هبط اليورو بشدة امس مع استقبال المستثمرين أنباء عن خطة انقاذ جديدة لقبرص تشمل فرض ضريبة علي ودائع البنوك باعتبارها تمثل خطرا غير مسبوق قد يؤدي في نهاية الأمر إلي تهافت علي سحب الودائع من البنوك في دول أخري في منطقة اليورو. وطالب وزراء مالية الاتحاد الأوروبي في مطلع الأسبوع القبارصة بدفع ما يصل إلي 9.9 % من ودائعهم مقابل خطة انقاذ تبلغ قيمتها عشرة مليارات يورو (13 مليار دولار). وتخالف هذه الخطوة ما كان يتبعه الاتحاد الأوروبي من قبل بشأن حماية مدخرات المواطنين ما دفع القبارصة القلقين إلي التهافت علي سحب أموالهم. ومن المقرر أن يصوت البرلمان القبرصي علي الخطة يوم الإثنين وسط توقعات متنامية بأن يتم خفض الضريبة علي الودائع التي تقل قيمتها عن مئة ألف يورو لتخفيف العبء عن صغار المدخرين. ونزل سعر العملة الموحدة إلي أدني مستوياته في ثلاثة أشهر عند 1.2882 دولار قبل أن يعوض جزءا من خسائره لينخفض خلال اليوم 0.8% إلي 1.2965 دولار. وأمام الين هبط اليورو 2.1 % متجاوزا مستوي الدعم عند 121.681 وهو متوسطه في 55 يوما. وفي أحدث تداول عليه انخفض اليورو 1.1% إلي 123.07 ين. وارتفع سعر الجنيه الاسترليني إلي اعلي مستوياته في خمسة اسابيع أمام اليورو فزاد بنسبة 1% إلي 85.32 بنس. وانخفض سعر اليورو 0.5% أمام الفرنك السويسري إلي 1.2213 فرنك. وتراجع الدولار إلي 93.45 ين وهو أدني مستوياته منذ السادس من مارس ومبتعدا عن ذروته في ثلاث سنوات ونصف السنة عند 96.71 ين التي سجلها يوم 12 مارس. ومن ناحية اخري تراجعت الأسهم الأوروبية تراجعا حادا امس الاثنين مع تخوف الأسواق من خطة إنقاذ جذري لقبرص مما هز الثقة في النظام المصرفي الأوروبي لكن بعض المستثمرين رأوا في انخفاض الأسعار فرصة للشراء. وبعد أن كانت الودائع المصرفية محصنة في الإجراءات السابقة للاتحاد الأوروبي اتفقت قبرص والمقرضون الدوليون مطلع الأسبوع علي أن يتحمل أصحاب المدخرات جزء من العبء في مقابل حصول البلد علي مساعدة حجمها عشرة مليارات يورو (13.07 مليار دولار). وقال لكس فان دام مدير صندوق التحوط في هامستد كابيتال التي تدير أصولا بنحو 500 مليون دولار ?وضع قبرص يبدو لي كزوبعة في فنجان وتراجع الأسعار سيكون فرصة للشراء. هذه رسالة من أوروبا إلي قبرص للكف عن إساءة التصرف?. وفي أنحاء أوروبا فتح مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني منخفضا 1.6% في حين فقد كاك 40 الفرنسي 2.1 بالمئة وداكس الألماني 1.7%. من جانب آخر ظهرت بيانات امس أن العجز التجاري تراجع في منطقة اليورو في يناير كانون الثاني عن مستواه قبل عام بفضل نمو الصادرات الذي فاق ارتفاع الواردات ما يضيف إلي دلائل أخري علي أن التجارة قد تساعد في قيادة انتعاش الاقتصاد. وقال مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي (يوروستات) إن العجز التجاري لدول منطقة اليورو وعددها 17 دولة قد بلغ وفقا لبيانات غير معدلة حسب التقلبات الموسمية 3.9 مليار يورو (5.1 مليار دولار) في يناير. وبالمقارنة كان مستوي العجز 9.1 مليار يورو قبل عام لكن قراءة يناير 2013 أعلي قليلا من 3.5 مليار يورو توقعها اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم. وفي ظل ركود الاقتصاد في المنطقة وتراجع إنفاق المستهلكين ظلت الصادرات هي المحرك الرئيسي للنمو مع إقبال الصينيين والأمريكيين علي شراء السيارات والمواد الغذائية والأدوية والكيماويات المصنعة في أوروبا. وعدل يوروستات بيانات الفائض التجاري في ديسمبر إلي 10.8 مليار يورو من 11.7 مليار يورو لكن في عام 2012 بكامله سجلت منطقة اليورو فائضا إجماليا بلغ 81.1 مليار يورو وارتفعت الصادرات 7% والواردات 2% عن 2011. وسجلت المنطقة عجزا تجاريا بلغ 16 مليار يورو في 2011.