يوم الاثنين الماضي بدأت فعاليات الدورة الجديدة للأمم المتحدة ويستدعي انعقادها الخلل الذي يعكسه أداؤها وهو نفس الخلل الذي تعاني منه المنظمات الاقليمية كجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ويكمن في عدم وجود آلية لتنفيذ القرارات الصادرة وهو ما أدي إلي أن تصبح قرارات الجمعية العامة عديمة الجدوي وبلا فاعلية تذكر. وقبيل انعقادها وتحديدا في الثالث من الشهر الحالي صدر قرار 1559 الذي بعث برسالة واضحة إلي سوريا مفادها ضرورة سحب قواتها من لبنان وعدم التدخل في شئونه الداخلية. وفي الثامن عشر من الشهر الحالي صدر قرار 1564 الذي هدد السودان بفرض عقوبات علي قطاعه النفطي إذا لم تتحرك حكومته وتتخذ خطوات جادة سعيا لحل مشكلة دارفور. القراران 1559 و1564 فرضتهما أمريكا. أما كوفي انان فمطلوب منه تقديم تقرير خلال شهر من اصدار كل منهما وكلاهما يهدد ويتوعد بفرض العقوبات إذا لم تذعن كل من سوريا والسودان.. الغريب ان بوش الذي تجاهل المنظمة الدولية واسقطها من اعتباره يوظفها اليوم لتمرير أكثر من قرار ضد دول المنطقة. بل ان ادارته التي تبذل مساي وجهودا كثيفة من أجل حصار ايران علي خلفية دعوي موهومة ترتكز علي سعي ايران لامتلاك قنبلة نووية تغض الطرف كلية عن إسرائيل النووية وما تمثله من خطر علي المنطقة بأسرها. وهذا يعني أن الدول الثلاث: سوريا والسودان وايران تظل في دائرة الاستهداف الأمريكي. فاقد الشيء لا يعطيه.. في الوقت الذي تمارس فيه أمريكا الابادة الجماعية يوميا ضد الشعب العراقي الاعزل باجتياح المدن وقصفها فإنها تتهم السودان بالإبادة الجماعية في دارفور وتطالبها بنزع أسلحة الجنجويد. وفي الوقت الذي تتهم فيه إدارة بوش كذبا سوريا بدعم الإرهاب بل والتسبب في العمليات التي تنفذ ضد إسرائيل في الأراضي المحتلة تغض أمريكا الطرف كلية عن عمليات القتل الجماعي التي تقوم بها إسرائيل ضد الفلسطينيين بالإضافة إلي تدمير منازلهم وقضم اراضيهم ومصادرتها. وبذلك غدت الأممالمتحدة أداة في يد أمريكا توظفها متي شاءت لاستصدار أية قرارات تريد تمريرها ضد من تنتقي من الدول بينما تمارس عليها شتي الضغوط من أجل منع اصدار أي قرار يدين إسرائيل!! وضع الأممالمتحدة.. في الوقت الذي تجبر فيه دولنا علي تنفيذ أي قرار يصدر عن مجلس الأمن حتي لو كان يشكل ظلما بينا فان امريكا ومعها إسرائيل في حل من تنفيذ أي قرار، فكل منهما تتجاوز القانون وتنتهك الشرعية علي الملأ. بل تعمد أمريكيا دائما للحيلولة دون اصدار قرار يدين ممارسات إسرائيل بما فيها بناء جدار الفصل العنصري رغم قرار محكمة العدل الدولية بلاهاي حول عدم مشروعيته وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي صدر بنفس المنطوق، فلقد نجحت أمريكا في الهيمنة علي الجميع واتخذت من مجلس الأمن أداة طيعة في يدها وسخرته لاصدار ما تريد من قرارات وسخرت المنظمة الدولية لمطامعها. لقد ظهر كوفي انان ضعيفا رخوا، وبدت خطواته كلها محاولة لاسترضاء أمريكا وتنفيذ نزواتها. أعان علي ذلك تشرذم الدول العربية وانصراف كل دولة إلي تبني سياسة منفردة ترتكز علي المصلحة الذاتية مما سهل علي القطب الأوحد السيطرة عليها.