تزايدت خلال الفترة الماضية شكاوي بعض العملاء من رفض البنوك قبول بعض الودائع بالعملات غير المتداولة في السوق المصرية بشكل كبير وخاصة العملات العربية وكان احد البنوك قد رفض الاسبوع الماضي قبول وديعة بالدينار الاردني من احد العملاء بحجة صعوبة توظيفها حيث اكد له البنك انه لا يرفض قبول ودائع بهذه العملة فقط ولكن هناك عملات اخري يتعامل معها بنفس الصورة وطالب البنك العميل بتحويل قيمة الوديعة للجنيه او الدولار او الين او الجنيه الاسترليني، ورفض البنوك قبول مثل هذه الودائع يطرح تساؤلا مهما هل هناك سياسة معينة تتبعها البنوك عند رفض أو قبول الايداعات بعملة ما؟ يقول هشام حسن العضو المنتدب لبنك قناة السويس: بالفعل البنوك ترفض قبول ودائع بعملات اجنبية غير متداولة بشكل كبير خاصة العملات العربية مثل الدينار الكويتي والاردني والدرهم الاماراتي وغيرها من العملات العربية. ويضيف ان اي بنك لا يقبل الا الودائع التي يمكن توظيفها والعملات السابقة لا يطلبها احد كقروض وفي نفس الوقت لا تجد البنوك لها استخدامات داخل مصر ولذلك تضطر لتصديرها للخارج وهذا لا يتم الا عن طريق مراسلين في الدول صاحبة هذه العملة وهذا مكلف للبنوك. ويؤكد حسن ان كل البنوك ترفض قبول ودائع بالعملات العربية فيما عدا الريال السعودي لان حجم التعامل عليه كبير في السوق المصرية وخاصة من قبل المصريين الراغبين في اداء مناسك الحج والعمرة.. مشيرا الي انه لا يوجد سبب يدفع البنوك لقبول هذه الودائع بهذه العملات في ظل انخفاض الطلب عليها واي شخص لديه ودائع بهذه العملات يمكنه ان يغيرها الي عملات تقبلها البنوك ويضيف ان اغلب عملاء البنوك يعرفون ذلك جيدا ولم يسبق لي ان تعرضت لموقف يطالب فيه احد العملاء بوضع مليون دينار اردني او كويتي كوديعة في البنوك التي عملت بها او اي عملة عربية اخري بخلاف الريال السعودي. ويقول هاني فيهم مدير عام العلاقات الخارجية ببنك امريكان اكسبريس ان حجم الودائع بهذه العملات في البنوك ضعيف وذلك في ظل انعدام الطلب عليها كقروض. ويضيف ان البنوك من الممكن ان تقبل هذه الودائع بهذه العملات ولكن لا تعطي عليها فائدة لانها لا تعود عليها باي فائدة الا اذا قامت باستثمارها في الخارج. ويؤكد ان البنوك من الصعب ان تقبل ودائع بهذه العملات الا اذا كان لديها حساب في الدول صاحبة هذه العملات يمكن من خلاله استثمار هذه الودائع بالاضافة الي ان هذه الودائع يجب ان تكون كبيرة حتي تحقق عائدا للبنك من وراء استثمارها. وبالنسبة لكيفية احتساب اسعار الفائدة علي هذه الودائع اذا تم قبولها في البنوك قال فهيم ان كل عملة لها سعر فائدة محلية في الدولة التي تصدر عنها ويتم احتسابها وفقا لذلك. ويضيف ان البنوك ترفض قبول هذه الودائع لانه لا يوجد اي تعامل بها او طلب عليها ولا يحتاجها في الغالب اي من العملاء ولا يتم تمويل اي مشروع بها. ويتفق مع الرأي السابق محمد عبد العال الرئيس التنفيذي للعمليات المصرفية بالبنك العربي ويقول ان البنوك لا تقبل ودائع بهذه العملات اطلاقا لانه لا يوجد اقتراض بها واي بنك لا يقبل ودائع بعملة ما الا اذا كان يعرف مسبقا الطرق التي سوف يوظفها بها. ويضيف ان هذه الودائع لو كانت بمبالغ ضخمة فالبنوك لا ترفض قبولها لانه في هذه الحالة يمكن توظيفها عن طريق فتح حسابات بها في الدول التابعة لها وتوظيفها فيها ولكن أغلب الودائع بهذه العملات ضعيفة ومن المستحيل أن تقبلها البنوك. ويضيف أن البنوك تقبل الودائع بالريال السعودي فمن خلاله تساهم في تمويل رحلات الحج والعمرة للعملاء بالإضافة إلي أن حجم التعامل مع السعودية كبير ويسهل توظيف الريال بعكس العملات الأخري. وتقول شاهيناز فودة مدير عام غرفة المعاملات الدولية ببنك القاهرة "بي إن بي" باريبا ان البنوك لا تقبل هذه الودائع لأن قبولها يلزمها بفتح حسابات لها في هذه الدول وأيضاً وجود مراسلين لها هناك. وتضيف ان أغلب الودائع بهذه العملات يتم تحويلها إلي الدولار ولا يتم الاحتفاظ بها علي حالتها وذلك قبل إيداعها في البنوك. وتشير شاهيناز إلي أنه لا يوجد أي سبب يدفع البنوك لقبول هذه الودائع وتحملها تكلفة وجود مراسلين لها في هذه الدول ولذلك فأغلب العملات العربية ترفضها البنوك كودائع ماعدا الريال السعودي. وتنصح شاهيناز العملاء الذين لديهم ودائع بهذه العملات تحويلها إلي الدولار أو الجنيه لأنه لا يوجد أي سبب يدفعهم للاحتفاظ بهذه العملات كودائع في البنوك.