زاد الجدل في أروقة الصحافة والسياحة حول اثار زيارة وزير السياحة للهندس ترافقه مجموعة من المستثمرين السياحيين بهدف الترويج السياحي.. أثارت ومازالت تثير الكثير من الجدل ما بين مؤيد ومعارض مع كل الاحترام لكل الآراء إلا ان طرق جميع الابواب من اجل زيادة الوارد السياحي الي مصر وتنويع مصادر الجلب السياحي هو مسعي مهم لنمو السياحة المصرية ولولا ان هذه هي الاستراتيجية التي اتبعت ما وصلت السياحة المصرية الي 5.7 مليون سائح بل ان هذه هي الاستراتيجية الواجب اعتمادها وتفعيلها في مجال الاستثمار السياحي الذي هو ضرورة لتوفير فرص العمل وزيادة دخل الفرد وتنمية وتحديث المناطق السياحية وبالتالي تحديث المجتمع فالاستثمار السياحي طرف أساسي في منظومة التنمية الشاملة ولابد من زيادة معدلات مشاركته وهو ما يتطلب طفرة في جميع القطاعات التصديرية مع قدرة تنافسية مستديمة وفتح اسواق جديدة وحماية صناعة السياحة في مصر من أي صراعات دولية تؤثر سلبا علي الوارد السياحي لمن لا يعرف تحتل الهند المرتبة الثانية في قائمة الدول المصدرة للسياحة الي مصر من منطقة شرق آسيا والباسفيكي بعدد 167.41 سائح للعام الحالي قضوا 301780 ليلة سياحية وهي تتفوق علي دول اوروبية كثيرة مثل اسبانيا وسويسرا وقبرص والنمسا ورومانيا وكذلك علي تركيا والهند تتمتع بعلاقات عريقة مع مصر كما انها تخطو خطوات واسعة لترسيخ دورها علي الساحة الدولية وتعزيز تقدمها الاقتصادي واجمالا فان الاهتمام بهذا السوق قابل للنجاح. صحيح ان المستثمرين السياحيين لديهم الكثير من التحفظات علي الاهتمام بمثل هذا السوق ولديهم حجج قوية منها علي سبيل المثال بعد المسافة وطبيعة الفئات القادرة علي السياحة في هذا المجتمع الفقير لكن هذه التحفظات تقودنا الي نتيجة واحدة مؤداها ضرورة الاهتمام بصناعة النقل الجوي لنكون قادرين علي فتح الاسواق البعيدة ولابد ان نتأهب لمنافسة حامية في هذا السوق من الدول السياحية المجاورة للهند وهي في أغلبها بلاد سياحية تدخل في نطاق الدول الخمس عشرة الأولي سياحيا في العالم مثل تايلاند وهونج كونج وسنغافورة والصين وماليزيا واليابان. وهذه الدول بأنشطتها الجذابة واسواقها التجارية التي لا تباري في أسعارها تسحب جزءا كبيرا من السياحة الهندية ناهيك عن انجلترا والتي يعتبرها كثير من الهنود بلدهم الثاني ولا يشعرون بأي غربة فيها والعكس صحيح بالنسبة للانجليز. ومن حجج المستثمرين القوية ان اغني اغنياء الهند الذين يقدر عددهم بحوالي سبعة ملايين وهم الفئة الاقدر علي السياحة والاستثمار السياحي في أن يفضلوا قضاء اجازاتهم وتدوير رؤوس اموالهم في أرقي المنتجعات العالمية والحجة قوية لكن لابد من مواجهة التحدي والبحث عن آليات تعوض الاهتمام علي فئة واحدة وذلك بتقديم برنامج سياحي منافس يتيح لمواطني الطبقة الوسطي زيارة مصر والوصول اليها بوسائل ايسر تضاهي وسائل سفره الي دول الجوار. ولكي تنجح هذه الفكرة لابد من الاعتماد علي الطيران الشارتر وحتي نحفز شركات الطيران الشارتر علي القيام بهذه المهمة لابد من ان تبادر شركة مصر للطيران الي دعم خط نيودلهي وخط مومباي علي الأقل وأن تراعي هذه المهمة ضمن خطتها للخطوط الطويلة التي تسبب لها خسائر مرهقة. ولابد أن يكون هذا في الحسبان ونحن نسعي الي التوسع الاقتصادي مع الهند وزيادة عدد الوارد السياحي منها وهذا يستوجب ان تعيد مصر للطيران التفكير في هذه الخطوط ليس علي حساب تحملها بخسائر فنحن لا نقبل بأي حال من الأحوال مزيدا من الخسائر للشركة الوطنية، لكن الشركة القابضة يمكنها ان تدرس مع القطاع الخاص كيف يمكن تسيير الشارتر بين الهند والقاهرة أو أي موقع سياحي آخر وان نفكر مثلا في اقامة شركة تجمع بين مصر للطيران وشركات الشارتر وان تقدم تسهيلات علي هذه الخطوط من اعفاءات من رسوم وخدمات وغيرها. ونتمني ان نجد عند شركة مصر للطيران حلا لهذه المشكلة اذ لا يمكن نجاح حملة الترويج في الهند او غيرها من البلاد البعيدة جغرافيا الا بحل مشكلات الطيران الشارتر.