وغضب الطبيعة اشد من الحروب فالكارثة التي حلت بدول جنوب آسيا لا يجب ان تمر علي بني البشر مرور الكرام وان يسدل الستار عليها فور الانتهاء من بث الصور لهذه المأساة التي راح ضحيتها اكثر من 30 الف قتيل تحت الانقاض او اغرقتهم مياه البحر والمحيط مع عشرات الجزر المرجانية والقري التي ابيدت اودمرت باكملها بعد ان شق الزلزال الاعماق. اقول : ان امواج البحر والمحيط نطقت وتكلمت ، بل وعزفت الحان حزينة بعد ان اصبحت شواطئها مستودعات ومخازن للجثث التي قذفت بها موجات المد العنيفة. ان الدمار الهائل والفيضانات التي ابتلعت الاف السيارات واليخوت وغاصت بها في اعماق المياه مع الالاف من بني البشر الذين جرفتهم الامواج هو الغضب الشديد من الرحمن علي بني الانسان الذي يعيث فسادا في الارض ،من مات.. استراح ..لكن المشكلة اليوم فيمن اصبحوا بدون مأوي ..فمليون شخص او اكثر مشردين ..وبالطبع معرضين لامراض فتاكة لن توقفها المساعدات المتمثلة في ارسال ادوية وخيام وبطاطين لان البيئة ملوثة بالجثث التي اصابها العفن. ان خسائر زلزال الطبيعة الغاضبة ليس في عدد القتلي وحدهم ولكن في القري والمباني والمدن التي دمرت بالكامل، واعادة بنائها من جديد يحتاج الي اموال ليست متوافرة لدي الدول المصابة لان معظمها فقيرة ،ناهيك عن الثروات الطبيعية التي تحتاج الي سنوات طويلة قادمة للحصول عليها من جديد لا سيما الثروة السمكية التي دمرت. نحمد الله اننا في عالمنا العربي علي حدود الدمار الذي اجتاح جنوب شرق اسيا وهذا من رحمة الله علينا في اننا خارج مناطق احزمة الزلازل فلنتقي الله ونحمده علي نعماته.