسوان. ويذكر جمال الدين حنين أن كل الفروع الاسلامية التابعة لبنك مصر تقدم جميع الخدمات المصرفية المطلوبة بالاضافة إلي التوظيف واستثمار الأموال طبقا للمعايير الاسلامية إلي جانب الفروع التقليدية، مؤكدا أن هناك لجنة شرعية قامت بوضع استراتيجية عمل هذه الفروع وكانت تضم كلاً من الشيخ عبدالله المشد والشيخ عطية صقر. ويضيف: إن هذه الفروع أيضا تقوم أيضا بقبول الودائع طبقا لأحكام الشريعة الاسلامية خاصة فيما يتعلق بالعائد منها، بالاضافة إلي اصدار شهادات استثمارية ودفاتر التوفير والحسابات الأخري، موضحا أنه يتم توظيف واستثمار الأموال القادمة من الودائع في مشروعات تتفق وقواعد الشريعة الاسلامية وتعتمد في المقام الأول علي نظام المرابحات وكذلك نجد أن 98% من أنظمة لتوظيف بالفروع الاسلامية عبارة عن مرابحات. وفي مداخله من سيد عبدالمنعم اللبنان المدير العام لفرع الحسين للمعاملات الاسلامية ببنك مصر يذكر أن هذا الفرع يعد من أكبر فروع البنوك الاسلامية التابعة إلي لبنك مصر، حيث يصل إجمالي الودائع الموجودة نحو مليار و70 مليون جنيه. ويستطرد قائلا: إن فرع الحسين يعد أول فرع إسلامي أنشأه البنك وتلا ذلك افتتاح البنوك الأخري لبعض الأفرع الإسلامية في منطقة الأزهر. ويضيف عبدالمنعم اللبان أن الفروع الاسلامية تحرص علي تفعيل نظام المرابحات وذلك عن طريق تحويل عمليات السلع المعمرة بالاضافة إلي تحويل المصانع والمشروعات بالمواد الخام اللازمة ومستلزمات الانتاج. مشيرا إلي أن الفرع أصبح يحقق عائدا مميزا سنويا وذلك إذا أخذ في الاعتبار أنه يقوم بتمويل جزء كبير من المعاملات التي تتم في إطار العمل المصرفي الاسلامي ومن ثم فهو يعتبر ركيزة بالنسبة لباقي فروع بنك مصر الاسلامية والبالغ عددها نحو 31 فرعا حاليا، حيث قام بتدريب ومساعدة جميع الفروع الأخري. ويذكر اللبان أن الفرع يقوم حاليا بدراسة عدد كبير من المشروعات والأعمال الموجودة بالسوق بهدف اتاحة التحويلات اللازمة ولكن طبقا لمبدأ المرابحة، بالاضافة إلي القيام بتمويل عمليات شراء السلع المعمرة علي مستوي محافظات مصر. وتحدث الدكتور أشرف محمد دوابة أستاذ التمويل بجامعة الاسكندرية، عن أساليب التمويل والاستثمار في البنوك الاسلامية موضحا أن تجربة البنوك الاسلامية تقوم علي أساس مبدأ الاستخلاف في الأرض، مشيرا إلي أن هناك ما يقرب من 267 مصرفا إسلاميا تتجاوز أصولها ال260 مليار دولار وأن هذه المصارف الاسلامية قد تكون نجحت الي حد ما في القيام بدورها ولكنها في حاجة لإعادة تطوير أنظمتها لأن أهدافها الرئيسية تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وذلك لأنه كلما امتلكت البنوك الإسلامية عددا أكبر من الأدوات والبدائل المالية تمكنت من تحقيق هذه الأهداف.